انطلاق مؤتمر “كلية العلوم التربوية” بالأردنية 

بدأت اليوم في الجامعة الأردنية، برعاية رئيسها الدكتور نذير عبيدات، أعمال المؤتمر السنوي الرابع لكلية العلوم التربوية“ النظم التربوية في الوطن العربي في بيئة متجددة”، وذلك بحضور عدد من نواب الرئيس وعمداء الكليات وتربويين وأعضاء هيئة تدريس وإداريين وطلبة ومهتمين.

وقال عبيدات، في مطلع كلمة ألقاها، إن التعليم وكفاءته ونوعيته هو ما يغير حياة الناس واقتصاد العالم أو الدول، وهو صاحب القول الفصل في رفاه المجتمعات وتطورها، وحتى يتحقق هذا، أكد عبيدات أنه لا بد من أن نسعى للتغيير في التعليم، حيث أصبحت الجامعات، ومن قبلها المدارس، ملزمة بالتغيير، مشددا على أنها قادرة على ذلك.

وأضاف بأن التحول في التعليم أصبح ضرورة في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، إذ على التغيير في التعليم أن يزيل هذه الفجوة، وأن يوازن بين ما يقدم للغني وذاك الذي يقدم للفقير.

وأكد عبيدات أن الاختيار في نظامنا التعليمي يتسع ويتنوع، وأن التفكير المعاصر في فلسفة التعليم قد تغير واضعا الإبداع والابتكار في مكان متقدم من البرامج والنشاطات التعليمية والتدريبية، لذا أصبحنا بحاجة للتفكير في الطريقة التي سنعد بها شبابنا لمستقبلهم، كما أصبح إصلاح المناهج الدراسية أمرا واجبا، وذلك بالانتقال إلى مناهج عابرة للتخصصات ومجالات التعلم، تماما كما على التجديد أن يشمل التخصصات نفسها، مع ضرورة أن يأخذ التغيير المنشود بعين الاعتبار متطلبات التنمية المستدامة.

وأوضح كذلك أن الأمة وشباب العالم والأجيال القادمة تدعونا إلى العمل برؤية وهدف واضحين؛ إذ لا بد أن تتشكل رؤية جديدة للتعليم في القرن الحادي والعشرين، وأن تدعم هذه الأنظمة الجديدة التعليم الجيد وتطوير التعلم الفردي طوال حياة الفرد، ليكون التعليم قادرا على إشعال نار التعلم المستمر، فضلا عن كون أنظمة التعليم مطالبة بالتركيز على إعادة تشكيل الطالب ووجدانه، ليكون قادرا على حل المشكلات والتفكير الناقد والتزود بمهارات التعليم الناعمة والمهارات المتعلقة بالاختصاص.

بدوره، قال عميد كلية العلوم التربوية الأستاذ الدكتور محمد صايل الزيود، إن عقد المؤتمر ينسجم مع رؤية الجامعة في ترسيخ ثقافة أصيلة للبحث العلمي المنتج والمرتبط بالحاجات التنموية الوطنية والمواكب للاتجاهات البحثية العالمية. وانطلاقا من الدور الريادي الذي قامت وتقوم به كلية العلوم التربوية في خدمة المجتمع الأردني والنظام التربوي الأردني، فمنذ سنوات التأسيس الأولى لها عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين، انطلقت لتكون مؤسسة وطن تحمل رسالة التربية ولواء العلم والمعرفة وبناء الإنسان المتحلي بالفضائل والأخلاق، والمتمكن معرفيا ومهاريا من كل المهارات والكفايات العلمية والتربوية المتخصصة والمواكبة لآخر المستجدات في تخصصات العلوم التربوية.

وأضاف الزيود، خمسون عاما وهذه الكلية تقدم نفسها رافدا أساسيا للمجتمع بالتربية والتعليم وخلاصة ما توصلت إليه الأبحاث الإنسانية، وبعد هذه المسيرة نعتز بما تقدمه من برامج علمية متخصصة في أقسامها الأكاديمية حيث التنوع والتلبية لاحتياجات سوق العمل، وفي هذا الصدد، خرجت معلم رياض الأطفال والصفوف الأولى والمشرف التربوي واخصائيي التربية الخاصة والمرشد النفسي التربوي، والقياس والتقويم وتكنولوجيا التعليم وعلم نفس النمو والمعلم والقيادي التربوي والمفكر والمختص في علم المكتبات والمعلومات والقائمة هنا تطول ويصعب حصر المجالات والتخصصات التي برعت الكلية في طرحها خدمة للمجتمع والوطن ومؤسساته.

