“الأردنية” تستضيف المديرة التنفيذية للمركز الوطني للمناهج
حامد: نُريد لمناهجنا الخاصة بالعلوم والرياضيات أن تُجسّرنا سريعًا مع سلسلة المناهج العالمية، وفي الوقت الذي نريد لمناهجنا في العلوم الإنسانية أن تصنع طالبًا قويًا، متسامحًا، قادرًا على مقاومة الآثار السلبية للعولمة الثقافية.
حامد: لي الفخر بأنّي خرّيجة جامعاتنا الأردنية في درجاتي العلمية الثلاث، ونتاج غرفة صفية منحتني القوة الدافعة الحقيقية منذ بداياتي كمعلّمة للعلوم والرياضيات.
حامد: إنّ مُدخلات نظام مناهجنا الحديثة عبارة عن سلسلة مناهج عالمية راقية، والعمليات حزمة موائمات عولجت بأيدي خبراء أردنيين، أمّا المخرجات فنطمح بأن تنعكس إيجابًا على نتائج طلبتنا في الاختبارات الوطنية والدولية.
ضمن النهج الجديد الذي تقوده الجامعة الأردنية، وتنفتحُ فيه على نُخَب المفكرين والمثقفين وصنّاع القرار الذين يزخر بهم مجتمعنا الأردني، واستثمارًا لخبراتهم ومعارفهم ومهاراتهم، استضاف مساق (التربية والعولمة) المخصص لطلبة الدكتوراه في كلية العلوم الدكتورة شيرين حامد- المديرة التنفيذية للمركز الوطني لتطوير المناهج.
وقدّم مدرّس المساق الأستاذ الدكتور محمد أمين القضاة نبذة عن سيرة الدكتورة شيرين حامد مُرحبًا بها ضيفة كريمة بين طلبة الدكتوراه، ومشيدًا في الوقت نفسه بنهج الجامعة في تقاربها مع المؤثرين في مجتمنا والعمل على استثمار طاقاتهم.
هذا وقد تحدّثت الدكتورة شيرين حامد ما يقارب الساعتين في جلسة ذات منسوبٍ عالٍ من الصراحة مشيدة في بدايتها بفكرة هذه اللقاءات التي تبني شراكات حقيقية بين المؤسسات الأكاديمية الرائدة ومؤسسات المجتمع المحلي. وأضافت بأنها سعيدة بوجودها في هذه الحاضنة التربوية العريقة وهي تنظّم لها حوارًا مع طلبة دراسات عليا هُم في واقع الأمر نخبة من مدراء المدارس والمعلمين والإداريين الذين يتوزّعون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، مضيفة بأنّها تُعوّل كثيرًا على أمثال هذه الروافع الراقية وتراهن على مقدرتهم في تفهّم آلية عمل المركز الوطني لتطوير المناهج وإيصال رسالته الواضحة للميدان دون بهرجة ولا ضوضاء أو تشويش.
وأضافت بأنّ الميزانية التشغيلية المخصصة للمركز الوطني لتطوير المناهج تبلغ 1.5مليون دينار سنويًا تأتي جميعها من الخزينة الأردنية، وتتوزّع بين نفقات التشغيل الاعتيادية ومصاريف العاملين في المركز، وخبراء تربويين نفتخر بأنهم منزرعون في ميداننا الزاخر بالقدرات الفذّة حيث وصل عدد المعلمين والمشرفين الذين ساهموا في إنجاز المباحث الثلاثة التي طوّرها المركز قرابة 1600 معلّم ومشرف، في الوقت الذي يعمل فيه أصحاب المعالي الذين تعاقبوا على رئاسة هذا المركز بكامل طاقتهم ووطنيتهم مجانًا بلا مقابل، أي من دون أية رواتب شهرية نظير رئاستهم للمركز.
وحول مبررات إنشاء المركز الوطني لتطوير المناهج قالت الدكتورة شيرين بأنّ هذا المركز ليس بدعة أردنية، فأمثاله موجودة في دول الإقليم مثل مصر وسوريا، ودول عالمية كثيرة مثل كوريا الجنوبية وغيرها، كما أنّكم تدركون بأنّ كثيرًا من القرارات الناجحة تحتاج إلى مُسرّعات تنتشلها من رتابة البيروقراطية.
هذا وأكّدت المديرة التنفيذية للمركز أنّ عملية تطوير المناهج باتت لازمة ولا غنى عنها في ظل العيش في عالمٍ ثابته الوحيد هو التغيّر؛ التغيّر السياسي والجغرافي والثقافي والتقني، وهذا يستلزم حالة تطويرية دائمة، كما أنّ العولمة قد فرضت سلسلة من التحديات في أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية، مما جعل من الضرورة بمكان أن ننهض بمستوى مناهجنا التي ستنتج أجيالًا قادرة على خوض غمار التنافسية الشديدة على وظائف المستقبل. ولن يتوقّف الأثر الإيجابي لتطوير منظومة مناهجنا على الطلبة بل سيتعداه إيجابًا على معلمينا الذين سيقودون عملية التغيير ويستعيدون ألق تميّزهم عن أقرانهم في الدول الأخرى، وينافسون بسهولة في سوق العمل الخارجي باعتبارهم أصحاب ممارسات فضلى.
من جهتهم أشاد طلبة الدكتوراه بهذا اللقاء الذي يُعتبرُ تطبيقًا عمليًا لبعض موضوعات مساق التربية والعولمة، وقد طرحوا أسئلتهم الصريحة على الضيفة الكريمة التي أجابت عن كامل استفساراتهم، مؤكّدة على أهمية التناغم بين المناهج الجديدة والامتحانات التي ستُبنى عليها، كما وطمْأنت الحضور بأنّ كل كتاب من إصدارات المركز الوطني لتطوير المناهج، وقبل أن يطمئن مستقرًا بين أيدي أبنائكم، تتفحّصه بتمعّن أيدي ما لا يقل عن خمسين شخص، كل واحدٍ منهم حريص على أبنائكم كحرصهِ على أبنائه.
يُذكرُ بأنّ الدكتورة شيرين حامد التي تعمل حاليًا مديرًا تنفيذيًا للمركز الوطني لتطوير المناهج قد بدأت مسيرتها المهنية من الغرفة الصفيّة كمعلّمة للعلوم والرياضيات مدّة خمس سنوات في وزارة التربية والتعليم، وعملت سابقًا عميدةً لكليّة الأميرة ثروت الجامعية المتوسطة، وخبيرة في المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومعهد اليونسكو للإحصاء، والوكالة الأمريكية للتنمية، والاتحاد الأوروبي، وتحمل درجة الدكتوراه في علم النفس التربوي.