أكاديميون وطلبة يؤكدون التزامهم بنظام ممارسة الأنشطة الحزبية في مؤسسات التعليم العالي
أكد أكاديميون وطلبة انحيازهم التام للمصلحة الوطنية العليا، والتزامهم بنظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبيَّة الطلابيَّة في مؤسَّسات التَّعليم العالي لسنة 2022؛ للانخراط في الأحزاب السياسية، بعيدا عن أي تجاذبات سياسية أو حزبية.
وبينوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم السبت، أنهم سيلتزمون خلال ممارسة أنشطتهم الحزبية بما ورد في النظام من توعية وتثقيف وتعريف بالعملية الانتخابية، وتشجيع بعضهم بعضا على المشاركة بانتخابات مجالس الطلبة والاتحادات والجمعيات والنوادي الطلابية.
وأشار الأكاديميون والطلبة إلى التزامهم بإقامة النشاط الحزبي في الأمكنة والأوقات الموافق عليها بمقتضى أحكام هذا النظام، والحصول على موافقة خطية من عمادة شؤون الطلبة قبل الإعلان عن إقامة النشاط الحزبي أو الدعوة إليه أو البدء بتنفيذه، مؤكدين أهمية الحفاظ على سلامة منشآت مؤسسات التعليم العالي، وحسن سير العملية التعليمية فيها، وعدم القيام بأي فعل يعيق عملها.
وأكدوا امتناعهم عن إقامة نشاط حزبي خلال فترات الامتحانات والفعاليات التي تقيمها مؤسسة التعليم العالي بما فيها تخريج الطلبة، وقبل يوم من موعد انتخابات مجالس الطلبة أو اتحاداتهم، إلى جانب الامتناع عن استخدام اسم وشعار مؤسسة التعليم العالي عند ممارسة النشاط الحزبي، وعدم جمع التبرعات أو تلقي الدعم المالي للحزب.
ويأتي ذلك استجابة للتوجيهات الملكية الرامية إلى إدماج طلبة الجامعات في ممارسة الأنشطة الحزبية في إطار منظومة التحديث السياسي استنادا إلى قانون الأحزاب السياسية، حيث أقر مجلس الوزراء نظاما لتنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية في مؤسسات التعليم العالي في الجامعات الأردنية.
رئيس جامعة آل البيت الدكتور هاني الضمور قال إن هذا النظام رسم حدود ممارسة الطلبة للأنشطة الحزبية وشجعهم على الانخراط فيها، ووضع مسؤولية كبيرة على مؤسسات التعليم العالي من حيث الدور المطلوب منهم كالتوعية والتثقيف والمساءلة القانونية والسياسات الواجب اتباعها من أجل تشجيع الطلبة على الانخراط في العمل السياسي؛ بهدف الإصلاح والتطوير واحترام الرأي الآخر دون التدخل في سياسات الجامعة التي ينتمي إليها.
بينما ذهب عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد صايل الزيود إلى ضرورة تغيير أدوات العمل والتمكين السياسي لضمان تجربة حزبية سارة تؤتي أكلها بالمستقبل القريب، وتشكيل حكومات حزبية برلمانية.
وأكد أن الإرادة السياسية العليا لجلالة الملك عبدالله الثاني أتت إيذانا بمرحلة جديدة من العمل السياسي، مختلفة شكلا ومضمونا، طوت بدورها حالة الخوف من الانخراط بالأحزاب وصولا إلى التمكين السياسي.
وأشار الزيود إلى ما تحظى به الجامعات من قوى بشرية وقدرات فكرية خلاقة، تعد احدى أبرز أدوات نجاح التجربة الحزبية التي ستقود لحكومات حزبية ذات برامج ومشاريع من شأنها إيجاد نهضة وطنية توازي نهضة دول متقدمة.
وأكد ضرورة ضمان حيادية الجامعات في العمل الحزبي والسياسي لتبقى مؤسسات علمية وتربوية لا تصطف مع أي حزب على حساب الآخر، وإتاحة الحرية المسؤولة للقوى الطلابية للترويج لفكر سياسي وحزبي معين، ودعوة الطلبة للتصويت لتيارات وأحزاب سياسية في الانتخابات الوطنية، شريطة منع الدعاية الانتخابية بجميع صورها وأشكالها داخل الجامعات.
