ماريا منتسوري وطريقتها

ماريا منتسوري وطريقتها؟

بشرى حسني حسن الشريف

ولدت ماريا منتسوري في إيطاليا عام 1870م، ودرست الطب في جامعة روما ، وأصبحت أول طبيبة في تاريخ إيطاليا ، وقد عملت مدة من الزمن في تعليم الأطفال المعاقين ، وفي عام 1906م أصبحت مديرة لإحدى دور الحضانة في إحدى مقاطعات روما ، وفي سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى طورت منتسوري نظاما مؤثرا وفعالا لتعليم الأطفال عرف فيما بعد بطريقة ” المنتسوري. اعتقدت منتسوري بأهمية  توفير الحرية للأطفال ليكتشفوا بأنفسهم ويطوروا طاقاتهم وإمكاناتهم الفردية من خلال الأنشطة التي يقومون بأدائها دون خوف من عقاب أو طمع في ثواب.

وقد تركز اهتمام منتسوري على مرحلتي التدريس الابتدائية وما قبل الابتدائية ، وأكدت بشكل كبير على أهمية تدريب الحواس والمهارات الحركية ، والتعليم الفردي ، والتطور المبكر لمهارتي الكتابة والقراءة ، ثم تطوير مجموعة من المعدات والمواد التعليمية للمساعدة في تحقيق أهداف العملية التربوية كما تراها منتسوري. وقد نشأت طريقة المنتسوري بداية في إيطاليا ، ولكنها ما لبثت أن امتدت إلى كثير من دول العالم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها رائدة هذه المدرسة الفكرية ، من خلال تجوالها في عدد كبير من دول العالم ، مبشرة بفكرها وفلسفتها إلى أن توفيت عام 1952م .

  فلسفة منتسوري وطريقتها

طورت منتسوري فلسفة تربوية حديثة بناء على ملاحظاتها الحدسية وقد جاءت أفكارها متمشية ومنسجمة مع الأفكار التي نادى بها روسو وبستالوزي وفرويل ، الذين أكدوا على الطاقات الكامنة لدى الطفل وقدرته على التطور في ظروف بيئية تتسم بالحب والحرية .

وترى منتسوري أن الطفولة ليست فقط مرحلة يجب العبور من خلالها إلى مرحلة الرشد ، ولكنها الركن الآخر للإنسانية ، ورأت أن الطفولة والرشد مرحلتان تعتمد كل منهما على الأخرى ، وتعتقد أن نموذج البناء الذاتي للطفل يمكن الكشف عنه فقط من خلال عملية التطور ، ولكي تحدث هذه العملية لابد من توفير شرطين ضروريين هما :

  1. اعتماد الطفل على العلاقة التكاملية مع بيئته ، بما فيها من أشياء وأفراد ، ومن خلال هذا التفاعل فقط يمكن أن يصل إلى فهم ذاته ومحددات عالمه الذي يعيش فيه .

  2. الحرية التي تشكل جوانب شخصيته وتجعله محكوما بقوانين التطور الخاصة به .

وإذا لم يتحقق هذان الشرطان فلن يصل الطفل إلى أقصى ما تتيحه إمكاناته التطويرية ، وسوف تفقد شخصية الطفل توازنها، وحيث إن نموذج النمو هذا يوجد لدى الطفل حتى قبل ولادته ، فإن منتسوري تقرر أن التربية يجب أن تبدأ منذ ولادة هذا الطفل .

أهداف طريقة منتسوري : تهدف طريقة منتسوري الى أن تحقق في الطفل بعض الأهداف والتي منها:

  1. الاستقلالية والتركيز : Concentration & Independent فالمعلم لا يحاول أن يوجهه أو يعلم أو يقترح أمرًا ما يخص الطفل من أجل السيادة أو الحرية أو الاستقلالية، واذا افترضنا أن بيئة المدرسة تحتوى على الأدوات الصحيحة التي تتوافق مع الحاجات الداخلية للأطفال في مراحل حساسة متباينة فإن الأطفال سوف يتحمسون للعمل بهذه الأدوات من تلقاء أنفسهم بدون اشراف أو توجيه من الكبار، ولقد قضت منتسوري فترات طويلة في ملاحظة سلوك الأطفال تحت عوامل متباينة في استخدام أدوات مختلفة من أجل خلق بيئة مختلفة كانت تحتفظ بالأدوات الأكثر قيمة وأهمية للأطفال بناء على ما ذكره الأطفال أنفسهم حيث أخبروها بذلك بطرق مثيرة؛ لمثل هذا الجهد المركز . ( حمودة ، 2013 ،57 )

