هل نجحت تجربة التعلم عن بعد في الأردن؟
هل نجحت تجربة التعلم عن بعد في الأردن؟
أشار متحدثون في مؤتمر «تجربة المملكة الأردنية الهاشمية في مواجهة كورونا» الذي بدأ اعماله امس الاول، الى آثار الجائحة على بعض القطاعات المختلفة وتداعياتها الإيجابية والسلبية.
وقالت أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتورة نجوى قبيلات، عملت الوزارة خلال الجائحة على على ثلاث خطط طوارئ وهي، الاستجابة «التحول السريع للتعليم»، ومرحلة التعافي «تحسين على المنصة»، ومرحلة الاستدامة.
وترى ان تجربة التعليم عن بعد خلال تلك الفترة، ليست ناجحة بالمطلق، حيث رصدت السلبيات والايجابيات ونقاط القوة والضعف لتلك التجربة، ووجدنا ان عددا لا بأس به من الطلاب، لم يستطيعوا الانخراط بعملية التعليم عن بعد، لأسباب منها عدم امتلاك ادوات التعليم عن بعد، وعدم توفر الكهرباء خاصة في منطقة سيل الحسا، إذ زودناهم بكرفانات ومولدات كهرباء ومعلمين على حساب التعليم الاضافي.
وبينت قبيلات ان الحظر الشامل بالجائحة، اثر على الطلبة عندما عادوا الى التعليم الوجاهي، كما ان المعلمين كانوا يعانون من سلوكيات الطلبة، نتيجة الانقطاع الطويل عنه، فلجأنا الى تنفيذ العديد من البرامج والانشطة النفسية والاجتماعية واكتساب المهارات.
ويرى الى ان منصة درسك الالكترونية التي بدأت في 17 آذار 2019، لم تكن بحجم الطموح، ولكن استطاعت الوزارة انقاذ الفصل الثاني من الفصل، وحاليا تمتلك استديوهات خاصة فيها لانتاج المحتوى الالكتروني.
وفيما يتعلق بدور القطاع الخاص، ثمنت قبيلات دور القطاع أثناء الجائحة، على ما قدمه من خدمات لإنشاء المنصة، لافتة بالوقت ذاته الى استقبال 200 الف طالب من القطاع الخاص للقطاع الحكومي.
أما وزير التعليم العالي السابق الدكتور وليد المعاني، أكد ان الجامعات والمدارس خلال الجائحة، لم تكن مستعدة على الاطلاق للتعليم الالكتروني، ولم يكن لديها المناهج المحوسبة، أو المنصات اللازمة.
واعتبر ان التعليم الوجاهي أفضل من التعليم عن بعد، حيث يتميز بالعدالة للجميع على حد سواء، فهناك فجوة تعليمية معرفية لا يمكن اصلاحها أو تعويضها لاحقا، في وقت غير الوقت الذي كان معدلا بالمنهاج، والذي يفترض أن تبنى المعلومة على ماسبقتها، وهي ما تسمى «بالفاقد التعليمي».
وبين المعاني ان المملكة كانت من اول الدول في المنطقة، التي فرض حظر التجول وأغلقت كافة مؤسسات التعليم، وبالتعاون مع القطاع الخاص خصصت قنوات بالتلفزيون للتعليم عن بعد، إلا ان هناك معضلات كانت، بسبب عدم وصول الانترنت لعدد من الطلبة، وعدم توفر الحواسيب، مما حرم الكثيرين من فرصة التعليم.
كما ان الامتحانات لم تعكس مستويات الطلبة بصورة صحيحة، لذلك استفاد البعض منهم وخسر البعض الآخر، بالإضافة للتمييز لصالح المدارس الخاصة والاسر الغنية والمدارس في المدن، مقارنة مع المدارس الحكومية والاسر الفقيرة ومدارس القرى، لعدم توفر الشبكات والحواسيب والبرامج، ناهيك عن تدني في التحصيل العلمي للطلبة، وانخفاض القدرة على التنافس.
ونوه الى دور وتوجيهات جلالة الملك، والمركز الوطني للأزمات، ووزارة الصحة والجيش، في الاستجابة السريعة والحصول على نتائج ايجابية في التعامل المبدئي مع الجائحة، لكن الدول ذات الدخل المرتفع كانت قادرة على ايصال المعلومات بطرق عادلة ومتساوية.
المصدر: الوقائع الاخبارية