طفل من كل (5) يتعرض لمشكلات نفسية في حياته الأكاديمية
طفل من كل (5) يتعرض لمشكلات نفسية في حياته الأكاديمية
أكد أستاذ ومستشار العلاج الدوائي السريري الدكتور ضرار بلعاوي على ضرورة دمج الصحة النفسية ضمن المناهج المدرسية لزيادة توعية الطلاب حول المرض النفسي والتغلب عليه.
وأضاف في تصريح ان الأطفال والمراهقين ليسوا بمنأى عن الإصابة بمختلف الاضطرابات النفسية، حيث ان ثلث المراجعين للعيادات النفسية هم من الأطفال، والاحصائيات تشير بأن طفل من كل 5 اطفال يتعرض لضغوطات ومشكلات نفسية في فترة حياته الأكاديمية، وبالتالي فإن دور المدرسة بالتعافي من المرض النفسي واكتشافه لدى الطلاب هو اساسي وحجر زاوية، بالإضافة للمساهمة برحلة العلاج لهؤلاء الاطفال والمراهقين الذين لديهم هذه الاضطرابات.
واعتبر ان كثيرا من المشكلات والاضطرابات النفسية بدات تظهر مؤخرا في مجتمعنا عند الكبار والصغار، وهي حالة نفسية او عقلية تنتاب الشخص وتؤثر في مزاجه وتفكيره وسلوكه، كاضطرابات المزاج وتشمل (الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب)، واضطرابات القلق وهي انواع كثيرة منها الهلع وما بعد الشدة بعد الجوائح والكوارث والاغتصاب، واضطرابات الأكل واضطرابات الذهان منها الشيزوفينيا.
وأوضح بلعاوي انه من الطبيعي ان يمر نسبة من المواطنين بأي بلد بهذه الاضطرابات، لكن بسبب جائحة كورونا وتداعياتها والظروف النفسية والاقتصادية، وانتشار الانترنت والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، أصبحت الاضطرابات النفسية اكثر انتشارا وبشكل ملحوظ.
أثر جائحة كورونا
وفيما يتعلق بآثار الجائحة النفسية على الطلاب، بين بلعاوي انه كان لها دور كبير في زيادة الضغط النفسي واصابة الاطفال وطلاب المدارس باضطرابات نفسية، إما بسبب اصابتهم بالفيروس، فحسب الدراسات من الممكن ان تتسبب لهم بمتلازمة ما بعد كورونا، والتي تشمل أعراضها الاضطرابات نفسية او الاكتئاب او المزاجية او القلق، او بسبب الاغلاقات التي حدثت خلال الجائحة وما رافقها من تخويف وقلق.
وأضاف ونحن نتعافى من جائحة كبيرة جدا لمدة ثلاث سنوات تقريبا، فإن دور المدرسة بالتعافي من المرض النفسي اساسي وحجر زاوية، خصوصا ان هذا جزءا من الخطة الوطنية للتعافي التي وضعتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وبالتعاون مع usaid، لأن الطالب يقضي بالمدرسة وقتا ليس بالقليل مع معلميه وزملاؤه، وهذا بالتالي يؤثر ايجابا او سلبا على اكتشاف المرض النفسي لديه.
سلوكيات تنذر بوجود اضطرابات نفسية
وعن السلوكيات التي تنذر بوجود اضطرابات نفسية عند الطالب، أشار بلعاوي الى هناك سلوكيات تعتبر جرس انذار يجب تشخيصها والانتباه اليها ومراقبتها، مثل الشعور بالحزن والاكتئاب طول الوقت، التشتت وضعف الذاكرة، ضعف القدرة على التركيز، الشعور المتزايد بالخوف وعدم الامان، الشعور المبالغ فيه بالذنب، تقلبات المزاح الحادة، الانسحاب من الحياة الاجتماعية، عدم القدرة على تحمل ضغوطات الحياة الاعتيادية، مشكلات بالنوم بالأكل، والوصول للتفكير بالانتحار، والتي من الممكن ان تؤدي لأن يقدم على الانتحار فعلا، وهذا ما اصبحنا نسمع مؤخ?ا عنه من خلال الجرائم التي ارتكبت بالمملكة مؤخرا.
ودعا المعلمين الى الانتباه على اعراض عند طلابهم، مثل ملاحظة ان يكون بعض الطلاب شديدي الحزن والاكتئاب والسوداوية وانسحابهم من الانشطة الاجتماعية، فإذا استمرت لفترة طويلة، يجب على المعلم التقط هذه الاشارات ونقلها للاخصائي النفسي والاهالي لمتابعة الحالات.
