أنس عمارنة: يطلق مشروعه الريادي “بعيون أهل البلد” للتنمية السياحية وخدمة المجتمعات المحلية
أنس عمارنة: يطلق مشروعه الريادي “بعيون أهل البلد” للتنمية السياحية وخدمة المجتمعات المحلية
تميم محمد الزيود
الأردن بلد يزخر بالمنتج السياحي الفريد والذي يحتاج لجهود كبيرة لإبرازه وتسويقه وتحويله لصناعة وسلعة مربحة على غرار ما قامت به العديد من دول العالم. ولعل من أبرز الأدوات التي من الممكن أن تسهم في دفع السياحة لتكون صناعة وطنية قيام بعض الشباب الأردني بابتكار مشاريع سياحية رائدة بدافع وطني ورغبة في التفكير خارج الأطر التقليدية.
شؤون تربوية التقت أنس عمارنة الذي قدم مشروع ريادي مبتكر ويصفه ” ” بعيون أهل البلد مشروع سياحي مجتمعي يوصف بأنه نموذج للسياحة البديلة العادلة والمستدامة ويهدف لتصميم خارطة للسياحة البديلة التي من شأنها أن تدعم خارطة السياحة التقليدية المعتمدة من وزارة السياحة ومن أهم أهدافه منح خيارات عدة للزائر للتعرف بعمق على المجتمع ويتضمن ذلك إطالة فترة إقامة السائح في الأردن وتعزيز علاقته مع المجتمع وتحفيز انتمائه للأردن كوجهة سياحية بما يعزز فرصة زيارته وعودته مرة أخرى “.
ويضيف أنس” مشروع بعيون أهل البلد أنشأته وأنا طالب في الجامعة الأردنية بتخصص الإدارة السياحية وأختي لانا عمارنة طالبة في جامعة الشرق الأوسط تخصص الإدارة السياحية، وبدأ هذا المشروع في عام ٢٠١٨ بعد عدة تجارب على مدة ٤ سنوات تقريبا من العيش بعدة قرى في المملكة، مثل قرية الديسة في وادي رم، وقرية البيضا في البتراء، وقرية المخيبة شمالًا في إربد، وقد دفعني غياب أو وجود الكثير من المعلومات المبهمة عن ثقافتنا وموروثنا الأصيل، لذلك قررت البدء بمشروع بعيون أهل البلد لأروي قصص الأماكن الأقل شهرة وقصص أهلها خصوصا المناطق القريبة من المواقع السياحية.
ويشير أنس “أن المشروع يسهم في دعم المجتمعات المحلية من خلال دعم مجموعة من الأهالي في المناطق التي نفذ بها، على سبيل المثال خلال عام ٢٠١٩ زار أكثر من ٩٠٠ شخص منطقة جبل الجوفة واستفادت ٤ أسر بمجموع ٣٥ فرد بتقديم الطعام للضيوف وتعريفهم بالحي وطبيعة الحياة اليومية للناس، وخلال جائحة كورونا قمنا بتصميم التجربة وتقديمها عبر النت من خلال تطبيق رووم، وعملنا على إعداد فيديوهات وبيعها للمؤسسات التعليمية والثقافية ومراكز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. ويتم الترويج للمشروع بعدة وسائل مبتكرة أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي والشراكة مع بعض الشركاء مثل منصة ViaVii التي تقدم تقنية ممتاز لترويج مشروعنا”.
ويأمل أنس أن يتمكن في المستقبل من تدريب مجموعة من الشباب والصبايا في كل أنحاء المملكة ليكونوا حكواتية ككواتية ورواه للقص ص والموروث الشعبي لتصل لمجتمعاتهم وقراهم ومدنهم، ويطمح أن يصبح مشروع بعيون أهل البلد نموذج للسياحة المجتمعية في المنطقة والعالم. ويشير أنس إلى الصعوبات التي تواجه المشروع “تمثلت الصعوبات بقلة الدعم المحلي كوني أفضل العمل تحت منصات محلية ليست أجنبية لأحافظ على استقلالية المشروع، كذلك صعوبة التنقل وتغطية تكاليف الإقامة وتكاليف ورش العمل لنشر الوعي بمفاهيم السياحة المجتمعية.
ويضيف أنس إلى أن الهدف من المشروع النهوض بالقطاع السياحي وخلق نموذج سياحي عادل ليستفيد منه الجميع وتنعكس آثاره الإيجابية على الجميع من قطاع خاص، وقطاع عام، ومجتمع محلي، وأن يكون الأردن رائدة بمجال السياحة المجتمعية والسياحة البديلة بالعالم، علما أنه هذا النوع من السياحة بدأ بالانتشار عالميا بشكل كبير وهي فرصة كبيرة للأردن لتقود هذا النوع من السياحة”.
أما عن عوائد المشروع فيشير أنس إلى أن المشروع يغطي تكاليف دراسته بالجامعة الأردنية ويضمن حياة كريمة له ولأسرته ويتم تقديم الخدمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبعض التطبيقات مثل ViaVii و Airbnb، وبالطبع يتمنى تصميم تطبيق خاص بالمشروع في المستقبل القريب.
في الختام يشير أنس إلى أن المشروع لفت اهتمام العديد من المؤسسات المرموقة مثل جامعة جورج تاون وجامعة نيويورك وجامعة هيوستن تكساس وجامعة سيدني بتضمين المشروع في تنفيذ البرامج الثقافية والاجتماعية لطلبتهم في الأردن. الصور مقدمة من أنس عمارنة.