وبصدد ذلك، قال عميد شؤون الطلبة في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور حسام الشروف، إن الجامعة عملت على إدخال بنود الانخراط السياسي في مادة التربية الوطنية لاطلاع الطلبة على النظام وآلية الانخراط في الأحزاب، وتنظيم محاضرات سياسية نوعية للطلبة، تهدف إلى توعيتهم بالعمل الحزبي وأهمية انخراطهم فيها، لافتا إلى أن التوجه الآن هو استضافة شخصيات سياسية لها باع طويل في العمل الحزبي وضليعة في الشأن السياسي.
وحول وعي الطلبة في النظام الناظم لمشاركة الطلبة الحزبية أوضح الشروف، أكد أنه بمرور الوقت وتراكم الخبرات والتجارب سيزداد وعي الطلبة في هذا المجال مما يؤهلهم للالتحاق بالأحزاب والمشاركة السياسية الفاعلة، بعيدا عن التجاذبات الحزبية.
بينما أشار الباحث في مجال اللغة والأدب الدكتور عاصم الحنيطي، إلى أن نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية في مؤسسات التعليم العالي خطوة إيجابية ومهمة لتعميق الفكر السياسي الحزبي الآمن عند طلبة الجامعات الأردنية، مبينا أنه سيتيح أمام طلبة الجامعات فرصة ثمينة ليكونوا جزءًا مؤثرًا في صناعة المستقبل السياسي وفق عمل حزبي منظم.
إلى ذلك، أكد أمين عام حزب المحافظين حسن راشد، أن إقرار الحكومة لنظام تنظيم ممارسة الأنشطة الطلابية في مؤسسات التعليم العالي التي تعد منارات للعلم، يأتي منسجما مع التوجهات الملكية السامية الهادفة إلى إشراك الشباب ضمن الأطر الحزبية؛ من أجل تمكينهم من المشاركة في صياغة و صناعة القرارات الوطنية من خلال انخراطهم في العمل الحزبي الذي يلبي التوجهات السياسية كافة.
وأشار إلى أن هذا القرار جاء ليؤكد إرادة الدولة نحو الارتقاء بمشروع التحديث السياسي الذي لطالما طالب به شباب و شابات الوطن، داعيا الطلبة إلى الاطلاع على برامج الأحزاب وأفكارها والمشاركة الفاعلة بأي لقاءات أو نقاشات تدعو لها حتى يتسنى لهم التفكير بالاتجاه الذي يرونه مناسبا لتطلعاتهم.
وشدد راشد على أهمية أن يستغل الشباب هذه الفرصة التاريخية دون إبداء أية تخوفات، لتجاوز عقبات الماضي ودفعهم نحو بناء أمالهم وتطلعاتهم في مستقبل افضل .
وقال أمين عام حزب النهج الجديد الدكتور فوزان البقور، إن الحزب كان أول الأحزاب السياسية التي بادرت إلى استقطاب طلبة الجامعات من خلال مشروع وطني بالتعاون مع الجامعة الأردنية، حيث كان له تجربة بإطلاق ندوات في حرم الجامعة تستهدف توعية وتمكين الشباب للعمل السياسي.
وأضاف أن نحو نصف أعضاء حزب النهج الجديد هم شباب تحت سن 35 عاما، وأن رؤيتهم تنطلق من أهمية استقطاب هذه الفئة من المجتمع التي تمثل محور التغيير، مشيرا إلى أن النظام الذي صدر منذ يومين هو أرضيه وبنية تحتية تتيح للأحزاب الانطلاق بفضاء الجامعات.
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة قال في تصريحات سابقة إن أمام طلبة الجامعات فرصة ذهبية ليكونوا جزءا من صناعة المستقبل السياسي في المملكة، وبما يتوافق مع مخرجات عملية التحديث السياسي التي أكدت الدور المحوري للشباب في عملية التحديث السياسي والحياة الحزبية والسياسية، منوها إلى أنه لأول مرة يُقر نظام يوفر مساحة آمنة لممارسة الأنشطة الحزبية في الجامعات دون تقييد ما دام أنها تتوافق مع مواد هذا النظام، وأنه لن يعاقب أي طالب جامعي على ممارسة العمل الحزبي داخل الجامعات والكليات.
ووجه مؤسسات التعليم العالي إلى تعديل أنظمتها وتعليماتها الداخلية بما يتوافق مع مواد نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية في مؤسسات التعليم العالي، وتوعية وتحفيز الطلبة بالعمل الحزبي المبني على البرامج المعدة خدمة للوطن والمواطن.
المصدر: وكالة الأنباء الأردنية -(بترا)