التعامل التربوي مع كذب الأطفال!

التعامل التربوي مع كذب الأطفال!

 يمثل الكذب أحد السلوكيات المرفوضة إجتماعيا ودينيا وقيميا واخلاقيا من الجميع بغض النظر عن أي عوامل او مبررات يمتلكها من يمارسه، لما يترتب على فعله من عوائد غير سوية على الفرد والمجتمع وبالتالي ضياع وفقدان للثقة وفقدان للحقيقة، ولعل الفئة الأكثر التي يصدر عنها سلوك الكذب وتشعر الأسر تجاهها بالحيرة والقلق والرغبة في العلاج المباشر وبصمت هي فئة الأطفال الصغار، الذين بدأوا للتو في فهم الفرق بين الخيال والواقع. و يمارس الأطفال الكذب من خلال ممارسة بعض السلوكيات والتصرفات وإنكارها وعدم الاعتراف بفعلها، وبالمجمل يمارس الأطفال أكذوبة أو اكثر من وقت لآخر، لكن هل يجب أن تعاقب الطفل، وتتأكد من أنه يعلم – بعبارات لا لبس فيها – أن الكذب غير مقبول على الإطلاق.

إن المهمة تربوية مطلقة وتقع على عاتق الوالدين وبأن المهمة قد تكون طويلة للعلاج، وخلالها يجب أن تبقى خطوط الاتصال مفتوحة مع الأطفال لضمان العلاج والوصول إلى نتائج أن لا كذب بعد اليوم مهما تعددت الاسباب والمبررات. يبدأ العلاج بالنظر إلى الكذب بأنه فرصة لبناء المهارات وتعديل السلوك، لذا يجب على الآباء أن يتوقعوا أن يكذب الأطفال في مرحلة ما وأن يحاولوا مقاومة إنزعاجهم ببساطة وعدم اللجوء لمعاقبتهم. لذلك فإن الوصول لمعرفة المهارات الأساسية التي يفتقر اليها الطفل خطوة أولى، وبالتالي فإن هذا الفقدان لهذه المهارات يؤدي به للكذب ومثال ذلك مهارة حل المشكلات أو المهارات الاجتماعية للتواصل مع أقرانهم، ويجب أن يرافق هذه المعرفة للمهارات عدم الفزع واظهار الغضب، كون ذلك يقلل من احتمالية ثقة الطفل بالأهل والانفتاح على المواقف الصعبة في المستقبل.

إن الأطفال هم أصغر من أن يفهموا الكذب كخيار أخلاقي. وإنهم لا يفكروا دائمًا قبل التصرف، لذا فهم لا يتوقعوا العواقب، ولعل إسلوب رد الكذبة بحقيقة أمر لا بد منه مقابل عدم العقوبة والإنزعاج والغضب بتقديم الدليل بعبارات بسيطة ولكن ملموسة، وهنا تستطيع مساعدة الطفل على فهم الصواب من الخطأ. كذلك عليك كأب وأم مسؤولية التحدث مع الطفل أكثر عن أهمية قول الحقيقة وقراءة قصة او كتاب عن الكذب والتأكد من أن تكونوا قدوة حسنة من خلال قول الحقيقة، وإذا كشفت كذبة للطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، فلا نجعل الأمر مهمًا – فهو لا يزال يستكشف ويختبر في هذا العمر، ولك أن تستفيد من مهاراتهم اللغوية المتزايدة لتعليمهم الخيارات الأخلاقية.

وغالبا يلجأ الطفل للكذب لعدم قدرته على أداء بعض الاعمال والمهام وخاصة في بداية مرحلة المدرسة حيث يفتقر الى المهارات اللازمة، لذلك يكذب للتضليل أو التلاعب ولتجنب المواقف غير المريحة، حيث يرغب الأطفال عادة في فعل الشيء الصحيح، لكن عندما يفتقروا إلى المهارات اللازمة للتعامل مع الموقف، فإنهم يختاروا الطريق الأقصر والأسرع. لذلك فإن علينا تحديد ما وراء الكذبة ، سواء كان ذلك نقصًا في مهارات حل المشكلات أو الشعور بعدم القدرة، ويكون الحل بتعليم الطفل كيفية حل المشكلات وتجاوز المواقف غير المريحة والتفكير مسبقًا في العواقب المترتبة على سلوكه. وأن يتم النظر الى الفجوات في مهارات الطفل كفرصة لتقليل الحاجة إلى الكذب، ومشاركة تجارب من ماضيك كأب وأم بدلًا من معاقبة، لكن لا تدعوهم يفلتوا من التدقيق والتعريف بإنه يكذب، وبأن ذلك مرفوض وغير مرغوب به، وإلا سيروا في الكذب طريقة أسهل لتجنب العواقب أو إيذاء المشاعر، وتعتبر النمذجة أكثر أالأساليب فائدة في العلاج من خلال وجود نماذج صادقة وقادرة على حل المشكلات وقدوة صالحة في التعامل والتفاعل وحل المشكلات وخلق بيئة دافئة حاضنة للأطفال. وأن نساعد الأطفال على فهم تأثير اختياراتهم واثار افعالهم وتصرفاتهم وبأن للكذب عواقب وخيمة، في كثير من الأحيان وأن يفكروا بالمستقبل فهو للصادق والأمين والمجد والمجتهد.

ويتوجب على الوالدين التحدث مع أطفالهم، وشرح مخاوفهم وحرصهم على ابناءهم لإعتبارات أخلاقية أو إعتبارات تتعلق بالسلامة. ويجب كذلك عدم التساهل في قضية الكذبة البيضاء من خلال تعزيز أهمية قول الحقيقة والحوار معهم ومناقشتهم حول أن الكذب يمكن أن يؤثر على سمعتهم، و كيف تريد أن يراك الأصدقاء و كيف تريد أن ترى نفسك؟ هل تشعر بالفخر بنفسك عندما تكذب، أو بالأحرى عندما تكون صادقًا ولطيفًا.

إن الكذب طريقا لقضايا ومشكلات اكبر، قد يسقط بها الاطفال مبكرا، وعند تقدمهم بالعمر، لذلك فإن الحل يجب أن يكون مباشرة وبطريقة وبمنحى تربوي بعيدا عن الإنفعال والإنزعاج وردة الفعل غير التربوية.

  • لا يجوز الاقتباس واعادة النشر للمحتوى المنشور إلا بموافقة رسمية من موقع شؤون تربوية.
  • المصدر

 

 

مواضيع ذات صلة