الثورة الصناعية الرابعة والمستقبل المشرق للبشرية
الثورة الصناعية الرابعة والمستقبل المشرق للبشرية
برنارد مار
نحن على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، أو الصناعة (4.0) إنها مختلفة كليا عن الثورات الصناعية الثلاث التي سبقتها والتي جاءت بطاقة البخار والماء، وخطوط الكهرباء والحوسبة – لأنها ستتحدى أفكارنا حول ما يعنيه أن تكون إنسانًا، تصف الثورة الصناعية الرابعة التغيرات المتسارعة في طريقة عيشنا وعملنا وتواصلنا مع بعضنا البعض وذلك لإعتمادنا الأنظمة الفيزيائية والسيبرانية وإنترنت الأشياء وإنترنت الأنظمة. تطبق الثورة الصانعية الرابعة التقنيات الذكية في المصانع وأماكن العمل، وتعتمد على التفاعل بين الأجهزة المتصلة بشبكات تراقب وتنفذ العمل والانتاج بأكمله وتتخذ القرارات بشكل مستقل، ومن المتوقع أن تؤثر هذه الثورة على جميع التخصصات والصناعات والاقتصادات، وفي بعض جوانبها امتداد لحوسبة الثورة الصناعية الثالثة (الثورة الرقمية)، وذلك نظرًا لسرعة ونطاق وتأثير الأنظمة التقنية نتيجة لتغيرات الثورة الرابعة، إنها حقبة متميزة، حيث تعمل الثورة الصناعية الرابعة على إقتحام كل صناعة تقريبًا في كل بلد وإحداث تغيير هائل وبسرعة غير مسبوقة.
يصف البروفيسور كلاوس شواب ، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي ، في كتابه ، الثورة الصناعية الرابعة، الإمكانات الهائلة لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة بالإضافة إلى المخاطر المحتملة، بقوله “التغييرات عميقة جدًا لدرجة أنه، من منظور تاريخ البشرية، لم يكن هناك وقت افضل للوعود الكبيرة و المخاطر المحتملة. ومع ذلك ، ما يقلقني هو أن صانعي القرار غالبًا ما يكونوا عالقين في الخطط التقليدية ( والتفكير النمطي) أو الاستيعاب الشديد للمخاوف الفورية وبالتالي التفكير بشكل استراتيجي لمواجهة قوى الابتكار التي تشكل مستقبلنا “. تطلعات الثورة الصناعية الرابعة في الواقع ، يتمثل أحد أعظم تطلعات الثورة الصناعية الرابعة إمكانية تحسين نوعية الحياة لسكان العالم ورفع مستويات الدخل، فبالنسبة لأولئك في دول العالم المتقدم الذين يتمتعوا بالفعل ببعض مزايا العالم الرقمي بالإضافة إلى المنتجات والخدمات الجديدة التي تم تطويرها للاستفادة من التقنيات، فإننا نقدر الكفاءات والراحة المقدمة مثل حجز رحلة و حجز تذكرة لحضور فلم.
لقد أصبحت أماكن العمل والمؤسسات الخاصة بنا “أكثر ذكاءً” وأكثر كفاءة مع بدء الآلات والبشر في العمل معًا، ونستخدم الأجهزة المتصلة لتعزيز سلاسل التوريد والمستودعات، وسوف تساعدنا تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على الاستعداد بشكل أفضل للكوارث الطبيعية وربما أيضًا التراجع عن بعض الأضرار التي سببتها الثورات الصناعية السابقة. المخاطر المحتملة للثورة الصناعية الرابعة تحتاج حكومات العالم إلى التخطيط والتنظيم الملائم لقدراتنا الجديدة لضمان أمننا. قد تكون هناك توترات اجتماعية متزايدة نتيجة للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة والتي يمكن أن تخلق سوق عمل مقسم إلى قطاعات “منخفضة المهارات / منخفضة الأجر” و “مهارات عالية / أجور عالية”. عادة ، أول من يتبنى التكنولوجيا هم من يملكون الوسائل المالية لتأمينها، ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تؤثر على نجاحهم المستمر مما يزيد الفجوات الاقتصادية. سوف يعفو الزمن عن بعض الوظائف، بالإضافة إلى ذلك ، قد تتزايد التطورات بسرعة كبيرة، لدرجة أنه حتى أولئك الذين لديهم مكانة رفيعة بفعل معرفتهم وإعدادهم وخبرتهم، قد لا يكون لديهم القدرة على مواكبة الآثار المتتالية للتطورات المتسارعة. الإستعداد للثورة الصناعية الرابعة يدعو شواب القادة والمواطنين إلى “تشكيل مستقبل يصلح للجميع من خلال وضع الناس في المقام الأول وتمكينهم، وتذكير أنفسنا باستمرار بأن كل هذه التقنيات الجديدة هي في المقام الأول أدوات صنعها الناس للناس”. و يجب أن يكون البشر سباقين في تشكيل هذه التكنولوجيا، وهذا يتطلب تعاونًا عالميًا ورؤية مشتركة لكيفية إعادة تشكيل التكنولوجيا لحياتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفردية.، ويجب أن تستثمر الشركات في بنيتها التحتية التقنية وقدرات تحليل البيانات، ويجب أن تتخذ جميع الشركات خطوة لتصبح مؤسسات ذكية ومتصلة أو أنها ستتخلف قريبًا عن المنافسة. وهنا لا بد تمكين القادة من المهارات اللازمة لإدارة المنظمات من خلال هذه التحولات االمتسارعة. و نحتاج إلى تبني التغيير وإدراك أن وظائفنا اليوم قد تكون مختلفة بشكل كبير في المستقبل غير البعيد، كما يتوجب على أنظمة التعليم والتدريب التكيف لإعداد الأشخاص لديهم مهارات رقمية و مرونة وتفكير نقدي، وهذا ما سيحتاجوا اليه في أمكنة العمل المستقبلية. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة.
- لا يجوز الاقتباس واعادة النشر للمحتوى المنشور إلا بموافقة رسمية من موقع شؤون تربوية.
Bernard Marr (2018). Forbes. https://www.forbes.com/sites/bernardmarr/2018/08/13/the-4th-industrial-revolution-is-here-are-you-ready/?sh=5ac0fdc0628b