إدارة الأزمة ام أزمة الإدارة!

إدارة الأزمة ام أزمة الإدارة؟

الدكتورة آيات إسماعيل الزيدانين

مما لاشك فيه؛ أن كافة المجتمعات تشهد العديد من التغيرات والتطورات والتي يرافقها حدوث العديد من التحولات الجذرية في كافة المجالات، بما في ذلك المجال التربوي، والتي أصبحت متسارعة ومتلاحقة بفعل التقدم التكنولوجي والعولمة وظهور جائحة كورونا، إذ إدي التفشي السريع لهذه الجائحة إلى إعطاء علم ومبادئ إدارة الأزمة الأهمية القصوى في كافة القطاعات والمؤسسات، ومن هذا المنطلق لا بد من تفعيل واستحداث وحدات لإدارة الأزمة لدى كافة القطاعات بحيث تتصدى لمثل هذه الأحداث والتغيرات والتحديات المفاجئة التي قد تطرأ على البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة، والعمل على الإفادة من خبرات الدول الأخرى في إدارة الأزمة واحتواها.

هذا وتشكل الأزمات وبلا شك عقبات رئيسية في طريق تنمية المنظمات وتطورها. إذ يتطلب التصدي للأزمات أن تُدرج إدارة الأزمات والمخاطر في الخطط التنموية للمنظمات والمؤسسات التربوية على حد سواء بالاعتماد على قاعدة معرفية متطورة ووعي من القادة الإداريين وصانعي القرارات.

وفي هذا السياق؛ فان المتابع  للأحداث والتحديات الراهنة يلاحظ وجود ضعف في المهارات الإدارية الواجب توافرها لدى القادة الإداريين وصناع القرار وعدم كفاءتهم من الناحية الإدارية والفنية، وضعف الشفافية في أداء المؤسسات، ويظهر ذلك من خلال طرح العديد من القرارات والتصاريح المتضاربة، وهذا يدل على وجود أزمة في الإدارة، وهذا ما نشاهده اليوم من عدم امتلاك القادة الإداريين القدرة على صنع القرارات الصحيحة واتخاذها للحد من ظهور هذه الأزمات، وربما يعود ذلك إلى عدم تبني إدارة الأزمات لعملية التخطيط، والذي يعد مطلباً أساسياً في عملية إدارة الأزمة، فبغياب القاعدة التنظيمية للتخطيط لا يمكن مواجهة الأزمات، حيث إن خطط إدارة الازمات يجب أن تتضمن الأفعال التي تحتاج اليها المنظمة لمواصلة العمل بفعالية، وتحقيق المصلحة العامة وتخفيف حدة التأثير السلبي للأزمة خلال عمل المنظمة، ولا بد من الإشارة إلى ضرورة إعطاء الأولوية القصوى لسلامة الافراد أثناء إعداد خطة إدارة الأزمة.

وهذا ما أشار له جيري سيكيتش الذي لخص أهمية التخطيط لإدارة الأزمات في كتابه (كافة المخاطر) ” لا تختبر اية إدارة اختباراً جيداً إلا في مواقف الأزمات فيجب على القيادة التوجه مباشرة إلى العاملين في مؤسساتهم وتقديم خطة الأزمات لهم طالبة دعم كل فرد منهم وعليها ان تدرب العاملين معها لاختبار واقعية الحلول الموضوعة بحيث يتعود العاملون بمرور الوقت على التعامل مع الأزمات باعتبارها أحد مواقف العمل الاعتيادية ولا يركزوا على الأزمة ذاتها”.

لذا قد بات من الضروري إجراء مراجعات عاجلة ومعمقة للإدارة وقدرتها في التعامل مع هذه الأحداث والتغيرات والتحديات الطارئة، بحيث تأخذ هذه القرارات والمراجعات الصادرة من قبل الإدارات والهيئات المسؤولة بعين الاعتبار كافة الأبعاد الاجتماعية، النفسية، التربوية والصحية للأفراد داخل المجتمع.

 

 

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة