برعاية صاحبة السّموّ الملكيّ الأميرة عالية بنت الحسين المعظمّة انطلقت فعاليّات المؤتمر الدّوليّ الثّامن للمكتبات في الأردنيّة​

برعاية صاحبة السّموّ الملكيّ الأميرة عالية بنت الحسين المعظّمة، انطلقت اليوم في الجامعة الأردنيّة، فعاليّات المؤتمر الدوليّ الثّامن في النّشر الإلكترونيّ الذّي تنظمه وحدة المكتبة في الجامعة بعنوان “الابتكارات التّكنولوجيّة في المكتبات: هل أدركناها؟”، ذلك بحضور رئيس الجامعة الأردنيّة الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، وعدد من نوّاب الرّئيس، وعمداء الكليّات، إضافةً إلى عدد من أصحاب المعالي، والسّعادة، والعطوفة.

وأثناء كلمته، قال رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات إنّنا نعيش عصر التّغيير الّذي لابّ أن نصنعه معاً، وبأيدينا لابدّ أن نصنع هذا التّغيي، وأضاف أنّ التّكنولوجيا واستعمالِها قائمة على احتياجاتِنا المُتزايدة للحصول على المعلومة المُوَثّقة والمعتمدَة بسرعة عالية، وما نحن هنا اليوم إلّا لِنُوكّد أنّ المكتبات وعلمها يتغيّ تغيّر الواقع الافتراضيّ، ومن هنا أصبحت إدارة المكتبات علما مهمّا ومتغيّرا يتطوّر بتطوّر العلم و التّكنولوجيا.

وأضاف عبيدات أنّ التّحوّل الرّقميّ “أي استخدام التّقنيات الرّقميّة لتحويل مجموعة من المنتجات والخدمات المكتبيّة وعمليّاتها”، وهو بلا شك سيكون له أثر كبير في مجالات مختلفة وواسعة من حياة مرتادي المكتبات الكبرى من الباحثين عن المعلومة، وهذه التّغييرات يجب أن تكون مصحوبة بشكل أساسيّ بتغيّرات ثقافيّة بطبيعة الحال؛ إذ إنّ مفهوم الثّقافة ليس غريبا على أدبيّات التّحوّل الرّقميّ.

إنّ إستخدم الذّكاء الاصطناعيّ، وإتاحته للجمهور على نطاق واسع، بات ضرورة في هذا الفرع المعرفيّ، وتطبيقاته المختلفة، وأصبح واقعاً في مختلف القطاعات؛ فالمستقبل الّذي كنّا نتطلّع إليه سابقاً بات واقعا ملموسا مع انتشار هذه الأدوات، والتّسارع الكمّيّ في أشكالها، واختلاف المهامّ الّتي تقوم بها، ما يبشّر بفتوح علميّة هائلة على المدى القريب في عالم الشّبكات المفتوحة، إنّ الأثر الّذي تحدثه البرمجة والتكنولوجيا، يظهر جليّاً في شتّى النّطاقات والقطاعات، وليس فقط في مجال الابتكارات التكنولوجيّة في المكتبات، بل تعدّى ذلك لخلق عالم افتراضيّ مكتبيّ يحاكي الواقع بتفاصيله كافّة.

وأضاف أنّنا؛ إذ نتأمّل اليوم في دور الذّكاء الاصطناعيّ في البحث العلميّ والنّشر الأكاديميّ، نجد أنّه قد بدأ بإعادة رسم خريطة العلم والمعرفة، ومع هذا التّرسيم الجديد، علينا أن نكون متطلّعين وحذرين في آن، بصورة تمكّننا من الاستفادة من سرعة استخلاص المعلومات المرجوّة من مصادرها، دون أن نغفل الأمانة العلميّة ومبادئ البحث الّتي تعلّمناها حتّى باتت جزءًا من شريطنا الوراثيّ، لافتاً إلى أنّه بإمكان الذّكاء الاصطناعيّ أن يعزّز روح الابتكار والتّقدّم، وبإمكانه أن يمسخ الهويّة الّتي بنيناها مع تعاقب السّنين، مشدّدًا على ضرورة أن نكون حريصين على ما وصلنا إليه؟ حرصنا على التّطوّر والتقدّم.

