تعثر ام تهالك البحث العلمي في جامعاتنا!

تعثر ام تهالك البحث العلمي في جامعاتنا!

أنشئت الجامعات في مختلف بلدان العالم منذ قرون ولليوم لغايات علمية وبحثية وتعليمية وتنويرية ونهضوية، ونجد تفاوت جلي في نجاح الجامعات في هذه المهام بين بلدان العالم، ففي البلدان المتقدمة تقود الجامعات عجلة التطوير والتحديث والابداع ومعالجة المشكلات المستعصية وتعد الكفاءات وتبني الموارد البشرية للعمل بالمؤسسات العلمية والبحثية والصناعية  بكفاءة واقتدار. اما في بلدان العالم النامية فواقع الحال يشير الى ان الجامعات تقوم بمهام التدريس الذي يرافقه بحث علمي خجول.

إن قيام الجامعات بالبحث العلمي يقف على رأس مهامها من خلال بحث علمي جاد مفضي لنتائج علمية تعالج التحديات والاخطار و الامراض ويعالج مشكلات الحياة ويخلق ظروف للعيش الرغيد.

وطنيا نجد ان البحث العلمي في الجامعات لا زال يتصف بالشكلية وليس له دور فعلي في معالجة مشكلات القطاعات الإنتاجية، فليس له دور فعلي في معالجة مشكلات الصناعة او الزراعة او السياحة او التربية.

إن مرد ذلك يعود الى ارتباط البحث العلمي بالعمل على انتاج بحوث لغايات الترقية الاكاديمية ومتطلباتها وليس بمشكلات وتحديات القطاعات التنموية او الوصول لنتائج تطور وترتقي بواقع قطاع ما او تقدم كشف علمي جديد، كما ان هذه البحوث ليس من ضمن اهتماماتها ان تقدم اية مساهمة فعلية في النهضة والتقدم الذي يقوم عليها البحث العلمي في بلدان العالم المتقدم، بالمحصلة بحوث شكلية تقليدية بأدوات تقليدية وبالتالي الوصول لنتائج شكلية ليست ذات اثر في حياة المجتمعات.

ويرافق البحث العلمي لأعضاء هيئات التدريس البحث العلمي الذي يقوم به طلبة الدراسات العليا من خلال إعدادهم لرسائلهم الجامعية او نشر بحوث علمية لغايات الإيفاء بمتطلبات الحصول على الدرجات العلمية وحال هذه البحوث ليس بأفضل من حال بحوث اعضاء هيئات التدريس فهو بحث لغايات الحصول على درجات علمية وهو شكلي وتقليدي ويصل لنتائج لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة التنمية والتطوير.

إن واقع البحث العلمي في جامعاتنا لا يسر عدو ولا صديق، فهو تقليدي وشكلي لغايات تقليدية وشكلية وليس له مساهمة فعلية في عملية التنمية الوطنية.

بالمحصلة واقع البحث العلمي يحتاج لثورة بيضاء تعالج تعثره وتقدم حلول لمشكلاته المتشعبة و تقرنه بغايات واهداف تنموية ونهضوية وطنية.

 

مواضيع ذات صلة