تجربة الامارات العربية المتحدة الرائدة في التربية الاخلاقية
تجربة الامارات العربية المتحدة الرائدة في التربية الاخلاقية
يقدم برنامج التربية الأخلاقية منهجًا مبتكرًا وتفاعليًّا صُمّم بهدف تنمية الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ من خلال تعزيز معرفتهم بالمبادئ والقيم العالمية التي تعكس التجارب الإنسانية المشتركة. وفي عالم متسارع التغيرات، وشديد الترابط، وفي ظل تنامي الاقتصاد القائم على المعرفة، تبرز الحاجة لاتباع نهج شموليّ في عملية التعليم. ويساعد البرنامج الشباب على استكشاف مسائل متنوعة تتعلق بالحياة اليومية، والتعلم، والاستفادة من القيم الثقافية المشتركة، التي تحملها المجتمعات والثقافات المتنوعة التي تتعايش في دولة الإمارات. ويتمحور البرنامج حول بناء شخصية الطالب بهدف إعداد الجيل القادم من القادة والشخصيات التي يُحتذى بها، والذين يساهمون بشكل إيجابي في تعزيز الحياة الاجتماعية، والارتقاء بالعلاقات الإنسانية، وتبنّي مفهوم التعايش المشترك على مستوى المجتمع المحلي، والعالم بأسره. ويعتمد البرنامج على قواعد المنطق بهدف رفد ثقافة الطالب بمفاهيم عالمية ذات صلة بكافة المجتمعات. وقد تمّ تطوير المنهج الذي سيتم تطبيقه في المدارس الحكومية والخاصة بعناية شديدة؛ من خلال التعاون الوثيق مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين في المجالين الأكاديمي والاجتماعي من دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم. وقد أثمرت هذه الجهود عن منهج متطور مبنيّ على أساليب التعلم الحديثة والتفاعلية، والتي تتخطّى حدود الفصول الدراسية لتشمل بيئات تعليمية غير رسمية ومبتكرة: كالرحلات الميدانية، وبرامج التوعية المجتمعية على سبيل المثال. وقد وُلدت فكرة برنامج التربية الأخلاقية من رؤية دولة الإمارات الشاملة، والتي تتمثل في بناء مجتمع مستدام، يتمتع أفراده بالصحة، والسعادة، والرفاه الاجتماعي. ويضع البرنامج إطارًا للتعاون بين المدرسة، والأسرة، والمجتمع؛ بهدف ترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة. ويمثل استخدام كلمة “أخلاقية” في هذا السياق مجموعة من السمات، والمبادئ، والقيم التي ستغرس في وجدان أجيال المستقبل؛ لبناء مواطنين عالميّين؛ يمكنهم المساهمة في أمن ورفاه هذا العالم. وتشرف لجنة التربية الأخلاقية على تطوير المنهج الخاص بالبرنامج، ومراحل تقدمه وتطبيقه. وتتكون اللجنة من ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. يتضمن برنامج التربية الأخلاقية أربع ركائز أساسية، وهي:
الشخصية والأخلاق، والفرد والمجتمع، والتربية المدنية، والتربية الثقافية. ويمزج بين المحتوى الأكاديمي، وطرق استكشاف الشخصية والأخلاق. تم تصميم البرنامج كسلسلة متدرجة من الوحدات يتم تدريسها على مدى 12 عامًا، بدءًا من الصف الأول، حتى الصف الثاني عشر. يتمحور منهج الشخصية والأخلاق حول: تطوير السمات الفردية لكل طالب، وترسيخ المبادئ الإنسانية لديه: كالأمانة، والصدق، والتسامح، والمرونة، والإصرار والعزيمة، والمثابرة، ومساعدته على التعبير عن أفكاره، وبناء الشعور الفردي بالأخلاق؛ انطلاقًا من تطلعاته الشخصية. وتم تصميم المنهج لتعزيز قيم الاحترام المتبادل بين الطلبة، وتقبل الاختلاف مع الآخر. كما يحث المنهج الطلبة على التركيز على الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه كل شخص على الآخر، وعلى العالم من حوله. وتبدأ دروس المنهج من الصف الأول، وتمتد خلال المرحلتين الابتدائية والثانوية حتى التخرج. ومن المقرر أن يتضمن المنهج عدة أوجه؛ لتطوير وبناء الشخصية، ويعد البرنامج نهجًا شاملًا في دعم وترسيخ القيم المجتمعية الأساسية: كالتسامح، والانفتاح، وتقبل الآخر واحترامه، والتي تطورت على مدار العقود القليلة الماضية.
