الدكتور طلال ابو غزالة
الدكتور طلال ابو غزالة
غيداء هشام ابو حماد
مقولة قالها طلال أبو غزالة في تعبير له عن قصة نجاحه وهي: “أشكر الفقر؛ لأنّه اضطرني أن أكون الأوّل في كلّ مراحل تعليمي لكي أحصل على منحة مجانية، مما جعلني على ما أنا عليه الان”، إنّه طلال أبو غزالة الملقّب بـ: قائد المحاسبة العربية، ويلقّبه موظّفوه بـ: المعلّم.
رجل تناقلت الأقلام قصته وطرق كفاحه والتحدي والإرادة التي اتصف به من خلال عمله المتواصل وكفاحه الذي تكلل بالنجاح، هو شخصية عربيه فلسطينية أردنية، آمن برسالة سامية محورها الإنسان فكان شعاره : (( بأن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما تطور بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ولا يكون الغد كما هو اليوم )).
وكان على درجة كبيرة من القناعة بأن الإنسان بال رغم شعوره في كثير من الأيحان باليأس والإحباط إلا أن عليه أن يحول كل ما هو متوقع من هذه الحالة من إحباط ويأس إلى نتيجة عكسية يملؤها الأمل والتفاؤل والتحدي والإصرار والإبداع والنجاح. فنجاح الدكتور طلال أبو غزالة اليوم وموقعه اليوم أكبر شاهد على ما تقدمنا به ليس مجرد حروفا على ورق وإنما قصة كفاح ونجاح رائعة . لقد خاض طلال أبو غزالة سلسلة متواصلة من الجد والكفاح المستمر والعمل والانجاز المتميز بل وقدوة لكل إنسان مجد ومثابر ومنتمي لبلده وأمته وقضيته وإنسانيته .
كان أول مبلغ كبير تقاضاه 500 جنيه مصري، وهي قيمة جائزة أدبية عن قصة قصيرة، لكن الجائزة لم تدفع تجاه الأدب، بل تجاه عالم الأعمال والمحاسبة ليترأس اليوم اللجنة الدولية التي تشكلت بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة للمؤهلات المهنية والاعتراف بالشهادات المحاسبية، إضافة لتأسيسه مجموعة “أبو غزالة” للملكية الفكرية ومؤسسات أخرى لها ثقلها الآن في المنطقة. كل ذلك لم يتعب أبو غزالة. وقد شعر أبو غزالة بوفرة الالمال والغنى لأول مرة في حياته عندما تسلم هذه الجائزة، وهو مبلغ لا يستطيع استيعابه أو يتخيله وقتها، والجائزة كانت من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بين طلاب وطالبات الجامعات والمعاهد العليا للقصة القصيرة عن العام الدراسي 1957 ـ 1958، وكانت القصة التي كتبها بعنوان (الصدى اللعين) تحمل فكرة متقدمة، عالج فيها إرهاق شاب يعيش واقع اللجوء والإحباط من عالم عربي مهزوم يصارع من أجل فهم الحقيقة والحياة ويتطلع بأمل نحو المستقبل.
كانت عائلته تقيم في جنوب صيدا بمخيم الغازية فللي لبنان، كان يسير من البيت للمدرسة مشياً على الأقدام لمدة ساعتين في الحر وتحت الأمطار والثلوج، وكانت رحلته تبدأ منذ الخامسة صباحاً، وفي بعض الأيام كان اصحاب السيارات الذين ينقلون الخضر يحملونه معهم مجاناً، هذا إذا كان محظوظاً في ذلك اليوم، ويرسم أبو غزالة الصورة المختلفة اليوم في نظرته للأمور ويقول، إن متعة المعاناة تظهر في الوصول إلى الهدف من خلال العمل، حيث يقول: “إن الساعات الطويلة التي كنت أمشيها لزيارة أهلي خلال دراستي الجامعية، وقبلها بين المدرسة والمنزل أفادتني صحيا الآن، حيث لا أشتكي من أي مرض، والحمد لله إلا من أن ساعات العمل قصيرة، لا يجوز للإنسان أن يستريح، ويمكن أن يتم ذلك بتغيير نوع العمل، فالعقل لا يحتاج إلى راحة، أما راحة العينين فهي بتغيير المنظر”.
المرجع
-
طلال ابو غزالة قصة نجاح ولدت من الصفر، صفحة مال وأعمال، اطلع عليه بتاريخ: 26/5/2012 على الرابط: