برعاية رئيس الجامعة الأردنية كلية العلوم التربوية تؤبن الراحل الدكتور ماجد أبو جابر

برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، أبّنت أسرة الجامعة اليوم الأحد أستاذ تكنولوجيا التعليم في قسم المناهج والتدريس الراحل الدكتور ماجد أبو جابر، في حفل نظمته كلية العلوم التربوية، مستذكرة مسيرة حياته المضيئة والحافلة بالعطاء والإنجاز.

والقى عميد كلية العلوم التربوية كلمة في الراحل الاستاذ الدكتور ماجد ابو جابر قال فيها:

معالي الاستاذْ الدكتور نذير عبيدات، رئيسَ الجامعةِ الأردنيةِ الأكرم

أسرةُ الأستاذِ الدكتور ماجد أبو جابر الكريمة

زملاءُ وأصدقاءُ الدكتور ماجد من كليةِ العلومِ التربويةِ والجهاتِ والمؤسساتِ الوطنية الكرام

الحضورُ الكريمُ الذي جاءَ تقديرًا واحترامًا واستذكارًا لتربويٍ وأستاذٍ جامعيٍ صاحبَ علمٍ ومعرفةٍ ومحملٍ بالفضائل والسَّجايا الطَّيبة  

السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

اهلًا وسهلًا بكم ونحنُ نستذكرَ مناقبَ الدكتور ماجد عليهِ رحماتِ الله جزاءً بكل علمٍ وخبرةٍ منحها للأجيال الأردنيةِ التي مرَّت من تحتِ يديه.

إنَها مشيئةُ اللهِ تعالى إن نفقدَ ماجد أبو جابر وأمثالِه الطَّيبين الصَّالحين، ونلتقي اليوم لنشهدَ عليه شهادةَ حقٍ، شهادةً لا يعتريها نقصٌ بماجدَ الأخَ والصديقَ والأستاذَ الجامعي، والكبير قدرًا والكريمُ صاحبَ اليدِ الممدودةِ والمبسوطةِ لكلِ سائل.

شهادةٌ مَنْ عملَ معَه وعاشرَه في حلِّه وتِرْحاله، والسَّفر الكاشفِ لكلِّ معدن،  لقد كان ماجد عليه شآبيبُ الرَّحماتِ تتنزل استاذًا جامعيًا وتربويًا من طرازِ رفيعٍ

كان أخًا وصديقًا معطاءً، صاحبَ ابتسامةٍ وهمةٍ عاليةٍ

ومتقبلٍ للآخرِ ومتسامحٍ ومضيافٍ سَمْحِ الوجَه وصاحبَ ضميرٍ إنسانيٍ وأكاديميٍ حيٍ ويقظٍ لم يسمحْ له يومًا أنْ يغفلَ على حسابِ حقوقِ الآخرين.

نستذكرُ ماجد أبو جابر الإنسانَ المتفائلِ والأستاذَ الجامعي النَّبيل وصاحبَ الأخلاقِ الفريدةِ التي لم يغيِّرها مالٌ ولا جاهٌ فبقيَّ على المبدأ ولم يحيد.

لقد كانَ خيرَ من التزمَ بأداءِ واجبِه والقيامَ بعملِه والنهوضَ بمسؤولياتِه حتى في أشدِّ وأصعبِ الظروفِ،  حتَّى عندَ مرضِه كانَ حريصًا كلَّ الحرصِ على لقاءِ طلبتِه والحضور لمكتبِه ومتابعتِهم وإنهاءِ واجباتِه حتَّى لا يتعثروا ويتأخروا في إكمال مسيرتِهم التَّعليمية. 

طوالَ عامٍ كاملٍ لا نذكرَ أنَّه تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ تعطيه الحقَّ في الغيابِ عن محاضرةٍ أو لقاءٍ أو جلسةِ إشرافٍ لطلبةِ الدراساتِ العليا بل كانَ متحاملًا على نفسِه وصاحبَ إرادةٍ للتغلبِ على مرضِه. 

ماجد خيرَ من التزمَ بمسؤولياتِه بضميرٍ وأخلاقٍ عالية

ماجد الإيجابيِ المتفائِل وصاحبَ النخوةِ والصديقَ العزيز في السَّفر 

ولعلي أستذكرُ رفقَتُه في إحدى رحلاتِ السَّفر الرَّسمية معه قبلَ عدةِ سنواتٍ وفي السَّفَر تُعرَفُ معادنَ النَّاس لكنِّي خالفتُ هذه القاعدةِ مع ماجدَ حتى قبلَ السَّفر، كانت سيماهُ في وجهِه، وفي السَّفرِ  كانَ خيرَ الرِّفاق الذينَ قد تحظى بهم في سفركِ لأدبِه وتعاونِه ومراعاتِه لأحوالِ من معه،

كالنِّسمةِ الرَّطبةِ على القلبِ في ليلةِ حرٍّ شديدة، كانَ ماجد.

كانَ كريمُ اليدِ معطاءً لا ننسى كرمَه المستمرِ عندَ تنظيمِ المؤتمراتِ والفعالياتِ في الكليةِ حيثُ تجودُ نفسُه بالكثيرِ منَ العطايا لإنجاحِ العملِ ولا ننسى أنَّ بيتَّه في اليادودة كانت مشرَّعةُ الأبواب لكلِّ حبيبٍ وصديقٍ.

لقد كانَ ماجد مميز في كلِّ شيءِ حتى في لقائك المتكرِّر معَه يوميًا تجده ينفردُ باستقبالٍ مليء بالمشاعرِ الأخويةِ الغامرة، لم اسمعُه يتحدث بسوءٍ عن أحدٍ في غيابٍ أو حضورٍ، لا يمزحُ على حسابِ الاساءةِ للآخرين، لقد كانَ ماجد من بيئةٍ فاضلةٍ جدًا.

الحضورُ الكريم

ماجد كانَ حالةً خاصة في صداقتِه وزمالتِه وتواضعِه ونُبلِه والتزامِه تجاهَ زملائِه وأصدقائِه وجامعتِه ووطنِه، لم يسعَ لمنصبِ، بل طُلب إليه لأنَّه قيمةً مضافةً في كل مكان.

نسألُ اللهَ تعالى لماجد أبو جابر، الأخَ والصديقَ الرحمةَ والمغفرةَ وأن يُلهم أهله ومحبيه الصَّبرَ والسلوانَ وحُسنَ العزاءَ وتحمُل فقدِه الموجِع.

في الختام ماجد صاحب الأثر الذي لا يُنسى،

وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون

والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

 

بدوره، سرد الدكتور اخليف الطراونة جزءًا من حياة الراحل أبو جابر التي كانت مفعمة بالإنجاز وملأى بمنابر العلم والبحث العلمي، إذ كان مدرسة بالعقلانية والوضوح والمخزون العلمي والمعرفي.