وزاد عبيدات أنّنا بوصفنا مؤسّسات علميّة أكاديميّة، فإنّ أهدافنا مرتبطة دوما بأهداف التّنمية البشريّة عبر إشراك الموظّف وتأهيله بوصفه عاملَ نجاح مهم، إضافة إلى تحقيق الاستدامة بأوجهها المختلفة، وعند اقتران هذا الحديث بمناقشة الذّكاء الاصطناعيّ بوصفه تقنيةً متطوّرة، لا بدّ من الالتفات إلى الفرص الّتي يتيحها؛ لاحتواء أزمات الاستدامة، وتحسين القدرات البشريّة على مواجهة التحديّات البيئيّة والاجتماعيّة المعقدة؛ فمن قدرته على تحليل البيانات وتعلّم الأنماط بسرعة فائقة، تنفتح أمامنا آفاق واسعة لفهم أثر الأنشطة البشريّة على البيئة، وتوجيه سياسات الاستدامة، وبيّن أنّ مرورنا في عصر التّكنولوجيا والذّكاء الاصطناعيّ لم ولن يكون خاليًا من التّحدّيات والمخاطر؛ فالخصوصيّة، والأمان والأخلاقيّات الرّقميّة، وكلّها قضايا تحتاج إلى مزيد من العناية والتّدقيق والتّفكير الاستراتيجيّ، ولا بدّ لنا من العمل الجادّ والدّؤوب لوضع إجراءات وقائيّة مناسبة.

وأثناء حديثه أعلن عبيدات أنّ مكتبة الجامعة الأردنيّة اليوم وبناءً على أحدث التّقييمات العالميّة، ضمن أفضل خمسين مكتبة جامعيّة على مستوى الجامعات عالميا، وبيّن أنّ سعي الجامعة نحو العالميّة سباق متلاحق لا مجال فيه للتّردّد أو الرّجوع إلى الخلف؛ فقد احتلّت الجامعة اليوم مراتب عالميّة مرموقة، وكلّنا على إيمان تامّ بأنّ العالميّة جهد مشترك بين ك مكوّنات الجامعة المختلفة على الأصعدة كافّة.

وأثناء كلمة رئيس المؤتمر، مدير وحدة المكتبة في الجامعة الدكتور مجاهد الذنيبات قال: يأتي مؤتمرنا اليوم بنسخته الثّامنة بلون وصورة مختلفة عن نسخته السّابقة في ظلّ تسجيل الجامعة الأردنيّة مرّة أخرى حكاية تميّز ونجاح، وهي تدخل تصنيفا متقدّما للعام 2025 بحلولها في المرتبة 368 عالميا، وفوز الجامعة الأردنيّة بجائزة الجامعة المتميّزة من لدن صاحب الجلالة الملك عبد الله الثّاني حفظه الله ورعاه.

وأضاف ذنيبات أنّ في افتتاح هذا المؤتمر ما يستدعي الشّعور بالفخر والسّعادة خاصّة إذا ما استذكرنا تاريخ الكتابة والمكتبات الّذي بدأ في وادي الرّافدين قبل أكثر من 5000 عام، ومرّ بمحطّات كثيرة من التّحوّلات والبنيويّة وأشكال المعرفة والكتابة إلى أن أصبحت بشكلها الرّقميّ اليوم، وفي الوقت نفسه تعدّ الجامعات من أهمّ ساحات وميادين الذّكاء الاصطناعيّ كونها مختبرات المستقبل بنشاطها البحثيّ، وساهمت بشكل أساسيّ في دخول البشريّة عصر الثّورة الصّناعيّة الرّابعة الّذي نوشك على الخروج منه إلى الثّورة الصّناعيّة الخامسة.

