معلم المستقبل
معلم المستقبل
أماني عبدالعزيز حنتولي
إن التعلّم الفعّال الذي اوجدته المدرسة الذكية مدرسة المستقبل ، تطلّب وجود مجموعة من الخصائص لدى المعلّم الفعال معلّم المستقبل، يجب أن يتمتع بها ويتقنها ، ومنها: امكانية وقدرة الاستماع والاصغاء لتلاميذه ، وايجاد الوقت الكافي للعناية بهذا الجانب والانتباه له، و إظهار الرقة والعطف والتشجيع في التعامل مع تلاميذه مما يُعزز لديهم الرغبة في التعلّم، و الاهتمام بالعلاقات الانسانية بين النعلم والتلاميذ والحرص على متانة الصلة بينهم والمصداقية في تعامله معهم وفق نموذج من الانصاف والمساواة والاحترام المتبادل كاساسيات للتعليم الفعّال، و يُظهر المعلّم الفعّال حماس تجاه التعلم والمعرفة مما يزيد من فعالية التلاميذ ويقوي ارادتهم للبحث عن المعرفة، و ان يُظهر المعلّم الفعّال اتجاهات وسلوكات ايجابية للحياة والتعلّم، و إيمان المعلّم الفعّال بمهارات وقدرة تلاميذه على التعّلم واكتساب المعارف وتجريبها ، يُضفي قوة الارداة في العملية التعليمية، و أن يكون المعلّم الفعّال قادراّ على التخطيط للموقف التعليمي داخل الصف ، فيدير العملية التعيمية بفعالية وتنظيم ، وينجح في تحقيق التوازن في تنويع الاساليب والانشطة التعليمية داخل الصف و خارجه، و أن يتمكن المعلّم الفعّال من استخدام اساليب وطرق واسترايتيجات متنوعة في العملية التعليمية ، كالمجموعات المرنة والتشاركية والمجموعات التي تدعم الفروقات الفردية بين التلاميذ، و أن يتبع المعلّم الفعّال منهجية حث التلاميذ على حب المعرفة والبحث عنها وفق مصار معرفية متعددة والابتعاد عن المنهج التلقيني والحفظ، و يوفر المعلّم الفعّال اساليب الحوار والنقاش والتأمل في الممارسات والمواقف التعليمية وحرية ابداء الرأي والتشارك فيها . ( كاظم ، 2010 : 610 ) .
أدوار معلّم المستقبل
تفرض مدرسة المستقبل دوراً جديداً لمعلّم المستقبل عليه من خلال هذا الدور ان يُتقن مهارات التعلّم الذاتي ، ومهارات التواصل مع التلاميذ ، والإلمام بمعارف العصر وتقنياته ، والعلوم الحديثة ، و طرق استخدام التكنولوجيا في التعليم ، كما عليه أن يكون قادراً على عرض المنهج التعليمي بأساليب وطرق ممتعة وجاذبة وفعّالة ، والقدرة على إدارة الصف بشكل مميز للحفاظ على البيئة الصفية الايجابية ، كما على معلّم المستقبل أن يكون لديهِ نظام لتقييم وتقويم التلاميذ بشكل مستمر أثناء العملية التعليمية وبعدها لمعرفة النتائج وانجاح تحقيقها ، وعندها سيتم دور معلّم المستقبل بالسمات والشكل التالي :
-
معلّم المستقبل ( المرسل ) : أي أنه من يقوم بتعليم التلاميد المعارف والمعلومات والمفاهيم ذات الصلة بالمواد والمناهج التعليمية .
-
معلّم المستقبل ( المدرّب ) : أي أن يكون مسؤول عن تدريب تلاميذه على استخام مصادر المعرفة المتعددة والاجهزة التقنية والتكنولوجية التي تخدم العملية التعليمية ، وأن يكون موجه ومرشد لهم في عملية التعّم الذاتي .
-
معلّم المستقبل ( النموذج ) : بأن يُمثل بنفسه نموذجاً لتلاميذه يحاكي به استخدام التكنولوجيا الحديثة واستخدام التقنيات الحديثة والبحث عن مصادر المعرفة والتجريب والتطبيق من خلال الاشياء والأدوات وبالتالي هو مثال ونموذج لتعزيز التعلّم والمعرفة لتلاميذه .
-
معلّم المستقبل ( متخذ القرار ) : اي يكون المعلّم متمكن من وضع البدائل الافضل ، واتخاذ القرار الرشيد في الموقف التعليمي ، و تعزيز التعلّم . ( العبري ، 2012 : 26 ) .
مهمات معلّم المستقبل
إن أي إصلاح تربوي أو تجديد للنهج التربوي ، يتطلب معلّم يُحقق ويُتمم هذا التعليم والنهج الجديد ، ويكون له انعكاس وتأثير على تلاميذه بشكل فعال ومستمر ودائم ، ولهذا فعلى معلّم المستقبل أن يُولي النتائج الايجابية أهمية كبيرة ، خاصة التي تتعلق بسلوكياتهم وتصرفاتهم خلال الموقف التعليمي ، ومع علاقاتهم داخل وخارج المدرسة ، بالاضافة الى اتجاهاتهم نحو التعلّم والمدرسة الجديدة ، ومن مهمات معلّم المستقبل :
-
أن يمتلك الفهم العميق والأصيل حول مهماته نحو مجتمعه ودولته ، وأن يُحاكي ويُجسّد هذه المفاهيم والاتجاهات والمهمات من خلال الانشطة والمواقف التعليمية ، من دوره كمنظم وموجه وقائد لهذه العملية ومصدر للمعرفة والعلم .
-
يجب على معلّم المستقبل أن يُجدّد ويحدّث معلوماته ومعارفه بشكل مستمر ودائم ، لما يشهده العصر من توالي وتطوّر هائل ومتسارع في العلم والمعرفة والتقنية .
-
من ضمن مهمته ودوره الجديد في مدرسة المستقبل ، أن المعلّم أصبح المرشد والموجه لتلاميذه ، والقادر على على اكتشاف ميولهم وقدراتهم ومواهيهم ، بما يتضمنه السياق التعليمي والتربوي.
-
من مهمات معلّم المستقبل التربية على مبادئ الديمقراطية وروحها والتعامل مع طلبته كشركاء في العملية التعليمية ، والمشاركة بآرائهم حول المواد التعليمية والمعارف المطروحة ، فلم يعُد المعلّم مصدر المعرفة الوحيد ولا السلطة الوحيدة في الموقف التعليمي .
-
من مهمات معلّم المستقبل أن يكون فعّال و نشيط بالتفاعل مع محيطه ومُلّبي لمستقبله .