وقال الطراونة  في كلمته ” وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا”
صدق الله العظيم
ما أسرع الأيامَ في طيِّنا
تمضي علينا ثم تمضي بنا
في كل يومٍ أملٌ قد نأى
مرامه عن أجلٍ قد دنا
معالي الرئيس الأستاذ الدكتور نذير عبيدات المحترم/ رئيس الجامعة الأردنية
الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود المحترم/ عميد كلية العلوم التربوية
آل فقيدنا الكبير العزيز الدكتور ماجد أبو جابر رحمه الله
الذوات المؤبنون الأفاضل
سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته، وسلامٌ على روح أخي وتوأم روحي أبا عمر التي ترفرف في محاريب العلم ومنابر المعرفة في جامعات وطننا الغالي. وهي تُرفرف اليوم بيننا كما كانت دوما في حياته.
نجتمع اليوم ونحن ندرك أن الموت حقٌ، وأن الموت هو الحقيقة الوحيدة على وجه الأرض، لكننا نعلم أن الرجال الطيبين، هم وحدهم الذين تكون الفاجعةُ برحيلهم خطباً تتوقف عنده القلوبُ: أسىً وحسرةً، وتعجز الألسنةُ عن التعبير: جللاً وعناءً، كلما لاحت ذكراهم التي لا تزيدها تواليات الدهرِ إلا اشتعالاً؛ ورفعةً؛ وديمومةً في الذاكرة الجمعيةِ للآخرين.
لا أعرف بأي الكلام أبدأ، ولا أعرف إن كان هناك أي كلمات عزاء تواسيني بفقيدي العزيز الغالي الأستاذ الدكتور ماجد أبو جابر، رحمه الله رحمة واسعة وغفر له مغفرة تامة.
رحلت – يا أبا عمر- وتركت في قلوبِنا لوعةً ودمعةً حرّى في العين لن تطفئها الأيام والسنون. رحلت وتركتني ناقصا من دونك؛ حيث كنت أرى اكتمالي الإنساني والمعرفي فيك.
الحديث عن شمائلك الطيبة وخلقك الإنساني الرفيع حديث يطول ويطول. حديث تمتلئ فيه نفسي: محبةً؛ وأخوة ونبلاً- يا رفيق الدرب والصحبة ورحلة العمر .
رحلت عنا – يا أعز الأصدقاء وأنبلهم وأوفاهم- عرفتك منذ بدايات عملنا الأكاديمي والإداري، فذكرى زمالتنا في الأردنية والاعتماد ومؤتة، والبلقاء، ذكرى حيةٌ باقية ما بقيت الحياة.
مذ ذاك كنا معاً لا نفترق أبداً حتى أنني كنت أقول له على سبيل المداعبة: رحيلنا سيكون معاً؛ ولم أكن أعلم -يا ماجد- أنها المرة الوحيدة التي أخلفت فيها الوعد والعهد، فتركتني أتجرع غيابك الذي لا أطيق.
رحلت عنا- أيها الحبيبُ المضياف النبيل الصادق الخلوق وفي كل ناحية من نواحي نفسك الزكية، سيرةٌ جليلةٌ مفعمةٌ بالانتماء لثرى الأردن الغالي ولقيادته الهاشمية الحكيمة ولشعبه الأصيل الوفي المعتز بيوم الكرامة ومؤتة والقدس وحطين وباب الواد واللطرون وبشهدائه البررة الخالدين في عليين في جنات الفردوس .
حملت – يا أبا عمر رسالة الوطن في العلم والمعرفة والبحث العلمي، وكنت مخلصاً ونزيهاً ودقيقاً في علمك وإدارتك وتقييمك لجامعات وطنك، ومحباً لطلبتك وزملائك وكل من كان له الحظوة بمعرفتك الذين كنت لهم جميعاً مدرسةً في العقلانية والوضوح، يُعينك على ذلك كله، بصرك الثاقب وعقلك اللامع ومخزونك المعرفي.
كنت تعلم محبتي ومعزتي لك ، لذلك اخفيت عني حقيقة مرضك الكاملة ؛ فقد أبلغتني مؤخراً وقبل سفري الى أميركا عند سؤالي عن صحتك أن أمورك بخير وسلامة، حتى لا تقلقني، وأنك تحتاج لإجراء بعض الفحوصات البسيطة.
فراقك بحجم ما أشعر به من فقدٍ وألم وحسرة وحزن؛ فكيف أنسى هدير صوتك في الكلية ومع جلسات الأصدقاء التي كانت تجمعنا مع الأخوة الكرام.
رحلت – يا أبا عمر – عن دنيانا تاركاً لنا طَيبَ العمل وحُسن السيرة ونقاء السريرة وأجمل الذكريات وأنبلها .
نسلّم اليوم على روحك الزكية، ونعاهدك بأن نبقى على العهد لا نتبدل ولا نتغير، أوفياء لرسالة العلم والعلماء، وديمومة العشق الأزلي للوطن والقيادة والشعب. سلامٌ عليك يا أنبل وأعز الأصدقاء ، ولروحك الرحمة والسكينة والطمأنينة .
اللهم ارحم صديقي وأخي ماجد أبا عمر رحمة واسعة واجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة واغفر له مغفرة تامة، انك سميع مجيب.
اللهم يا رب العرش العظيم اربط على قلبي الحزين المكلوم وعلى قلب الفاضلة الأخت العزيزة أم عمر وأبنائها وأشقاء المرحوم وجميع محبينه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

أما الدكتور عبد الله الزعبي، فتحدث عن مناقب الفقيد وخصاله، لافتًا إلى أنه كان عزيزا في أهله رؤوفا بطلابه جادا في علمه وبحثه محبا لوطنه وغيورا عليه. وقال الدكتور الزعبي في كلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي العربي الأمين، وطوبَى للكامِلينَ طَريقًا، السّالِكينَ في شَريعَةِ الرَّبِّ، طوبي لمن اخترته وقبلته يا رب ليسكن في ديارك إلى الأبد.

كأنّ عيني لذكرى ماجد “إذا خَطَرَتْ فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ. أرثيك يا رجُلاً توارى ذِكرهُ، بين الأنام وهل يفيد بيانِ، ماجدٌ ولن يجد الزمان بمثلهِ، شهماً شريفاً طيفه أشجانِ”. ست وثلاثون ما عرفت مثله جاراً وصاحباً في الأسفار. “ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِه في الثَرى أَنَّ الكَواكِبَ في التُرابِ تَغور، وَالشَمسُ في كَبِدِ السَماءِ حزينة وَالأَرضُ واجِفَةٌ وقلبي يكادُ يمور”ُ.

لقد اكرمني الله عز وجل في صحبة ماجد، أبي عمر، إبن  عبدالكريم، حفيد عرقان الكف والقمح والقلعة، نشمي اليادودة والسلط. كنت أرى في جبهته “قصة عائلة” سطرها الكرم قرطاساً والجود حين كان مداداً، جميل الخصال بهي الشيم، مسارعاً في الخير، سماحه وجهه كانت دوماً تجذبني إليه، تشدني سحر ابتسامته التي ما غابت يوماً عن محياه حتى في حالك الأوقات وأشد الخطوب، فما أحرجني يوماً، ما أغضبني ما خذلني، بل كان خير صديق وأعز رفيق وأرق جليس أنيس مؤنس.

أبكر ماجد في الغياب، عجل الرحيل وخف إلى ربه مسرعاً بقلب مؤمن سليم، عسى أن يلقاه بالرحمة والغفران والرضى، عسى أن يدخله فسيح جنانه، فقد كان عزيزاً في أهله، لطيفاً بصحبه، رووفاً بطلابه، جاداً بعمله، محباً لوطنه غيوراً عليه، كان يحمله في أضلاعهِ، كان يأويه إلى قلبه… ويسكنه فيه… ومن أجله وطنه لم يقبل ماجد يوماً جبهه العار.

كما ألقى شقيق الفقيد المعتز أبو جابر كلمة شكر فيها الجامعة الأردنية والقائمين على حفل تأبين استذكار الدكتور ماجد أبو جابر الذي ترك الأثر الطيب بين زملائه وطلابه ومحبيه على كافة الأصعدة علميا ومهنيا وأكاديميا.

وتخلل حفل التأبين، الذي حضره نواب رئيس الجامعة الأردنية، وأسرة الأستاذ الدكتور ماجد أبو جابر، وزملاؤه وأصدقاؤه من كلية العلوم التربوية والجهات والمؤسسات الوطنية، مقطع مصور تناول سيرة التربوي الفقيد أبو جابر، وأبرز محطات حياته.

جدير بالذكر أن الدكتور ماجد أبو جابر عمل في عديد من المواقع القيادية والأكاديمية أستاذًا جامعيًّا في كليات العلوم التربوية في كل من  جامعة مؤتة والبلقاء التطبيقية والعربية المفتوحة بالكويت والهاشمية، وختمها في أم الجامعات الجامعة الأردنية، كما عمل عميدًا لكلية العلوم التربوية في الجامعة الهاشمية، وقائمًا بأعمال رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، وعميدًا لكلية الدراسات التربوية في الجامعة العربية المفتوحة في الكويت، وعميدًا لكلية العلوم التربوية في جامعة مؤتة، وعميدًا لكلية الأميرة رحمة الجامعية في جامعة البلقاء التطبيقية، وعميدًا لشؤون الطلبة في جامعة البلقاء التطبيقية، ومستشارًا لليونسكو في ليبيا والمملكة العربية السعودية، وشارك في عديد من المؤتمرات العلمية العالمية والمحلية، وترأس وشارك في عضوية الكثير من اللجان والمجالس في المؤسسات التعليمية في الأردن وخارجه.

شؤون تربوية ،  أخبار الجامعة الأردنية- سناء الصمادي. 

مواضيع ذات صلة