وتابع قائلا ”لقد وصلت هذه الكلية لمكانة مرموقة بين نظيراتها على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي وتبوأت ترتيبا متقدما، وصل لأفضل ثلاثمائة وواحد على العالم في تصنيف الكيو أس، وتأخذ على عاتقها مسؤولية أن تبقى في المقدمة بما تقدمه من برامج وخبرات غنية وثرية لطلبتها وللمجتمع من خلال العمل المستمر على تطوير برامجها الدراسية وطرح برامج جديدة متنوعة تلبي حاجات سوق العمل الأردني والعالمي”.

وأشار الزيود ”باشرت الكلية بإعادة النظر في جميع برامجها التي تطرحها على مستوى درجة البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراة لغايات تحديثها وتجويدها، إلى جانب العمل على استحداث تخصصات علمية جديدة تلبي حاجات سوق العمل الوطني والإقليمي ومن ذلك، برامج البكالوريوس في الارشاد الجمعي والتربية الفنية والمهنية والدبلوم العالي في إدارة الأرشيف الرقمي والدبلوم العالي لمعلم البرامج الدولية، والماجستير في السياسات التربوية وعلم الاجتماع التربوي والماجستير في التربية الرقمية، وغيرها الكثير من البرامج التي تواكب التقدم الحاصل في مختلف مجالات وتخصصات العلوم التربوية.

وأكد ”تسير الكلية بخطى واثقة مدروسة علمية في مشروع الاعتماد الدولي من مجلس اعتماد كليات العلوم التربوية الأمريكي (CAEP) والذي نسعى من خلاله الى أن نعزز العمليات والممارسات الفضلى في الاعداد والتأهيل والتمكين للخريجين من كلية العلوم التربوية.

وشدد الزيود على أن انعقاد المؤتمر جاء انطلاق من الإيمان العميق بأهمية البحث العلمي التربوي ودوره الريادي في تطوير معرفة جديدة حول عمليات التعليم والتعلم ولتحسين الممارسة التعليمية، وتشخيص مشكلات الأنظمة التربوية ووضع الحلول العلمية لها، ولدوره في دعم صناعة القرار ووضع السياسات وتطوير الممارسات التعليمية وابتكار التقنيات التعليمية وتطوير المناهج الدراسية والتطوير المهني للمعلمين والمربين والمعلمين وتجويد العملية التعليمية التعلمية وابتكار الجديد الذي يخدم العملية التعليمية، وتطوير البيئات التعليمية، وتطوير البرامج والممارسات والسياسات التعليمية في القراءة والكتابة، والرياضيات وتعليم العلوم، وجودة المعلم، والقيادة التربوية، وسياسة التعليم والتمويل، والإدراك وتعلم الطلاب، وإصلاح المدارس، والتعليم العالي، وتقييم فعالية البرامج أو الممارسات؛ وتطوير فهم أنظمة التدريس والتعلم والتعليم الهادف للارتقاء بجودة التعليم.

كما أشار إلى أننا اليوم ”وطنيا ”و ”وعربيا ”بحاجة إلى أن نعطي البحث العلمي بشكل عام والبحث التربوي بشكل خاص مكانة رفيعة ليكون له دور محوري في معالجة مشكلات الأنظمة التربوية والمجتمعات ولعل أولى المقترحات الجديرة بالاهتمام في هذا الصدد، أن يصبح البحث العلمي خدمة تقدم للمؤسسات والأفراد والمجتمعات على غرار خدمات البحث العلمي والتطوير التي تقدمها مؤسسات عالمية متخصصة في دول العالم المتقدم والتي تعنى وتشارك في البحث والتطوير التجريبي على أساس عقد أو استشارة أو الاستعانة بمصادر وشراكات خارجية في مجالات مثل التكنولوجيا الحيوية والعلوم الفيزيائية والعلوم الهندسية والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم التربوية، ذلك أن مؤسسات خدمات البحث العلمي والتطوير عالميا تنمو بسرعة فائقة نظرا لنمط الحياة والسعي للسير في طريق النهضة والتقدم ومواجهة التحديات.

إلى ذلك، فقد قدم الدكتور راتب السعود، خلال حفل افتتاح المؤتمر، الذي يستمر ليومين، وسيناقش في ثماني جلسات جملة من المحاور التربوية، بمشاركة نخبة من التربويين والمفكرين، ورقة علمية بعنوان“ دور القيادة التربوية في تحقيق الميزة التنافسية وضمان الجودة في الجامعات”.

المصدر: أخبار الأردنية- شؤون تربوية. 

مواضيع ذات صلة