ايضا ملاحظة الطالب الذي يتحدث دائما وبجدية عن الحاق الأذى بنفسه او بالآخرين، بالإضافة لنوبات الذعر والهلع أوالخوف غير المبرر، وإظهار سلوكيات عنيفة تجاه الطلاب الاخرين، ومراقبة الطالب الذي لا يتحكم بانفعالاته أو عدم السيطرة عليها، بالإضافة لظهور اضطراب الأكل عند البعض كتناول الطعام بكثرة او الامتناع عنه وزيادة الوزن بشكل كبير او خسارته بشكل ملحوظ.
ونوه بلعاوي الى ان ليس كل شخص حزين هو مكتئب، وليس كل خوف يعني قلق، فالاضطرابات النفسية لها تعريفات علمية معروفة متوافق عليها من قبل علماء في الطب والعلاج النفسي، لكن اذا استمرت هذه الاعراض لاكثر من اسبوعين، فإنها تدل على ان الشخص دخل باضطراب نفسي يستدعي التدخل الطبي للعلاج.
الصحة النفسية ليست رفاهية
شدد بلعاوي على ان الانتباه لحالة الطفل النفسية والعقلية من قبل الاختصاصي الاجتماعي والادارة بالمدرسة والمعلمين ليست رفاهية، انما مطلب اساسي طبي اجتماعي مهم جدا ان يكون، وله ترتيبات معينة، حيث تبدأ أعراض وآثار المرض النفسي بالظهور خلال فترة الطفولة والمراهقة، فكلما اكتشفنا المشكلة مبكرا استطعنا حلها بصورة افضل، وكلما تأخر علاج المرض النفسي حله أصبح صعبا.
واعتبر ان حل المشكلة النفسية، يساعد الطالب على النجاح والتركيز في والاستمرار في حياته الاكاديمية، والمساهمة في تنمية المجتمع ومساعدة غيره، بدلا من ان يصبح عالة او يؤثر سلبا على نفسه وعائلته والمجتمع، ومن الضروري ان يكون لكل فرد او عضو من الهيئة التعليمية دور في اكتشاف الاضطرابات النفسية عند الطلاب ومساعدتهم.
دور المعلم في التعافي
طالب بلعاوي المعلمين لاتخاذ خطوات مهمة والتدرب على التعامل مع الاطفال الذين لديهم اضطرابات نفسية، وتشجعيمه على التحدث عن مشكلاتهم اما بالكلام او الرسم وغيرها، فيجب ان يكون مستمعا جيدا، ويولي اهتمام كبير لشعور الطفل.
ومن الضروري وفق بلعاوي ان يتحدث المعلم عن الجانب الجيد من المشكلة النفسية التي تواجه الطالب، وان يضع الطلاب بوضع روتنيي صحي لحياتهم، ويحسن من مزاجهم ويقلل من التوتر والقلق اللي لديهم، عن طريق الرياضة وممارسة الهوايات، ودمجهم تدريجيا في الأنشطة المدرسية مع زملاؤهم، حتى يعيدوا نظرتهم لحياتهم بطريقة مناسبة، والتقليل من اضطراباتهم النفسية.
للنظام التعليمي دور بالصحة النفسية
دعا بلعاوي الى ضرورة تدريب الكادر التعليمي على كيفية اكتشاف المشكلات النفسية لدى الطلاب مبكرا، وكيفية التعامل معها باختلاف طبائعهم وشخصياتهم، والحرص على ان تكون البيئة التعليمية صحية خالية من الضغوطات والعنف والضرب، بالإضافة لفتح المدرسة لقنوات مع عيادات او مؤسسات او مستشفيات، تقدم الخدمة النفسية للطلاب او للاهالي، وإقامة حملات توعية من وقت لاخر لزيادة وعي الطلاب حول المرض النفسي والتغلب عليه، والحفاظ على صحتهم النفسية عند تعرضهم للضغوطات بالحياة.
ونادى بأن يكون هذا الدور بشكل عملي وواضح وصريح، ويطبق على أرض الواقع، من خلال وضع بروتوكولات لحماية الاطفال من كورونا، او تشجيعهم على عرض افكارهم لتجنب المخاطر، وكيفية تعويض الفاقد التعليمي خلال الجائحة، وتحديد المشكلات النفسية لديهم، وعدم هدر المال لخطط لا جدوى لها، ناهيك عن طلب المساندة من متخصصين بالصحة النفسية وعلم النفس وشراء خدماتهم، عمل تقييمات للصحة النفسية عند الطلاب.
المصدر: الوقائع الإخبارية.