ندوة في “تربوية الأردنية” تناولت “انتقال الخط العربي من أداة لتدوين النصوص إلى فن متكامل”

نظمت كلية العلوم التربوية وبالتعاون مع مركز العلم للجميع- البرزنجي ندوة بعنوان “انتقال الخط العربي من أداة لتدوين النصوص إلى فن متكامل” وتحدث الخطاط العالمي الأستاذ مثنى العبيدي عن دور الخط العربي في ارتقاء حضارة الإسلام بفن الكتابة وتجويده إلى أن أصبح فنا عالميا بحد ذاته.

وجاء تنظيم الندوة بتنسيق من الدكتورة هبة ضمرة المحاضر المتفرغ في قسم المناهج والتدريس ضمن متطلبات مادة مهارات كتابية وأساليب تدريسها في إطار برنامج استضافة الخبراء الذي أطلقته الجامعة.

وأشار الأستاذ العبيدي إلى أن خصوصية الأمة العربية في الفنون تتجلى بخصوصية الخط العربي الذي يميز الحضارة الإسلامية الذي وصلت من خلاله إلى مراتب لم تستطع أي حضارة إنسانية أن تصل إليها وأن تطور الخط العربي قدم للحضارة الإنسانية والتراث العالمي نوعا جديدا وفريدا من الفنون التشكيلية. وإن الخط العربي يعتبر شكلا من أشكال التعبير الفني نظرا لطبيعته المعقدة والزخرفية التي استخدمت لخلق أعمال فنية جميلة مبتكرة، بما في ذلك تزيين المساجد والمخطوطات وغيرها من الفنون والمفردات الثقافية.

وتحدث الأستاذ العبيدي عن نشأة علم الكتابة ورجوع كل الكتابات العربية للأصل النبطي، كما تمت الإشارة إلى منطقة البتراء في الأردن وهي موطن النبطيين، على اعتبار أن منطقة الأردن تعد جغرافيا أصل الكتابة العربية.

كما وتحدث الأستاذ العبيدي عن أنواع الخطوط وأشكالها وأهمية تعليمها للمعلمين في المراحل المتقدمة في سنوات دراستهم الجامعية ونقل هذه المعرفة للأجيال حيث إن الخط لا يعتبر أداة فقط لنقل المعلومات، بل تطور وأصبح من أرقى الفنون التشكيلية، كما وعرض الأستاذ العبيدي لوحات وأعمالا مخطوطة بأنواع مختلفة من الخطوط مثل الكوفي والديواني الجلي، وتم عرض لوحات لأعمال فنية رفيعة المستوى على هامش الندوة.

وأشار الأستاذ العبيدي الى أن الخط العربي وسيلة جذابة للتعبير الفني متجذرة بعمق في التقاليد الثقافية والتاريخية الغنية للعالم العربي حيث تتميز هذه الخطوط الزخرفية بالدقة، حيث يستخدم الفنان مجموعة متنوعة من أنماط الخط لتحويل الكلمة المكتوبة إلى تكوينات بصرية ساحرة لا تعد جمالية فقط بل تحمل أيضا أهمية ثقافية ودينية عميقة. ويكمن في قلب الخط العربي الاهتمام الدقيق بالتفاصيل، حيث يستخدم الفنان الأناقة والتموجات في الخط لإنشاء تصاميم جمالية للعين، مما يبرز مهارة الفنان في تحقيق توازن بين الشكل والوظيفة. وتظهر أحد التطبيقات الملحوظة للخط العربي في زخارف المساجد من خلال ابتكار تصاميم زخرفية معقدة تعرض غالبا آيات من القرآن.

وأضاف الأستاذ العبيدي أن جمالية الخط العربي تظهر من خلال المخطوطات التي تمثل مجالا آخر حيث يزهر الخط العربي، حيث يقوم الخطاط الماهر بنقل النصوص الدينية والشعر والأعمال الأدبية بعناية، محولا إياها إلى مخطوطات جمالية بصرية. كما ويضيف اختيار عناصر الخط وألوان الحبر بعدا إضافيا من المعنى إلى الكلمة المكتوبة، معزز تجربة القارئ وتعميق ارتباطه بالمحتوى. وبأن الخط العربي يتجاوز الحدود الجغرافية، كونه يؤثر في أشكال الفن حول العالم ويعزز التقدير العابر للثقافات. وغالبا ما يستلهم الفنان المعاصر من هذا التقليد القديم، دمج الخط العربي في وسائط متنوعة مثل الرسم والنحت والفنون الرقمية، مساهما بذلك في حوار عالمي يجسر العلاقة بين التقليد والحداثة.

وأختتم الأستاذ العبيدي بالقول، يعتبر الخط العربي شاهدا على القوة المستدامة للتعبير الفني للخط العربي في تجاوز الزمن والثقافة من خلال جماليته المعقدة التي جعلت منه مصدر إعجاب بصري وتراث ثقافي وروحي وفني عريق للعالم العربي.

مواضيع ذات صلة