الجامعةُ الأردنيَّةُ تُطلِق مُلتقى الشَّراكة والتَّوجيهِ والإعداد الوظيفيِّ الثَّالث للمعلِّمينَ في الأردنِّ
عميد كلية العلوم التربوية يؤكد التزام الجامعة بتطوير التعليم وتمكين المعلمين وفق أعلى المعايير العالمية
استمرارًا لدورها الريادي في تطوير التعليم الأردني، نظّمت كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية، ملتقى الشراكة والتوجيه والإعداد الوظيفي للمعلمين في الأردن، بمشاركة واسعة من ممثلي وزارة التربية والتعليم، ونخبة من الأكاديميين، والخبراء التربويين، وشركاء من مؤسسات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى في ظل سعي الجامعة إلى ترسيخ نهج الشراكة الوطنية في إعداد وتأهيل المعلمين، بما يتواءم مع التوجهات الملكية السامية التي أولت التعليم أولوية قصوى، باعتباره القاطرة الحقيقية للتنمية المستدامة.
وفي كلمة افتتاحية ألقاها خلال الملتقى، أكد الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود، عميد كلية العلوم التربوية، أن اللقاء يمثل “محطة وطنية مفصلية نحو تطوير نظام إعداد المعلمين في الأردن، وتعزيز الشراكة الفاعلة بين مختلف الجهات المعنية في صياغة مستقبل التعليم”، مرحبًا بالحضور من كافة القطاعات التربوية والرسمية.
وأوضح الدكتور الزيود أن هذا الملتقى ينسجم مع الرؤية الملكية التي يوليها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي العهد الأمير الحسين، وجلالة الملكة رانيا العبد الله، لملف التعليم وإعداد المعلمين، وهو ما تجسده كلية العلوم التربوية من خلال برامجها ومبادراتها التطويرية الرائدة.
وقال الدكتور الزيود “تفخر كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية بأنها من أوائل المؤسسات الأكاديمية التي انخرطت في تطوير برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين، ليكون نموذجًا وطنيًا متكاملًا يجسّد الرؤى التربوية الحديثة، ويواكب التحولات العميقة في مفاهيم التعليم وأدوار المعلم المعاصر.”
وأشار إلى أن البرنامج أُعدّ وفق معايير دولية حديثة، ويهدف إلى تخريج معلمين يتمتعون بالكفاءة المهنية والمعرفة العميقة، وقادرين على قيادة التغيير داخل الغرفة الصفية والمجتمع المدرسي الأوسع.
كما أكّد أن هذا اللقاء يوفّر منصة حيوية لتبادل الخبرات وتعميق الحوار بين الأطراف المعنية، داعيًا إلى “بناء رؤية وطنية موحّدة وتكامل أدوار يضمن النهوض بمهنة التعليم ويعزز من مكانة المعلم الأردني”.
وسلط الدكتور الزيود الضوء على الأبعاد التطبيقية للبرنامج، موضحًا أن الكلية تتبنّى نهجًا يدمج النظرية بالتجربة الميدانية من خلال ثلاث خبرات عملية مكثفة في مدارس وزارة التربية والتعليم والمدارس الشريكة من القطاع الخاص.
وأضاف “”نحن لا نعدّ معلمًا ناقلًا للمعلومة، بل نُخرّج معلمين باحثين، ممارسين متأملين، يمتلكون أدوات التفكير النقدي، والتخطيط الاستراتيجي، والقدرة على توظيف التكنولوجيا، وبناء بيئات تعلمية محفزة.”
وأشار إلى أن البرنامج يستلهم من التجارب التربوية الرائدة في دول كفنلندا واليابان وكوريا الجنوبية، ويطبّق ممارسات عالمية مثل “دراسة الدرس”، و”التعلم المصغّر”، والعمل الجماعي التشاركي، لتنمية الهوية المهنية للمعلم وتحفيز روح المبادرة والابتكار.
كما شدّد على أن البرنامج يضع التقييم التكويني في قلب عملية التطوير، مع تركيز على التأمل الذاتي والتغذية الراجعة البنّاءة.
وقال في هذا الصدد “نحن نُعدّ طلابنا ليكونوا مهنيين مستقلين، متمكّنين من أدوات البحث العلمي، قادرين على اتخاذ قرارات تربوية مبنية على الأدلة والبراهين، والمساهمة في تطوير الممارسات الصفية والمدرسية، بما يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.”
وأشار عميد الكلية إلى أهمية التطوير المهني المستمر، وربط المهنة بالترخيص المهني القائم على الكفاءة، انسجامًا مع النظم التعليمية المتقدمة، مبينًا أن “الإعداد الأولي لم يعد كافيًا، بل هو بداية لمسيرة تعلم مدى الحياة”.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور محمد صايل الزيود أن التعليم قضية وطنية جامعة، تستدعي تضافر جهود المؤسسات الأكاديمية والوزارات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وقال ” إن إعداد المعلم مسؤولية وطنية مشتركة لا تنحصر بمؤسسة واحدة، وإن الشراكة الفاعلة والتكامل المستمر بين كلية العلوم التربوية وسائر الشركاء التربويين هو الطريق لتحقيق نظام تعليمي أردني متميز قادر على المنافسة عالميًا.”
كما وجّه دعوة مفتوحة لتعزيز التعاون بين جميع الأطراف التربوية “دعونا نعمل معًا، بروح الفريق الواحد، لنقدّم لأبنائنا تعليمًا نوعيًا يليق بمستقبلهم، ونكون نموذجًا يُحتذى في الشراكة التربوية، وفاءً لوطننا الغالي تحت راية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه.”
يُشار إلى أن الملتقى يتضمّن جلسات حوارية وورش عمل يشارك فيها نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف المؤسسات التربوية الوطنية، لمناقشة سبل تطوير برامج إعداد المعلمين، وتعزيز التكامل بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي.
وفي كلمته خلال الملتقى، أشار الدكتور عمر خطاطبة، مدير برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين، إلى أهمية هذا الحدث الوطني الذي يعكس التزام الجامعة الأردنية برؤيتها في النهوض بمستوى إعداد المعلمين، والارتقاء بمهنة التعليم من خلال بناء شراكات استراتيجية وتكاملية بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم.
وأكد الدكتور خطاطبة أن انعقاد هذا الملتقى يجسّد الرؤية الملكية السامية التي تضع التعليم في صميم نهضة الوطن، لافتًا إلى أن البرنامج الوطني للدبلوم العالي في إعداد المعلمين الذي تنفّذه كلية العلوم التربوية، يمثل أحد النماذج الريادية في تأهيل معلم المستقبل، المعلم القادر على التفاعل مع بيئة تعليمية متغيّرة، والمتمكن من مهارات التدريس الرقمية، والمواكب لأحدث الاستراتيجيات التربوية العالمية.
وأضاف أن التعليم هو حجر الأساس في تنمية الموارد البشرية، وأن تمكين المعلم فكريًا ومهنيًا هو الخطوة الأهم نحو بناء مجتمع معرفي متطور، مستشهدًا بالورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، التي أكدت أن “الاستثمار في أبنائنا هو عماد نهضتنا”، موضحًا أن هذا الملتقى يترجم تلك الرؤية من خلال تعزيز التوجيه التربوي وتبادل الخبرات وبناء مجتمعات تعلم مهنية فعالة.
وخلال كلمته، استعرض الدكتور خطاطبة أبرز الإنجازات التي حققها برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين، من أبرزها:
-
الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الاعتماد الوطني (كتابة الدراسة الذاتية للحصول على اعتماد “كيب”).
-
إنجاز ملف تسكين المؤهلات في الإطار الوطني الأردني للمؤهلات.
-
إنشاء مجلس استشاري للبرنامج، وتنظيم ملتقيات سنوية للتوجيه والشراكة.
-
توسيع قاعدة الشراكة مع المدارس لتصل إلى أكثر من 1150 مدرسة حكومية وخاصة.
-
ارتفاع عدد المعلمين الموجهين إلى أكثر من 1700، والمدربين إلى أكثر من 70.
-
إدخال تخصصات جديدة إلى البرنامج، تشمل الدراسات الاجتماعية والتربية الإسلامية، مع التوجه نحو إضافة تخصصات أخرى مثل التربية المهنية والتربية الخاصة.
-
تنفيذ أكثر من 700 زيارة إشرافية وتقييمية خلال العام الحالي، بما يزيد عن 3000 زيارة داعمة للميدان.
-
مشاركة أكثر من 14 باحثًا في المؤتمر السنوي لكلية العلوم التربوية.