نتائج جائزة قطر العالمية لحوارات الحضارات

أعلنت اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية الفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات – الدورة الثالثة 2020/2021، والتي نظمت بالتعاون بين كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات. 

وقد تحدث في الاحتفالية التي أقيمت في النادي الدبلوماسي كل من: سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، وسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، والدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، وتخلل الحفل الإعلان عن موضوع الدورة الرابعة للجائزة 2022/2023، ومشروع تعاون بين كلية الشريعة عبر كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات والمعهد الديبلوماسي.

وقد تم اختيار عنوان «دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية» ليكون موضوعًا للدورة الثالثة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات 2020-2021، ضمن مجال من المجالات التي تعمل عليها دولة قطر في ملف حوار وتحالف الحضارات، وهو مجال الإعلام، وتم الإعلان عنه في مختلف المواقع والوسائط الإلكترونية للجهات المتعاونة ووسائل الإعلام في شهر مايو 2020. وقد أعقبه تشكيل اللجنة العلمية التي أشرفت على تحكيم أبحاث هذه الدورة، والتي تشكّلت من الأعضاء الآتية أسماؤهم بعد موافقة سعادة د. أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات، وفضيلة الدكتور إبراهيم بن عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية المشرف العام على الجائزة.

وقد تم الاتفاق على حجب الجائزة الأولى لعدم وجود أبحاث محقِّقةً لمعايير التميّز المستحقّة لقيمة ومكانة الجائزة رمزيًا وماديًا؛ بإجماع أعضاء اللجنة العلمية، وأيضًا أعضاء لجنة التحكيم الخارجية، مع الإشارة إلى أن الأبحاث الأخرى الفائزة جيدة، لكنها لم ترتق إلى درجة الامتياز الذي يخوّلها الفوز بالمرتبة الأولى. 

الفائزون بالجائزة، الفائز بالمركز الثاني هو بحث «دور وسائل الإعلام في الوقاية والحد من الكراهية وبناء التعاون الحضاري في أفق التأسيس لحضارات متعاونة» للدكتور عبدالكريم القلالي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس – المملكة المغربية، ويحصل على 90,000 ريال قطري.

والفائز بالمركز الثالث هو بحث «خطاب الكراهية وإشكالية التواصل الحضاري من خلال مشروع محمد عمارة الإصلاحي» للدكتور علي بن مبارك من كلية المجتمع في الدوحة – قطر، ويحصل على 45,000 ريال قطري.

ويحصل بحث «دور التواصل الحضاري في تعزيز العيش الإنساني المشترك» لـ أ. د خليف مصطفى حسن غرايبة من جامعة البلقاء التطبيقية – الأردن، وبحث «شبكات التواصل الاجتماعي وآثارها في تفعيل الخطاب الدعوي للحد من خطاب الكراهية وتعزيز التعايش الإنساني المشترك» للدكتور عبدالسلام رياح على جائزة تشجيعية بمبلغ 10,000 ريال قطري وطباعة البحث.

وسيكون موضوع الدورة القادمة – الدورة الرابعة لجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات 2022/2023 هو «حوار العلوم: نحو إطار حضاري للتكامل المعرفي» ضمن مجال من المجالات الأربعة التي تدور حولها خطة الدولة في مجال حوار وتحالف الحضارات، وهو مجال التعليم، وستعمم ديباجته المشتملة على المحاور والمعايير والشروط في المواقع والوسائط الإعلامية والإلكترونية في شهر مارس 2022.

أعمال بحثية مميزة، وفي كلمته، قال سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية نائب رئيس اللجنة القطرية لتحالف الحضارات: نحتفل في هذا اليوم بالإعلان عن الفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات في دورتها الثالثة (2020-2021) التي جاء استحداثها في إطار تنفيذ الأهداف المعلنة في خطة دولة قطر لتحالف الحضارات (2018-2022)، وأكدت على توفير جوائز تقديرية للأعمال البحثية المتميزة وتمويل الأبحاث الرصينة في الحوار بين الحضارات.

وأضاف الحمادي أن جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات قد أطلقت عام 2018 كثمرة من ثمار التعاون بين اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية وجامعة قطر، ممثلة بكرسي منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

وأشار إلى تخصيص الجائزة في دورتها الثالثة لأحسن دراسة تتحدث عن «دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية» في إطار جهود دولة قطر على الصعيدين المحلي والدولي في قضايا الحوار الحضاري والتواصل الثقافي ومعالجة الفكر المتطرف، تجسيداً لأهداف وغايات رؤية قطر الوطنية 2030 التي دعت إلى رعاية ودعم حوار الحضارات، والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة.

وأوضح أن جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات تهدف إلى تكوين نخب ذات كفاءة عالية لتعزيز قيم الحوار والتعايش من خلال البحث العلمي الرصين، ونشر وتأصيل ثقافة التسامح والتعايش السلمي، وقادرة على صياغة وعي وثقافة للحوار طبقاً للواقع المتجدد. وفي هذا الإطار، وقال إن الجائزة قطعت خلال السنوات الأربع الماضية شوطاً كبيراً، وباتت محط اهتمام الدوائر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والنخب الفكرية من مختلف الثقافات، وأخذت تستقطب الباحثين من مختلف دول العالم، وهو ما يتجسد في زيادة عدد المتقدمين لها من مختلف قارات العالم، وهذا بالتأكيد يضاف لرصيد دولة قطر التي كانت في مقدمة دول العالم في دعم مبادرة الأمم المتحدة تحالف الحضارات، حيث استضافت العديد من الفعاليات المهمة في مقدمتها المنتدى الرابع لتحالف الأمم المتحدة للحضارات عام 2011، وبرنامج وفد زمالة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات طيلة الفترة (2011-2019).