  2. حرية الاختيار Free Choice وقد توصلت د. منتسوري الى معرفة هذه السمة في الطفل بطريقة لم تكن تتوقعها أبدًا، ففي أحد الأيام عادت المعلمة الى بيتها ونسيت أن تغلق الأرفف التي تضع فيها المواد التعليمية، وعندما وصلت في اليوم التالي – متأخرة بعض الوقت-  الى الفصل وجدت كل طفل وقد بدأ في التعامل مع المواد التعليمية التي كانت من اختياره هو وتملك المعلمة شعور الإحباط كنتيجة لذلك ولكن ) زهران 1978 ، 23)

  3. الثواب والعقاب Rewards & Punishment قامت احدى المعلمات غير المتدربات بإعطاء طفل جائزة كمكافأة له على سلوكه الحميد وقلدته ميدالية لذلك، ولكن بعد لحظات قليلة لاحظت د. منتسوري الطفل وهو يقوم بخلع الميدالية. لقد كان لذلك التصرف من جانب الطفل بمثابة صدمة ل “د. منتسوري” مما جعلها تستنتج أن الأطفال ليسوا في حاجة الى ثواب أوعقاب، وخلصت الى أن التنافس بين الأطفال أو اثابتهم أو انزال العقاب بهم معوق لاختيار الطفل وحريته في تحديد وانتقاء ما يقوم به. وقالت د. منتسوري في هذا الصدد “ان الجوائز التي تعطي للأطفال أو العقوبات التي تنزل عليهم هي بمثابة استبعاد لروح الطفل، وتلك الأشياء ما هي الا حوافز تدفع الطفل الى بذل مجهود غير مطلوب أو تجبره عليه، لذا يجب الفصل تمامًا بين هذه الأشياء وبين تنمية ورعاية الطفل بطريقة طبيعية وتلقائية(زهران ،1978 ، 23 )

  4. سوء السلوك Miss Behavior في فصل منتسوري لا يسمح للطفل بإساءة استعمال الأدوات أو اساءة معاملة رفاق الدراسة، لذلك كان احترام الآخرين والحفاظ على أدوات المدرسة ينمو نموًا طبيعيًا فالأطفال يدركون كيف أن العمل مهم جدًا بالنسبة اليهم، فإذا قام طفل بمضايقة رفاقه الذين يعملوم بتركيز عميق فإن هذا الطفل عادة ما يجبر على البقاء بمفرده، وبهذه الطريقة فهم يحترمون هذه الرغبة بتلقائية، على الرغم من أن المدرس قد يتدخل أحيانًا، وقد أوصت بأن لا يزيد عزل الطفل المعاقب على أكثر من دقيقة، وبهذه الطريقة يكون لديه الفرصة لكي يري وقع أثر العمل بالنسبة للآخرين، ولكي يشعر بما خسره هو، وعلى تلك يبدأ الطفل عملا ايجابيًا بدون توجيهات أو عزل. )صبري عوض بدر 2015 ، (23 :22

  5. التخيل Fantasy والتخيل هو عملية يتم فيها تكوين صور عقلية للأشياء في غياب المحفز المادي الملموس بأنه القدرة العقلية على استنساخ صور من الذاكرة. والتخيل هو أيضًا القدرة العقلية على تكوين صور أصلية ومفاهيم وتلك بربط نتاج الخبرات السابقة. وترى د. منتسوري أن التخيل هو قوة ابداعية ذات فائدة عظيمة للجنس البشري لأنها مبنية على الواقع وتنبع منه، والتخيل يعمل على توليد تطبيقات عملية.

المراجع

حمودة ، تركية ( 2013 ) برنامج تدريبى باستخدام ادوات منتسورى المطورة فى تنمية الإدراك

الحسى لدى الأطفال الذاتويين، رسالة ماجستير ، كلية رياض الأطفال ، جامعة القاهرة .

زهران ، حامد (1978 ) ، الصحة النفسية والعلاج النفسي ، ط2 عالم الكتب ، القاهرة .

ليندي ، ليندا ( 2010 ) ، ماريا منتسوري في البيت العربي ، القاهرة : دار الكلمة .

منتسوري ، ماريا (2002 ) ، اكتشاف الطفل ، ترجمة ناصر العفيفي ، القاهرة : دار الكلمة .

Roberts, J. & Fleming, D. (2016, January). Mapping the Landscape of Public

£Jontessori in South Carolina. Paper Presented at the Southern Political Science Association Annual Conference, South Carolina.

مواضيع ذات صلة