منحت جامعة اليرموك درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية لرئيسة جمهورية كوسوفو السابقة السيدة عاطفة يحيى آغا، بحضور رئيسة مجلس أمناء الجامعة الدكتورة رويدا المعايطة، وأعضاء مجلس عمداء الجامعة.
وقال رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد في كلمته ان الجامعة تحتفل اليوم بتكريم رمز من الرموز العالمية في نضالها ضد العنف بكافة أنواعه، ودفاعها عن حقوق المرأة ومكتسباتها، ودعواتها إلى تفعيل دور الشباب في التغيير، على صعيد البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لافتا إلى ان “السيدة عاطفة يحيى آغا” من أشد المحاربين للتطرّف والعنف والراديكاليّة، وداعمة للسلام والاستقرار، وقضايا المرأة العادلة، وكانت أول امرأة في البلقان تصل إلى رئاسة الدولة ، ولم تألُ جهدا في سبيل قضايا الحرية والعدالة والديمقراطية والتغيّر الاجتماعي، ونالت جوائز عالمية لإسهامها في العمل الاجتماعي والخدمة العامة، لافتا إلى ان منح درجة الدكتوراه الفخرية للضيفة يأتي ايمانا من جامعة اليرموك بأهمية تشجيع الناشطين في مجال تمكين المرأة ودعم الشباب وحثهم على المشاركة السياسية والاجتماعية الفاعلة من اجل صناعة المستقبل.
وأكد مساد على أن جامعة اليرموك تسعى إلى تحقيق إنجازات مهمة في إطار الريادة والتميز في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، بما يسهم في الارتقاء بالجامعة والوصول إلى مكانة مرموقة على المستوى الأردني والإقليمي والعالمي، وأن الجامعة تنهض برسالتها التي تهدف إلى إعداد الكفاءات في مختلف حقول العلم والمعرفة، وترتكز في رؤيتها على الالتزام الأخلاقي والاجتماعي، وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال والمساواة بما ينسجم مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، والمحافظة على العادات والتقاليد العربية الأصيلة، والمثل الإنسانية العليا، مؤكدا حرص الجامعة على تعزيز قيم الانتماء الوطني الحقيقي، والانفتاح على جميع الثقافات والتفاعل معها، وفتح أبواب التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية العالمية المتميزة.
وقال: إن الوعي بقضايا العصر الحساسة قد دفع جامعة اليرموك إلى أن تقوم بدورها الريادي فعمدت إلى إنشاء المراكز العلمية، التي تقدم دراسات مهمة تتناول قضايا المجتمع المختلفة.
وأشار مسّاد إلى أن ما تضطلع به “السيدة عاطفة يحيى آغا” اليوم يتسق مع رؤية الجامعة، التي ترتكز على رؤية الأردن قيادة وشعباً، ونحن نتطلع اليوم إلى تشييد شراكة حقيقية مع الضيفة المحتفى بها لما فيه خير بلدينا وخير الإنسانية جمعاء، ولذلك ستبقى اليرموك الجامعة قادرة على النهوض بدورها الوطني والإنساني، مستمدة العزم والإصرار من القيادة الهاشمية المظفرة.
من جانبها شكرت رئيسة كوسوفو السابقة جامعة اليرموك على هذا الترحيب وتشريفها بمنحها درجة الدكتوراه الفخرية لافتة إلى أن هذا التكريم يعد رمزا للصداقة مع الأردن وشعبه الكريم.
وقالت انها مؤمنة جدا بالتغيير الاجتماعي، لافتة الى اهمية إدراك ما تقدمه النساء والشباب كعنصرين أساسيين لتحقيق التغيير الاجتماعي المنشود، مع الأخذ بعين الاعتبار على ضرورة التعامل مع قضايا المرأة والشباب كجزء لا يتجزأ من عملية التقدم.
ولفتت إلى أهمية التركيز على دور النساء والشباب الهام في المجال السياسي من خلال تعديل المعايير والقضاء على الصور النمطية وتطوير مستقبل الوطن.
وأضافت آغا أن النساء والشباب عبر التاريخ ساهموا ولعبوا أدوارا هامة في المجال السياسي لكن أعمالهم لم توثق تحت هذا البند فالنساء والشباب حاضرون وبشكل متكرر، مشيرة إلى انه وعلى الصعيد العالمي شهدنا مؤخرا تحولا لافتا في ازدياد عدد النساء السياسيات، وذلك بعد ان أثبتت القيادات النسائية وكذلك الشباب كفاءتهم وتميزهم في اداء ادوار قيادية على مختلف المستويات، إضافة إلى اتباع الدول سياسات واجراءات مختلفة كخطوة لضمان تكافؤ الفرص مكنت الشباب والمرأة من الوصول إلى مواقع قيادية مختلفة لتحقيق المزيد من التنوع في صنع القرار على المستويات العليا من القيادة.
وبينت أن النساء السياسيات أنفسهن أدركن القوة التي يمكن أن يتمتعن بها والفائدة التي يمكن أن تحصل عليها بلدانهن إذا كان التنوع بين الجنسين يمثل عملية صنع السياسات الحالية، وقالت انها شخصيا عندما تولت منصبها كرئيسة لجمهورية كوسوفو – أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في كوسوفو وفي غرب البلقان- طالبت بالمساءلة والمهنية والشفافية والعدالة ليس فقط قانونيًا أو تشريعيًا بل عمليًا واجتماعيًا أيضًا، وكانت مصممة على جعل جميع فئات المجتمع مرئية، ومنحها صوتًا، من خلال البدء بالتغيير الهيكلي للمؤسسات، الذي من شأنه أن يضمن مشاركة النساء والشباب، بالإضافة إلى تشجيع ودعم المنظمات الشعبية للوصول إلى النساء خارج نطاق المؤسسات لتمكين إشراك النساء في القضايا التي تهمهن، وإيقاظ فعاليتهم السياسية، وهو أمر مهم للغاية في الديمقراطية، وخاصة النساء الناجيات من حرب كوسوفو، اللواتي لم تتم مناقشة أوضاعهن بشكل مؤسسي.
وأكدت اغا على ضرورة العمل على المستوى الدولي من أجل زيادة تمكين المرأة من تولي الادوار القيادية وتغيير الطريقة التي تستمر وسائل الاعلام بها تصوير المرأة والحكم عليها من حيث المظهر أكثر من الرجال، بدلا من التركيز على كفاءتهن أو احترافهن في العمل الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية تحسين وضع المرأة في السياسة وتعزيز قيادتها السياسية.
وكان عميد البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة الدكتور أيمن حمودة قد تلا قرار مجلس العمداء في جامعة اليرموك بمنح السيدة عاطفة يحيى اغا درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الاجتماعية بجميع حقوقها وامتيازاتها.
وخلال حفل التكريم، جرى حوار مع الضيفة المكرمة ادارته الدكتورة حنان ملكاوي، اجابت من خلال السيدة عاطفة يحيى اغا على اسئلة واستفسارات الحضور حول ابرز الأولويات التي يجب ان تركز عليها الدول لتحقيق التنمية المستدامة في مجتمعاتها والمتمثلة في التعليم والصحة والاستثمار في التكنولوجيا وتوفير فرص العمل للشباب، وكيفية اعادة تشكيل هذه المجتمعات واحداث التغيير الايجابي فيها، والتغيرات التي طرأت على مدى مشاركة المرأة في مواطن صنع القرار على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مختلف دول العالم منذ عشرين عاما الى الان.
المصدر: الوقائع الإخبارية
Post Views: 143