كلية العلوم التربوية في “الأردنية” تعقد حوارية حول “الآفاق المستقبلية لصناعة النهضة التربوية الوطنية”

استضاف منتدى كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية الرئيس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محي الدين توق وأستاذ السياسات والقيادة التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور راتب السعود، في ندوة حوارية تناولت “الآفاق المستقبلية لصناعة النهضة التربوية الوطنية”.

 ورحب عميد كلية العلوم التربوية الدكتور محمد صايل الزيود في مستهل الندوة بتوق والسعود، وشكرهما على مشاركتهما في منتدى الكلية السنوي والذي يتناول آخر المستجدات على الساحة التربوية الوطنية ويناقش موضوعات علمية تحظى باهتمام رجال وخبراء التربية والتعليم على المستوى العالمي.

وعرض توق المرتكزات التي تعتمد عليها عملية تطوير المناهج الدراسية بما يضمن تحقيق أهداف التعليم وتلبية احتياجات المجتمع والطلبة، وأبرزها تحليل الاحتياجات التعليمية من خلال فهم احتياجات الطلبة والمجتمع وسوق العمل، بغرض المساعدة في تحديد ما يجب أن يحتويه المنهاج لتحقيق الفائدة القصوى للمتعلمين، وتحديد الأهداف التعليمية بوضوح، بحيث تكون قابلة للقياس، واختيار المحتوى التعليمي بحيث يكون متناسقا مع الأهداف التعليمية ومناسبا للفئة العمرية والمستوى التعليمي للطلبة. 

وأشار إلى أن عملية تطوير المناهج الدراسية تأخذ بالحسبان بناء استراتيجيات تدريسية مبتكرة تركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداع، وحل المشكلات بما يضمن استخدام التقنية‏ في التعليم وأساليب التعلم التفاعلي، ووضع نظام تقييم فعال يساعد على قياس مدى تحقيق الأهداف التعليمية وتقدم الطلبة، وتأهيل المعلمين وتدريبهم على استخدام المناهج الجديدة واستراتيجيات التدريس الحديثة، والشمولية والتنوع ليضم المنهج محتوى يناسب جميع الطلبة بصرف النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.   

وأكد توق على أن جهات عدة تشارك في هذه العملية بروح عالية من المسؤولية لضمان جودة وكفاءة المناهج وتلبية احتياجات المجتمع والطلبة، ومن أبرز هذه الجهات وزارة التربية والتعليم بوصفها الجهة الحكومية الرئيسة المسؤولة عن وضع السياسات التعليمية والإشراف على تنفيذها، والمؤسسات التعليمية ممثلة بالمدارس والجامعات التي تقدم التغذية الراجعة حول فعالية المناهج، وتساهم في تعديلها وفقا لاحتياجات الطلبة، والمعلمون الذين يؤدون دورا حيويا في تطوير المناهج، إذ هم الأكثر دراية بما يحتاجه الطلبة ويواجهونه في الفصول الدراسية، والخبراء الأكاديميون والمستشارون التربويون الذين يقدمون خبراتهم في تصميم المناهج بناء على الأبحاث والدراسات العلمية، وأولياء الأمور والمجتمع المحلي من خلال تقديم التغذية الراجعة والمشاركة في تطوير المناهج بما يتناسب مع احتياجات المجتمع المحلي، والطلبة من خلال التعرف إلى ما يحتاجونه من التعليم وما يفضلونه في طرق التعلم، بما يساعد في جعل المناهج أكثر فعالية وجاذبية.

وأشار توق إلى أن المناهج الأردنية المطورة مواكبة للتقدم العلمي والمستجدات العالمية حيث ضُمّنت المناهج بالعديد من الموضوعات العلمية والمستجدات، وأبرزها التقنية‏ والذكاء الاصطناعي من خلال تعليم الطلبة مبادئ التقنية‏ الحديثة، والتغير المناخي والاستدامة من خلال توعية توعيتهم بأهمية التغير المناخي وتأثيراته على الكوكب وضرورة تبني ممارسات مستدامة.  والابتكار وريادة الأعمال لتشجيع التفكير الإبداعي والابتكاري وتعليم الطلبة مهارات ريادة الأعمال، بما في ذلك كيفية تطوير الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ناجحة، والصحة والرفاهية من خلال تغطية مواضيع الصحة العامة والرفاهية النفسية والتغذية السليمة والنشاط البدني، والتعليم المالي والاقتصادي من خلال تقديم المعرفة الأساسية في إدارة المال الشخصي والاستثمار والادخار وفهم الاقتصاد الكلي والجزئي. 

بدوره، تحدث السعود عن الدور الريادي الذي تقوم به القيادات التربوية في صناعة النهضة الوطنية، مشيرا إلى أن القيادات التربوية تستطيع القيام بدور حيوي وريادي من خلال مجموعة من الأدوار والمسؤوليات التي تساهم في تحقيق التنمية الشاملة وبناء مجتمع متقدم ومتعلم، ومن ذلك مساهمتها في وضع رؤية استراتيجية واضحة للتعليم، وتحديد الأهداف الطويلة والقصيرة المدى، وتوجيه الجهود نحو تحقيقها بما يتوافق مع احتياجات الوطن والمجتمع، ومشاركة القيادات التربوية في تصميم وتطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع المستجدات العلمية والتكنولوجية وتلبي احتياجات سوق العمل والمجتمع المحلي، وتوفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لتطوير مهاراتهم وتعزيز كفاءتهم، بما ينعكس إيجابا على جودة التعليم.

 وأكد السعود على مسؤولية القيادات التربوية الماثلة في تشجيع البحث العلمي والابتكار في المدارس والجامعات، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للطلبة والمعلمين على حد سواء، وبناء شراكات قوية مع مختلف قطاعات المجتمع، بما في ذلك القطاع الخاص، والمؤسسات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية لتعزيز التعاون ودعم العملية التعليمية، والعمل على تحسين وتطوير البنية التحتية للمدارس والجامعات، بما يشمل توفير التجهيزات والمرافق الحديثة التي تساهم في تحسين جودة التعليم، ووضع معايير للجودة في التعليم والعمل على تحقيقها من خلال التقييم المستمر وتطوير الخطط التحسينية، والحرص على تبني أفضل الممارسات العالمية.

وشدد السعود على مسؤولية القيادات التربوية في إحداث التغيير الإيجابي داخل المؤسسات التعليمية، وتبني الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، والتكيف مع المتغيرات المحلية والدولية، وغرس القيم الوطنية وتعزيز الهوية الثقافية لدى الطلبة، وتوجيه التعليم لخدمة أهداف التنمية الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن، ووضع استراتيجيات لتحقيق تعليم مستدام يراعي الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ويهدف إلى بناء مجتمع متعلم وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.

وأضاف بأن القيادات التربوية تسهم بشكل كبير في بناء نهضة وطنية قائمة على التعليم والمعرفة، ما يعزز قدرات الأفراد ويمكنهم من المشاركة الفاعلة في تنمية مجتمعهم ووطنهم.

وفي ختام الندوة، التي حضرهل نواب ومساعدو العميد ورؤساء الأقسام وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية وفي برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين وطلبة الكلية، دار حوار موسع مع الحضور أُجيب خلاله عن العديد من الأسئلة والاستفسارات.
المصدر:  أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) قصي الطراونة. 

مواضيع ذات صلة