الجامعة الأردنية تُحدث نقلة نوعية في برامجها التربوية: استحداث قسم لإعداد المعلمين والتدريب الميداني، وتطوير قسم علوم المعلومات وتكنولوجيا التعليم

في خطوة استراتيجية تعكس التزام الجامعة الأردنية برؤيتها الوطنية واستجابتها للتوجيهات الملكية السامية في تطوير التعليم، أعلنت كلية العلوم التربوية عن استحداث قسم جديد لإعداد المعلمين والتدريب الميداني، إلى جانب تطوير شامل لقسم علوم المعلومات وتكنولوجيا التعليم. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الكلية المستمر لتعزيز جودة برامجها الأكاديمية وتجسيد دورها المحوري في تأهيل المعلمين وبناء قدراتهم لتلبية متطلبات المستقبل.

وفي هذا السياق، أكد الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود، عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية، أن استحداث قسم إعداد المعلمين والتدريب الميداني وتطوير قسم علوم المعلومات وتكنولوجيا التعليم يُعدّان محطة مفصلية في مسيرة الكلية والجامعة، ويجسّدان التزام الكلية العميق برفد النظام التعليمي الأردني بكفاءات تربوية متميزة قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة في التعليم.

وقال الزيود: “نحن نؤمن بأن إعداد المعلم لا يمكن أن يقتصر على التكوين الأكاديمي النظري، بل لا بد أن يتكامل مع تدريب ميداني مكثف ضمن بيئات تعليمية حقيقية، تُمكّن المعلم من تطوير ممارساته التربوية وتطبيق النظريات التعليمية بصورة فعالة ومهنية.”

وأضاف أن تطوير قسم علوم المعلومات وتكنولوجيا التعليم يأتي استجابة واعية لحتمية التحول الرقمي في التعليم، وحرصًا من الكلية على تمكين خريجيها من أدوات التكنولوجيا الحديثة، سواء في تصميم المحتوى التعليمي الرقمي، أو إدارة التعلم الإلكتروني، أو تحليل البيانات التعليمية. وهي مهارات أصبحت ضرورية في ميادين التعليم المدرسي والعالي على حد سواء.

وأوضح أن هذه التحديثات تمثل ترجمة فعلية لرؤية الكلية في بناء منظومة تعليمية متكاملة تجمع بين الجذور التربوية الأصيلة والتقنيات المعاصرة، وتنسجم بشكل تام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تطوير التعليم ورفع كفاءة المعلمين. كما أنها تتماشى مع توجهات الدولة الأردنية في تحديث المنظومة التعليمية بما يتلاءم مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة وتحديات المستقبل.

وتابع الزيود قائلًا: “نطمح من خلال هذه الخطوة إلى إحداث نقلة نوعية في البرامج التي تطرحها الكلية، بحيث تكون منافسة على الصعيد العالمي، وتلبي في الوقت ذاته احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، مما يعزز من مكانة كلية العلوم التربوية كبيت للريادة والابتكار التربوي.”

وأشار إلى أن استحداث قسم إعداد المعلمين والتدريب الميداني يهدف إلى تقديم برامج متكاملة تدمج بين الجانب النظري والعملي، وتوسّع من فرص التدريب الميداني داخل بيئات تعليمية حقيقية تتيح للطلبة ممارسة التعليم داخل الصفوف الدراسية، بما يعزز من جاهزيتهم المهنية، ويمكنهم من أداء أدوارهم التربوية بكفاءة منذ لحظة التخرج.

أما فيما يتعلق بتطوير قسم علوم المعلومات وتكنولوجيا التعليم، فقد أكد الزيود أنه يأتي انطلاقًا من الحاجة المتزايدة لتوفير كوادر تربوية قادرة على توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، وتصميم المحتوى الرقمي، وتحليل البيانات التعليمية بمهارة عالية، بما يعزز من تنافسية خريجي الجامعة الأردنية محليًا ودوليًا.

وأكد الزيود أن كلية العلوم التربوية، من خلال هذه المبادرات الريادية، تواصل العمل على تعزيز شراكاتها الوطنية والدولية، وتوسيع أنشطتها البحثية والتطبيقية، بما يضعها في طليعة الكليات التربوية في العالم العربي، ويسهم في تحقيق تطلعات الأردن في بناء نظام تعليمي نوعي يُعدّ أجيالًا قادرة على بناء المستقبل.

وفي ختام تصريحه، أشار الأستاذ الدكتور الزيود إلى أن الدكتورة هبة ضمرة، الأستاذ المساعد في تخصص أساليب تدريس اللغة الإنجليزية، ستتولى مسؤولية رئاسة قسم إعداد المعلمين والتدريب الميداني، في خطوة تعكس الثقة بالكفاءات الوطنية الشابة ودورها في قيادة التغيير التربوي.

مواضيع ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *