مبادرة وطنية للتعلم مدى الحياة!

مبادرة وطنية للتعلم مدى الحياة!

تسعى دول العالم المتقدم لتمكين مواطنيها من مهارات الحياة والعمل التي تهيئ لهم فرص ممارسة العديد من المهن التي تؤمن لهم الاعتماد على الذات بعيدا عن شبح البطالة وبذات الوقت تمكينهم من مواكبة معارف ومهارات تخصصاتهم المستجدة. ومن أبرز التجارب العالمية في هذا المجال، تجربة سنغافورة التي تميزت بإطلاق مبادرة تناولت مهارات المستقبل لتمكين البالغين من مهارات أعمالهم بتوفير فرص التعليم والتدريب المستمرة لهم والبقاء على اطلاع دائم بالسوق وحاجاته. وتشير ” جريتشن تشيني” ان أحد أهم محاور المبادرة توفير رواتب للذين يلتحقوا بالدورات التدريبية المتخصصة ولمن تتراوح أعمارهم بين 25 عامًا وما فوق وانها أنها لا ترتبط بوظيفة أو مسار وظيفي محدد؛ ويمكن للمواطنين استكشاف أي مجال من مجالات اهتمامهم والحصول على التدريب المهني اللازم. ومنذ الكشف عن المبادرة لأول مرة، واصلت سنغافورة إضافة عناصر إضافية لها لبناء نظام التعلم مدى الحياة، بما في ذلك تلبية احتياجات العاملين الذين في مرحلة حياتية مهنية متوسطة، كما تم توسيع توفير برامج العمل والدراسة، وتقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. ففي عام 2020، تلقى العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا مبالغ مالية إضافية بقيمة 500 دولار سنغافوري لاستخدامها في برامج إعادة بناء المهارات والانتقال الوظيفي لضمان احتفاظهم بقابليتهم للتوظيف. ولمساعدة هؤلاء العمال على الانتقال إلى مجالات صناعية جديدة، وبالتالي يكون لديهم تأهيل للمشاركة في “مرفقات الشركة” حيث يمكنهم اكتساب خبرة مفيدة ذات صلة بالصناعة أثناء الحصول على بدل تدريب.

وتضيف ” جريتشن تشيني” لقد تضمنت المبادرة برامج العمل والدراسة التي تهدف إلى مساعدة الخريجين الجدد من برامج ما بعد الثانوية الفنية والتطبيقية على الانتقال إلى سوق العمل، وتوفر برامج التدريب أثناء العمل والتعلم تعميق المهارات المهنية في المجالات التي يختارها كل ملتحق بالتدريب. ويتضمن البرنامج تقديم تقدم الحكومة إعانات للأجور لمدة تصل إلى عام واحد وذلك لتشجيع أصحاب العمل على توظيف المتدربين. كما ساعدت المبادرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على توفير التدريب في مكان العمل للعاملين.

إن سنغافورة تعتقد أن هذه الاستثمارات في التعليم والتدريب المتوافقة مع احتياجات الاقتصاد قد ساعدتها على مواجهة الوباء وكانت قادرة على توفير وإضافة فرص التعلم في الوقت المناسب وفي الصناعات المستهدفة التي تأثرت بالانكماش الاقتصادي. على سبيل المثال، قدمت سنغافورة دعمًا مؤقتًا للأجور في القطاعات المتضررة بشدة مثل شركات الطيران والسياحة ومنحت الموظفين في تلك القطاعات إمكانية الوصول إلى الدورات التدريبية المدعومة حتى يتمكنوا من بناء المهارات المطلوبة مثل تحليل البيانات والتجارة الرقمية وبالتالي أصبح هؤلاء العمال أكثر فعالية في وظائفهم لمرحلة ما بعد الوباء.

المصدر 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة