تعزيز الممارسة والسلوك الديمقراطي!

تعزيز الممارسة والسلوك الديمقراطي!

شذى جمال بركات

يعبر السلوك الديمقراطي عن قيم الديمقراطية المتمثلة بالحوار البناء وتقبل الآخر وحرية التعبير واحترام الإنسان للإنسان والنزاهة والعدالة لتكون ممارسات وافعال وتصرفات للناس في مجتمعاتهم وفي تفاعلهم وتعاملهم مع بعضهم البعض ومع مقدراتهم ومكتسباتهم الوطنية. ويعبر عن السلوك الذي يلتزم بقيم المجتمع واخلاقياته ويلتزم بقوانينه واعرافه وتقاليده، ويسعى الى تحسينه وتطويره كما يتسم بالثبات والاستمرار والتكامل ويصل الى المستوى الذي يتناسب مع إمكانيات الفرد وقيم المجتمع. والسلوك الديمقراطي في العديد من المجتمعات يعاني من عدم التطبيق لأسباب ترتبط بالتنشئة الأسرية والمدرسة وثقافة وفلسفة المجتمع،  فعند معاينة واقع الحياة العربية والأردنية منها نرى أن السلوك الديمقراطي غاية في الضعف في جميع مناحي ومجالات الحياة والتي  يغلب عليها التعنت بالرأي ورفض الرأي الآخر.

ولتعزيز الممارسة والسلوك الديمقراطي يجب أن نبدأ بتغيير تربوي فكري في المجتمع، هذا التغيير يبدأ من خلال ممارسة التربية الديمقراطية في المنزل ومن خلال الاسرة ومن ثم خروجها إلى المجتمع. إننا بحاجة الى إعادة القيمة للتربية الأسرية، ومن ذلك علاقة الوالدين بإبائهم يجب أن تكون قائمة على حرية تعبير الأبناء عن رايهم واحترام آرائهم وفهم طريقة تفكيرهم والتقرب منهم، كما يتوجب على المدرسة ان تعيد صياغة فلسفتها لتصبح واقعا وليس كلاما نظريا وذلك لجميع اركان هذه البيئة التعليمية من السياسة التعليمية والتربوية والمشرف التربوية والمدير والمنهاج وان يناط بالمعلم المؤهل والقدوة قيادة وترسيخ الممارسة الديمقراطية على أرض الواقع من خلال ممارسته وطريقته في التربية والتعليم وهذا يتطلب من السلطة التعليمية إعادة صياغة السياسة لتعليمية والمنهاج وطريقة اختيار المعلمين وتعيينهم في المدارس وتزويدهم بالدورات والمساقات التدريبية ليكونوا مؤهلين لتربية وتعليم ديمقراطي. كما ان للمؤسسات الإعلامية اثر كبير في تعزيز السلوك الديمقراطي من خلال تغيير فلسفة السياسة الإعلامية في اعداد برامجها ومسلسلاتها وأفلامها واعلاناتها الى النحو الديمقراطي وهذا بدوره ينشر رسالة إلى المجتمع بضرورة ممارسة الديمقراطية في حياتنا وجعلها جزء اصيل من حياتنا.

كما أن للحياة السياسية دور كبير في ترسيخ الفكر والسلوك الديمقراطي وذلك من خلال الانتخابات التي يجب يشارك بها الناس باختيار ممثليهم  بشكل واع ومدروس وباختيار حر نابع من البرنامج الانتخابي الواقعي والواضح  للشخص المنتخب وذلك من غير إجبار وبعيدا عن العشائرية والقبلية والمصالح المادية والفساد المالي، وكما أن للأحزاب السياسية دور في تعزيز السلوك الديمقراطي من خلال وضعها لبرامج وطنية تعزز الإنجاز وتتبنى فعليا قيم الديمقراطية.

ان تعزيز السلوك الديمقراطي يتطلب تكاتف مؤسسي كامل وشامل بين جميع المؤسسات الوطنية المعنية ببناء الإنسان.  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة