“تربوية الأردنية” تحتفي باليوم العربي للشعر والشعراء
نظمت كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية اليوم ندوة حوارية احتفاء باليوم العربي للشعر والشعراء.
وجاءت الندوة، التي رعاها عميد كلية العلوم التربوية الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود مندوبا عن معالي رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور نذير عبيدات وحضرها مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة مندوبا عن وزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار، استجابة لاختيار المنظمة العربية للتعليم والثقافة والفنون (الألكسو) الشاعرين؛ القطري علي آل ثاني والتونسي آدم فتحي بوصفهما شاعري الدورة التاسعة لليوم العربي للشعر، والشاعرة العراقية نازك الملائكة بوصفها رمزا للثقافة العربية للعام 2023.
واستهل الندوة وترأسها أستاذ الأدب الجاهلي في كلية الآداب في الجامعة الدكتور عمر الفجاوي، مقدما أجزل الشكر للمنظمين والحضور، ومؤكدا أهمية الشعر لرفع سوية الفرد والارتقاء بذائقته، واصفا من يتكلم الشعر بأنه ينطق من لباب عقله.
وفي الحديث عن الشاعر القطري علي آل ثاني، قدم أستاذ الأدب العباسي في جامعة آل البيت الدكتور محمد الدروبي إيجازا حول سيرته ونشأته ومسيرته الشعرية، وتأثره بالشعر الجاهلي حدا تبدو معه قصائده خليطا مطبوعا بخصال الشعر القديم، ومنحوتا بإبداع منسوج على منواله، دون إغفال لروح العصر وسماته العامة.
ولفت الدروبي إلى أن المشكلة التي تواجه الباحثين والدارسين لشعر آل ثاني الملقب ب “الشيخ”، تتمثل في عدم توفر دواوينه في أي من قواعد البيانات العربية، إذا ما استثنينا نزرا يسيرا من دواوينه الأولى، كما ديوانه الأول “غدير الذكريات”، المنشور عام 1986.
بدوره، عرض أستاذ الأدب الحديث ونقده في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسن المجالي لأعمال ومسيرة الشاعر التونسي آدم فتحي، الذ شكل وجوده في المشهد الشعري العربي حضورا لافتا إصداره لديوانه الأول “سبعة أقمار”؛ ليمثل من بعده حالة شعرية فريدة في الوطن العربي، تكرست بتنوع أعماله الشعرية، لا سيما بشعره السياسي الذي ارتقى به وحوله بصنعة أدبية إلى سياسة شعرية عميقة تصل إلى الجوهر دون مواربات.
وقال المجالي، إنه رغم تشكيل آدم فتحي لثنائي فني ناجح مع المطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق، إلا أنه عثر في الترجمة على طريق يمزج فيه قدراته الشعرية مع الإبداع، متجاوزا ذاته القديمة في أغلب الأحيان، وواضعا، لهذا الشأن، الفيلسوف الروماني إميل سيوران، الذي قال “نحتاج إلى التفكير عند الترجمة أكثر مما نحتاج إليه عند الإبداع” نبراسا يتبع.
واختتم الندوة الحوارية رئيس المنتدى الثقافي في الجامعة الأردنية الدكتور إسماعيل السعودي، في سرديته حول الشاعرة العراقية نازك الملائكة، متناولا نشأتها وسيرتها، وواصفا إياها برمز من رموز الأدب والشعرية العراقية التي طاولت عمالقة كما البياتي والسياب.
وقال السعودي إن نازك الملائكة لا يمكن أن تختصر بكونها رائدة الشعر العربي بما طرحته في قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر الذي بدأته بقصيدتها “الكوليرا”، بل هي كذلك المرأة التي شقت طريقها وسط الصعاب والمجتمع، لتكون الشاعرة المؤثرة في الوسطين الأدبي والنسوي.
وأضاف السعودي أن نازك الملائكة وضعت، إلى جانب أعمالها الشعرية، عديدا من المؤلفات التي أصبحت مرجعا عربيا مهما، مستذكرا منها “قضايا الشعر الحديث”(1962) و “التجزيئية في المجتمع العربي”(1974) و “سيكولوجية الشعر”(1992).