منتدى الاستراتيجيات الأردني يعلن تقرير واقع حال التعليم بالأردن
أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني تقرير ضمن سلسلة المعرفة قوة بعنوان اليوم العالمي للتعليم: واقع الحال في الأردن .
وذلك بمناسبة يوم الأمم المتحدة العالمي للتعليم، والذي يصادف 24 كانون الثاني من كل عام. وقد قام المنتدى بتسليط الضوء من خلال هذا التقرير على مستوى التعليم العام في الأردن من خلال النظر إلى عدة مؤشرات دولية ومحلية؛ جاءت ضمن نتائج برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) ، الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في عام 2018. إضافةً إلى نتائج تقرير مؤشر اتقان اللغة الإنجليزية الصادر عن مؤسسة (EF Education First) السويدية في عام 2022 .
وبالنظر إلى أبرز المشاهدات حول التعليم المدرسي في الأردن، فقد بيّن المنتدى أن هناك انخفاضا في نسبة الطلاب (إلى إجمالي الطلبة) الملتحقين في المدارس الخاصة من 26.3% في عام 2015/2016 إلى 20.4% في عام 2020/2021. وقد جاء هذا الانخفاض رغم ارتفاع أعداد الطلبة الملتحقين بالمدارس في الأردن من 1,899,208 في عام 2015/2016 إلى 2,177,307 في عام 2020/2021
وبالإضافة إلى ذلك، فقد بيّن المنتدى أن تداعيات تفشي وباء كوفيد-19 كان لها الأثر الأكبر على تراجع أنظمة التعليم محليا وعالميًا نتيجة الإغلاقات في الفترة ما بين 16 شباط 2020 و31 آذار 2022. وبحسب قاعدة بيانات اليونسكو، وفيما يخص الأردن بالتحديد، بيّن المنتدى أن عدد أسابيع الإغلاق الكامل للمدارس بلغ حوالي 44 أسبوعاً. وتعتبر مدة هذا الإغلاق من الأعلى في العالم. وبحسب قاعدة بيانات البنك الدولي، أشار المنتدى إلى أن معدّل عدد سنوات الدراسة المعدّلة (Adjusted) حسب التعلُّم للأردن هو 7.7 عام. وفي هذا السياق، أكّد المنتدى أن هذا المعدّل يُعدّ من ضمن معدلات الدول المتدنية. وبالإضافة إلى ذلك، شدّد المنتدى على أهمية استخدام هذا المعدّل للاستدلال على الفجوة في سنوات الدراسة المعدلة حسب التعلُّم والتي تساوي حوالي 4.3 سنة في الأردن. أي أن الطالب يتلقى تعليماً فعلياً بواقع 7.7 سنة مقابل 12 سنة يقضيها على مقاعد الدراسة .
وفي التقرير، أشار المنتدى إلى نتائج برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) ، والذي يعتبر أداة قياس صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بهدف تقييم مستوى التطبيق المعرفي والمهارات الأساسية للطلاب في سن الـ 15 عام، في مواد الرياضيات، والعلوم، والقراءة.
وبحسب نتائج (متوسطات) آخر تقييم في عام 2018، بيّن المنتدى أن أداء الطلبة في الأردن كان ضعيفًا في مادة الرياضيات بالمقارنة مع أداء طلبة أفضل دولتين. حيث حصل الأردن على درجة كلية بلغت 400 درجة، مقارنة بدرجة الصين التي بلغت 591 ودرجة، وسنغافورة التي بلغت 569. أما على مستوى الدول العربية، فقد جاء الأردن في المرتبة الثالثة بعد الإمارات الحاصلة على درجة 435، وقطر الحاصلة على درجة 414. وفي حين حصل طلبة الأردن على درجة كلية بلغت 429 في مادة العلوم، حصل طلبة الصين على درجة بلغت 590، كما حصل طلبة سنغافورة على درجة بلغت 551. أما على مستوى الدول العربية، جاء الأردن في المرتبة الثانية بعد الإمارات التي حصلت على درجة 434. وفيما يتعلق بمادة القراءة، فقد كان أداء الطلبة في الأردن ضعيفًا أيضًا، حيث حصل طلبة الأردن على درجة كلية بلغت 419، في حين بلغت درجة الصين 555، ودرجة سنغافورة 549. أما على مستوى الدول العربية، فقد حصل الأردن على المرتبة الثانية بعد الإمارات الحاصلة على درجة 432 .
وفي هذا السياق، أوضح المنتدى أن نسبة الطلبة الذين جاؤوا في المستوى الأول أو الأقل (الأضعف) في تقييم برنامج بيزا لعام 2018، كانت حوالي 60% من مجمل الطلبة الممتحنين، في حين كان أداء 24% فقط من الطلبة في المستوى الثاني. وبالإضافة إلى ذلك، أشار المنتدى إلى أنه لم يصل أي طالب في الأردن إلى المستويات العليا من الكفاءة، والتي تقع ضمن المستوى الخامس أو السادس .
أما بالنسبة لأداء الطلبة في الأردن في مادة اللغة الإنجليزية، فقد استند المنتدى على نتائج مؤشر اتقان اللغة الإنجليزية الصادر عن مؤسسة (EF Education First) السويدية. وبحسب المنتدى فيما يخص نتائج تقرير عام 2022، فقد كانت هولندا الدولة ذات الأداء الأفضل وبدرجة بلغت 661 / 800، في حين كانت لاوس الدولة ذات الأداء الأضعف وبدرجة بلغت 364 / 800. أما بالنسبة للأردن، فقد حصل على درجة ضعيفة بلغت 443 / 800. وبحسب المنتدى فيما يخص موقع الأردن بين الدول على المؤشر، فقد تم تصنيفه ضمن فئة البلدان ذات الكفاءة المنخفضة جدًا في اتقان اللغة الإنجليزية .
ولتحسين مستوى التعليم العام في الأردن، أكّد المنتدى على أهمية تنفيذ المبادرات التي وردت في الخطة التنفيذية لرؤية التحديث الاقتصادي للأعوام 2023 2025. إذ نصَّت المبادرات الواجب تحقيقها في محرك الريادة والإبداع ( Smart Jordan ) والذي يضم قطاع التعليم العام، على ضرورة تحسين مرتبة الأردن في التقارير الدولية، والتوسُّع في استيعاب الأطفال دون السادسة بما يضمن جودة التعلّم والرعاية، وتحسين البنية التحتية الرقمية للتعلُّم، وتطوير المناهج والمعايير والأدلة وأدوات التعلّم والتعليم، وتحسين آليات التنمية المهنية للعاملين في قطاع التعليم العام وآليات التنفيذ، وضمان الوصول والمساواة واستيعاب جميع الفئات في التعليم العام، وتعزيز الاستثمار والشراكات مع القطاع الخاص لتحقيق تلك الأهداف.