بناء الانسان المتحلي بالفضائل والاخلاقيات!

بناء الانسان المتحلي بالفضائل والاخلاقيات!

زيد محمد عبدالله

حينما يكون النظام التعليمي مبنياً على الأسس التربوية القويمة وتكون له الخطط والاستراتيجيات والإجراءات الواضحة نظرياً وعملياً في العملية التربوية التعليمية  سيكتب له النجاح في بناء الإنسان المتحلي بالفضائل. إن بناء الإنسان المتحلي بالفضائل والأخلاقيات والملتزم بالمبادئ الإنسانية يبدأ من الأسرة التي ينبغي أن تكون مؤهلة لتربية أبنائها تربية سوية. وتقوم الأسرة على بناء اللبنات الأساسية للطفل أخلاقياً وقيمياً ودينياً وثقافياً، وبناءً على هذا فإن الأسرة -في ظل هذا الحراك العالمي والتطور المهول وانفتاح الثقافات- ينبغي عليها بناء نظام حماية لأبنائها مبني على تفهيمه معنى الحرام والعيب والواجب والمباح لكي يكون متنوراً عقلياً في مواجهة التيارات المخالفة لطبيعة المجتمع، وحينما يكر سيذهب إلى المدرسة وهنا  يبدأ بالولوج إلى عالم آخر له دور مهم في تكوين شخصيته.

وان على الأنظمة التربوية والتعليمية أن لا يقتصر دورها على استهداف الطلبة –بمختلف أعمارهم- بل تأخذ جانب التعاون والتداخل مع جميع شرائح المجتمع مثل المنظومة الإعلامية وعلماء الدين؛ لن هذه الجهات لها ارتباط وتأثير مباشرين على الناس وثقافتهم واكتسابهم للأخلاق والفضائل والمحافظة عيها، وكذلك ينبغي للأنظمة التربوية والتعليمية أن يكون لها تأثير على بقية شرائح المجتمع مثل الموظفين والعمال والتجار وغيرهم وأن يهيئوا فرصاً وآليات لإيصال المبادئ والقيم الإنسانية وتأصيلها وتثبيتها لديهم؛ لأنهم المربون للأسر.

كذلك لا بد من تدعيم هذه القيم والتكاتف مع القائمين على تشريع القوانين وتطبيقها أقصد الجهات التشريعية والرقابية والمحاسبية لوضع إجراءات تحافظ على الأخلاقيات والمبادئ وتجتب الناس الخطأ، ومما يساعد على تطبيق هذه الأمور وتكوين مجتمع أراده ملتزمون بالقوانين والتشريعات والعادات والتقاليد المجتمعية التوعية بخصوص الرقابة الذاتية.

بعد التكاتف بين القائمين على أنظمة التربية والتعليم وبين هذه الجهات سنكون قد أنشانا أشخاصاً قائمين بتكوين أسر ورعايتها ملتزمين بالمبادئ والأخلاق الدينية والمجتمعية يمكن أن يصنعوا جيلاً صاحب التزام بالخلاق.

في هذه المرحلة ينبغي أن يجد في المؤسسات التعليمية إجابات عن كل التساؤلات، وحلولاً لكل الإشكالات وتعاملاً بنائياً يرسخ لديه الأخلاق الحسنة والمبادئ الصحيحة. لذلك ينبغي على القائمين على الأنظمة التربوية والتعليمية ما يلي:

تهيئة المعلمين والمربين الكفوئين المؤهلين تأهيلاً عالي الجودة من ناحية المادة العلمية والخلاق والمبادئ ولديهم التجارب والخبرة الكافية للتعامل مع الجيل وبنائه بناءً صالحاً.

الاعتناء بإدارات المؤسسات التعليمية وتسليمها لقياديين لديهم خطط تطويرية إبداعية ويحافظون على المدارس ولهم اهداف نابعة من الدين والخلاق المجتمعية ولا يتأثرون بالثقافات الخارجية والأفكار والتغيرات المنحرفة، وأهم من ذلك أن يكون تعاملهم فيما بينهم ومع الطلبة مبنياً على التطبيق العملي للنظريات الإدارية والأخلاقية والتعامل بالمبادئ الإنسانية والعدالة والمساواة واحترام رأي الآخر فهذا يرسخ الأخلاف والقيم لدى المتعلمين وقد قال الشاعر:

لا تنه عن خلق وتأتي مثله          عار عليك إذا فعلت عظيم

بناء المناهج وفق المعايير عالية الجودة والدقة من ناحية دقة المعلومات ووفرتها وبيان الحقائق وجعله متكاملاً حتى لا يبقى فراغ في ذهن المتعلم أو إشكال يدعوه للذهاب إلى الثقافات الأخرى التي قد تشوش ذهنه وفكره، وكذلك ينبغي ربط المناهج بواقع الطالب الذي يعيشه لا أن يصور له واقعاً مثالياً لا يجده امامه فيؤدي ذلك إلى العيش بوهم وتناقض يؤدي إلى تخليه عن مبادئه واخلاقه مقابل أي تيار يقابله.

ضبط القانون وتحقيق العدالة والمساواة في تطبيقه، فهذا يسهم في تعميق انتماء الفرد إلى بلده ومجتمعه وهو ادعى إلى غرس الرضا في نفس الفرد تجاه مجتمعه.

تحقيق الاكتفاء الذاتي لدى الفرد من ناحية مواكبة التكور العصري التكنلوجي والثقافي وغير ذلك ولكن المقنن بضوابط الدين والأخلاق والمبادئ المجتمعية.

إن ما تقدم بعض الأفكار التي قد تسهم في بناء الإنسان المعاصر المتحلي بالفضائل والأخلاقيات والمبادئ الإنسانية.

مواضيع ذات صلة