بينما محور الفرد والمجتمع يركز على: المواطن الصالح الذي يعمل لخير نفسه، وخير مجتمعه؛ من خلال المبادرة والمشاركة بفعالية في الأنشطة التي تسعى إلى الارتقاء بالمجتمع وخدمته. كما يركز هذا منهج على: تطوير السمات الشخصية للفرد؛ بما يمكنه من التعامل مع مجموعة متنوعة من المواقف الاجتماعية التي يمر بها، بل ويساهم في إحداث تغيير بسيط يحدث فارقًا كبيرًا. واستنادًا إلى القدرات الأساسية التي سيتم اكتسابها من خلال دروس منهج الشخصية والأخلاق؛ سيتعمق الطلبة في مجال الوعي المجتمعي، والسبل التي ستمكنهم أن يصبحوا أفرادًا فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم؛ من خلال مشاركتهم في برامج الخدمة المجتمعية، وتعريفهم بأهمية وقيمة خدمة الآخرين. ويساهم هذا المنهج في غرس احترام الذات، وبناء شخصية اجتماعية متزنة وإيجابية، تحترم العلاقات الأسرية، وعلاقات الأفراد فيما بينهم.
بينما محور التربية المدنية يضم مَن ولد في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو انتقل للعيش فيها مع عائلته، بحيث يجب أن يتمكن من فهم أساسيات نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة، وطريقة الحكم فيها اليوم. وتركز دروس التربية المدنية على: تطوير معرفة الطالب وإلمامه بحقوقه كمواطن، أو مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وواجب كونه عضوًا في المجتمع الإماراتي. وسيركز المنهج أيضًا على التعريف بهيكلية حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأصول الإجراءات القضائية فيها. كما يتم تعليم هذه الدروس من الصف الخامس، وصولًا إلى الصف الحادي عشر. ويغطي المنهج مجموعة من المواضيع التي تركز على المواطنة بمختلف جوانبها، وواجبات المواطنين تجاه بعضهم البعض؛ باعتبارهم أعضاءً في المنظومة السياسية، وتجاه الحكومة. ويهدف البرنامج إلى تعزيز التمسك بثقافة الإمارات، وتراثها المادي وغير المادي. ويهدف إلى إعداد الجيل القادم؛ ليكونوا مواطنين مسؤولين ونشطين، وعلى درجة كافية من الوعي، فضلًا عن اكتساب منظور عالمي شامل. كما يحث المنهج الطلبة لمعرفة المزيد عن حقوقهم المشروعة، ومسؤولياتهم كسكان لهذا العالم المترابط والمتغير.
وأما محور التربية الثقافية فيضم الثقافة وأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع؛ لذا يهدف البرنامج إلى تسليط الضوء على الثقافة الإنسانية المشتركة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تضم مجموعة من القيم والتقاليد والرموز التي تساعد على تحديد هويتنا. ويمكن من خلال التربية الثقافية سواء: بالدراسة النظرية، أو عبر التطبيق؛ أن نستحدث لغة جديدة تعزز فهم المعارف والقيم المحلية، والهويات الجماعية. وسوف تركز الدراسات الثقافية على: تعزيز فهم ثقافة الإمارات وتراثها، وكذلك التعريف بالثقافة العالمية بشكل عام. وسوف يتلقى الطالب هذه الدروس ابتداءً من الصف الأول، وحتى الصف الرابع، ويستأنف هذه الدراسات بعد استراحة قصيرة، في الصف الثامن وحتى التخرج. وسوف يركز المنهج على التراث الإماراتي، وكيف يشكل هذا التراث جزءًا من ثقافة عالمية أشمل وأوسع.
ويهدف البرنامج إلى رسم ملامح شخصية الطفل التي تعزز لديه المرونة، وروح الإصرار والمثابرة، وأخلاقيات العمل القويمة، والتفكير الناقد، والانضباط. وإعداد الطلبة لمرحلة الرشد من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة مثل: الثقافة المالية، والوعي بخصوص الإدمان، والصحة العقلية والجسدية، والمعرفة الرقمية، وتعليم الطلبة القيم العملية والأخلاقية التي تشكل روح المنهاج مثل: التسامح، والاحترام، والكرامة، والتواضع، وتشجيع الطلبة وتمكينهم؛ ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، وتعليم الطلبة تقدير ثقافة الإمارات، وتمكينهم من احترام الثقافات العالمية.
- لا يجوز الاقتباس واعادة النشر للمحتوى المنشور إلا بموافقة رسمية من موقع شؤون تربوية.
- المصدر: التربية الاخلاقية: https://moraleducation.ae/ar/what-is-moral-education