تعاون مثمر، وفي كلمته بهذه المناسبة، أشاد سعادة الدكتور حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، بالتعاون البناء بين الجامعة ووزارة الخارجية والأسيسكو الذي أثمر مثل هذا الجهد الكبير، وقال: «يسعدنا اليوم أن نشهد سويا الاحتفاء والاحتفال بالفائزين بجائزة قطر العالمية لحوار الحضارات في دورتها الثالثة في موضوع (دور وسائل الدعوة والإعلام في ترسيخ قيم التعايش والحد من خطاب الكراهية)، هذه الجائزة التي تبنتها جامعة قطر واللجنة القطرية لتحالف الحضارات في وزارة الخارجية ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) منذ أربع سنوات، وقصدتْ تحقيق أهداف ومخرجات تعليمية وبحثية وتنموية متنوعة، تكون في مقام القوة الدافعة لطاقات الشعوب نحو تحقيق التقدم والازدهار والانفتاح على الآفاق الإنسانية، وإشاعة ثقافة الوئام والتسامح والتعايش والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب».

وأضاف رئيس الجامعة أن هذا الإنجاز الجديد يأتي في سياق الحراك الأكاديمي والعلمي والبحثي الكبير الذي تشهده جامعة قطر، تتويجًا لمسار استراتيجي بدأتْه منذ سنوات، تحققت من خلاله وفي وقت قصير إنجازات نوعية ومكاسب متميزة، في مجالات التعليم والبحث وخدمة المجتمع وأولويات الدولة والأمة. ولعل من أبرز هذه الإنجازات في مجال البحث وتنمية المجتمع ما تنجزه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عبر كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات من مبادرات، ومن أهمها: جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات التي انتشرت وتوسّعت لتشمل القارات الخمس من حيث المشاركة، والمشروع البحثي الاستراتيجي الدولي: مشروع موسوعة الاستغراب، الذي سنحتفل قريبًا إن شاء الله بصدور الأجزاء الأولى منه.

وتقدم رئيس الجامعة بخالص الشكر للجهات المتعاونة في إنجاز هذين المشروعين العلميين وغيرهما من المشاريع الرائدة في وطننا وإقليمنا، وفي مقدمتها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية التي ما فتئت تدعم مختلف المبادرات التي تتبناها وفق الرؤية الوطنية للدولة 2030.

وأشاد بجهود منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في دعم مختلف مبادرات جامعة قطر في مجال الحوار الحضاري، وقدم شكره الجزيل للمعهد الديبلوماسي على تعاونه في تنظيم هذه الاحتفالية وفي مختلف المبادرات التي سيتم تنفيذها مستقبلا بحول الله.

جهود جامعة قطر، وتحدث الدكتور إبراهيم الأنصاري، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، عن جهود الكلية خلال الفترة المنصرمة في تحضير وتجهيز هذه النسخة من الجائزة، وقال: لقد واكبت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر جهود دولة قطر في ملف تحالف الحضارات، وأسهمت من خلال التوجيهات الرشيدة والدعم المستمر لقيادة الجامعة في تطبيق بنود الرؤية الوطنية 2030م، وخطة الدولة في هذا الملف للخطة الأولى (2013م-2016م)، والثانية(2017م-2022م)، وصولاً إلى إبرام شراكة وتعاون مع جهات عدة، من أبرزها اللجنة القطرية لتحالف الحضارات بوزارة الخارجية، استجابة لمذكرة الأمانة العامة لمجلس الوزراء المحولة لجامعة قطر والمؤرخة بتاريخ (26/9/2013م)، والتي نصت على أن تتولى الجهات المختصة العمل على تحقيق أهداف الدولة في ملف حوار وتحالف الحضارات؛ وخاصة الهدف الأول في مجال التعليم.

كما تحدث عميد كلية الشريعة عن مشروع تعاون جديد مع وزارة الخارجية، من خلال المعهد الدبلوماسي، حيث تم الاتفاق المبدئي على طرح دبلوم تدريبي دولي في «الحوار والتواصل الحضاري»، لصالح طلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) ولمختلف التخصصات الشرعية والإنسانية والاجتماعية ذات الصلة بموضوع حوار وتحالف الحضارات، بالتعاون بين جامعة قطر ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمعهد الديبلوماسي الذي سيستضيف الحصص التعليمة للديبلوم طيلة أربعة أشهر، قاصدين تحقيق أهداف ومخرجات تعليمية وتنموية، تسهم في تكوين عالٍ لطلبتنا يمكِّنهم من التأطير والتدريب الفعّال في هذا الموضوع الاستراتيجي، داخل قطر وخارجها، ويزودهم بمعرفة متينة ومهارات متميزة في فن إدارة الأزمات والصراع والحوار في بيئات متعددة ومتنوعة، في سياق ما بات يُعرف بالديبلوماسية الناعمة، والتي تتميز بها سياسة واستراتيجية دولتنا الحبيبة.

المصدر: صحيفة الوطن القطرية. 

مواضيع ذات صلة