الأمير الحسن يرعى أعمال مؤتمر منظمة أطباء بلا حدود حول الصحة النفسية في الشرق الأوسط

رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، اليوم الخميس، انطلاق أعمال مؤتمر منظمة أطباء بلا حدود بعنوان “استعادة الأمل: الصحة النفسية في الشرق الأوسط”، الذي يتزامن انعقاده مع اليوم العالمي للصحة النفسية، ويركز على مناقشة القضايا الحرجة المتعلقة برعاية الصحة النفسية في الشرق الأوسط.

وأكد سموه، خلال مشاركته بالندوة الأولى للمؤتمر بعنوان “مسارات التقدم: معالجة العوائق المتعلقة بخدمات الصحة النفسية في الشرق الأوسط”، أنه لا صحة دون شراكة بين الجهات الفاعلة، مبينا سموه أهمية الشراكة والتعاون بين جميع الجهات لاعتبار الصحة النفسية جزءا أساسيا من المنظور المتكامل للصحة العلاجية.

ولفت إلى أن الاستثمار بالصحة النفسية هو استثمار أساسي لأغلى ما نملك وهو رأس المال الإنساني.

وبين سموه ضرورة العمل على تحويل المواطنين من تابعين إلى شركاء من خلال العمل معا لتعزيز ركائز الكرامة الإنسانية من التمكين والاعتماد على الذات والمرونة.

وأشار إلى أن الحروب التي نشهدها في المنطقة خاصة في غزة هي حروب على الحق في الحياة وإدارة لسياسات الإماتة.

ولفت إلى أهمية توجيه الاهتمام والرعاية إلى 17 ألف طفل في غزة من مجهولي النسب وفاقدي السند الأسري، مؤكدا أن العمل يجب أن يكون من أجل الأجيال القادمة ودعم العاملين على الأرض.

وذكّر سموه بأرقام منظمة الصحة العالمية عام 2020 التي أشارت إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب جائحة كورونا إلى 30 بالمئة.

وأضاف أن 25 بالمئة من مجتمعات اللجوء والمجتمعات المضيفة للاجئين في الأردن شخصوا بشكل أو بآخر باضطراب من اضطرابات الصحة النفسية.

ولفت الى أنه لا يجب التمييز في علاج الاضطرابات النفسية خاصة أنها من المواضيع التي من شأنها إعلاء كرامة الإنسان.

وأكد سموه أهمية معرفة الظروف المعيشية الحقيقية للإنسان وتوفرها بالاعتماد على فهرس للحرمان المتعدد الذي يعرف بأنواع الحرمان المختلفة سواء المتعلقة بالصحة أو التعليم أو نوعية الحياة.

ونبّه إلى وجود أنواع ثلاثة من التحديات الإنسانية في منطقتنا وهي الإنسان ضد أخيه الإنسان مثل الحروب ومآلاتها، والإنسان والطبيعة وتتمثل بالانحباس أو الغليان الحراري، والكوارث من صنع الإنسان مثل الجوائح.

من جانبه، قال وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، إن الوزارة تعمل على إعطاء الصحة النفسية اهتماما أكبر، مبينا أن الأمراض النفسية التي تصنف أمراض غير سارية تسجل زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة.

وأشار الهواري، إلى أن الصحة النفسية تواجه تحديات عدة، منها الكلف الباهظة للأدوية المستخدمة في العلاج، وندرة الأخصائيين في هذا المجال، ونقص البنية التحتية ذات الجودة، بالإضافة إلى التحفّظ من وصمة العار الاجتماعية، ما يمنع العديد من الأشخاص من طلب المساعدة والدعم النفسي.

وبين أن الأردن يمكن أن يكون مركزا إقليميا للصحة النفسية والعقلية، وذلك بعد تذليل المشكلات التي تواجهه، ومنها تكثيف البرامج التدريبية، وزيادة عدد الكوادر المؤهلة، وتعزيز البنية التحتية، وإدراج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى التشاركية مع الجهات ذات العلاقة محليا وإقليميا ودوليا.

وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي إن حوالي مليار شخص حول العالم يعاني من اضطرابات نفسية.

وأشارت الراعبي إلى أن هناك تحديات إقليمية متمثلة بزيادة حدة الصراعات وبالتالي زيادة أعداد اللاجئين والنازحين ورفع حالات الطوارئ في العديد من المناطق التي تتطلب جهود جميع الجهات الحكومية والدولية لتقديم خدمات الصحة النفسية.

وأشارت إلى أهمية إدخال خدمات الرعاية للصحة النفسية في أقسام الطوارئ، وإزالة وصمة المراجعين لعيادة الصحة النفسية.

وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، إن الاهتمام في الصحة النفسية يكون عبر التركيز على تأهيل وتدريب الأطباء والممرضين في هذا الاختصاص، وزيادة التركز فيه، إضافة إلى أهمية وضع مساقات في المناهج عن أهمية الصحة النفسية.

ولفت عبيدات إلى أهمية إيجاد برنامج وطني ومن جهة مركزية لتدريب في الاختصاصات الفرعية والرئيسية في الصحة النفسية لسد النقص فيه.

وأشار إلى أن الجامعة الأردنية تركز على تدريب الممرضين على الصحة النفسية، حيث جرى إضافة مساقات في الصحة النفسية في كلية الفنون.

وقالت مستشار الصحة النفسية في منظمة أطباء بلا حدود ماريانا دوارتي، إن الصحة النفسية جزء أساسي من رفاه الأفراد، رغم وجود وصمة اجتماعية حولها، داعية إلى تعزيز حق الإنسان في الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، لا سيما في المناطق المتأثرة بالنزاعات.

ودعت الجهات الفاعلة والجامعات إلى تقديم الموارد والدعم للأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية، عبر التعاون مع المؤسسات الصحية الأردنية لتوفير الرعاية اللازمة، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لضمان توفير الدعم اللازم لهذا الملف الحساس.

وبينت دوارتي أن الأردن تلعب دورا متطورا يمكنها أن تكون مركزا إقليميا محتمل لخدمات الصحة النفسية.

وناقش المؤتمر عبر الجلسات المتخصصة، محاور منها “من الأزمة إلى الرعاية: وجهات نظر سريرية حول الصحة النفسية في الشرق الأوسط”، وسد الفجوة: دور المؤسسات الأكاديمية في تطوير خدمات الصحة النفسية”، و “الرعاية النفسية الشاملة في بؤرة الاهتمام: وجها نظر المرضى وفرق الدعم ودور المشورة بين الأقران”.

وعلى هامش المؤتمر، افتتح سموه معرضا للأعمال الفنية من إنتاج المرضى في مركز أطباء بلاحدود للجراحة الترميمة في عمان.

المصدر: أخبار الجامعة الأردنية

مواضيع ذات صلة