وقال من هنا جاء هذا المؤتمر باسم “الابتكارات التّكنولوجيّة في المكتبات:هل أدركناها؟” لنتدارس المفهوم الحقيقيّ للمكتبة الّذي فرضته التّحوّلات الرّقميّة؛ لأنّنا ببساطة نعتقد أنّ المكتبة قد تحوّلت بحدّ ذاتها من مكتبة تقليديّة إلى مكتبة رقميّة قادرة على تجاوز الحدود الجفرافيّة لا بل الزّمنيّة.

وأشار الذّنيبات في تقرير حالة البلاد لعام 2023 الصّادر عن المجلس الاقتصاديّ والاجتماعيّ الأردنيّ إلى ارتفاع الأنشطة البحثيّة في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، والتّحوّل الرّقميّ للباحثين الأردنيين ارتفاعا ملحوظا من 38 بحثا في عام 2000 إلى ما يزيد عن 1727 بحثا في عام 2023، ومن هنا لابدّ من الإشارة إلى التفات الجامعة الأردنيّة إلى هذا التّحوّل المتسارع، وذلك باستحداثها تخصّصات تمثّل ركائز الثّورة الصّناعيّة الرّابعة في كليّات الجامعة المختلفة، ولعلّ مؤتمرنا اليوم خير دليل على إيلاء الجامعة اهتمامها للتّحوّل الرّقميّ.

وشدّد ذنيبات أنّ تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ دخلت بقوّة في مجال تكنولوجيا المكتبات، فمن خلال تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ يمكن للمكتبات تقديم خدمات أكثر ذكاءً وتخصّصا لروّادها، وعلى سبيل المثال أنظمة التّوصية الّتي تعتمد على تحليل البيانات الّتي تساعد المستخدمين على اكتشاف موارد جديدة تتناسب مع اهتماماتهم بناءً على سجلّهم البحثيّ أو الموادّ التي سبق لهم الاطلاع عليها.

ويتناول المؤتمر ثلاثة محاور رئيسة وهي “أثر الابتكارات التّقنية في المكتبات ومؤسّسات المعلومات”، و “

دور المكتبات في التّعلّم والبحث العلميّ” وهو المحور الثّاني، فيما يتناول المحور الثالث الجوانب القانونيّة والأخلاقيّة في التّعامل مع التّقنيات المستخدمة في المكتبات، مثل حقوق الملكيّة الفكريّة، وخصوصيّة البيانات، دون أن نغفل أهميّة اللّغة العربيّة، ودور الابتكارات في دعم المحتوى العربيّ.

ويتشكّل قوام المؤتمر الّذي يمتدّ لثلاثة أيّام، ويستضيف نخبةً من الأساتذة والخبراء في مجال المكتبات، والنّشر، والتّقنية الحديثة التّابعين لمؤسّسات عريقة داخل وخارج الأردنّ، من خمسة حلقات نقاشيّة، تتوزّع على أيّام المؤتمر.

وفي اليوم الأوّل منه، دارت الحلقة النقاشيّة الأولى حول “أثر الابتكارات التّقنيّة على مستوى مؤسّسات التّعليم العالي”، أمّا الحلقة الثّانية، فتتمحور حول “الابتكارات التّقنيّة في عصر الذّكاء الاصطناعيّ: ماذا بعد”.

وفي ثاني أيّام المؤتمر، ستتواصل الحلقات النقاشيّة؛ إذ تدور الحلقة الثّالثة حول “الابتكارات التّقنيّة في المكتبات ومؤسّسات المعلومات “، في الوقت الّذي تناقش فيه الحلقة الرّابعة “,الابتكارات التّقنيّة: الاتّجاهات والقضايا”، فيما تناقش الحلقة الخامسة” الابتكارات التّقنيّة: المشاريع والحلول”.

ويُشار إلى أنّ اليوم الثّالث والختاميّ للمؤتمر، سيكُرّس لرحلة سياحيّة يشارك فيها الباحثون المستضافون خلال أيّام المؤتمر. المصدر:

أخبار الجامعة الأردنيّة – مصطفى المومني.

مواضيع ذات صلة