ثقافة المربي

ثقافة المربي

أ. د. محمد أمين حامد القضاة، أستاذ في قسم القيادة التربوية والأصول، كلية العلوم التربوية، الجامعة الأردنية

لأن التربية ليست قواعد نظرية تفتقر إلى التطبيق، ولأنها تجمع بين العلم والعمل، وبين الفكر والسلوك، يعد المربي –إن جاز التعبير- منهجاً تربوياً ضرورياً لنمو الإنسان وتنمية قدراته؛ مما يحتم على المربي أن يشكل قدوة للمتربي بكافة المجلات، فالمربي الذي يريد أن يشكل ثقافة إنسان آخر وفكره واتجاهه لزاما عليه أن يتحلى هو أولا بتلك الصفات. وفي هذا المجال يؤكد قطب أنه من السهل تأليف كتاب في التربية، ومـن السـهل تخيل منهج – وإن كان في حاجة إلى إحاطة وبراعة وشمول– ولكن هذا المنهج يظـل حبـراً على ورق، يظل معلقاً في الفضاء ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض، وما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه، عندئـذ يتحول المنهج إلى حقيقة، ويتحول إلى حركة، يتحول إلى تاريخ، لكي يعرف الناس أنه حق، ثم يتبعوه[2]. وهذا ما أكده أبو حامد الغزالي حينما قال: “فاعلم أنه ينبغي للسالك شيخ مرشد مرب ليخرج الأخلاق السيئة منه بتربيته، ويجعل مكانها خلقا حسنا، ومعنى التربية يشبه الفلاح الذي يقلع الشوك، ويخرج النباتات الجانبية من بين الزرع ليحسن نباته ويكمل ريعه[3]. وتأتي هذه الورقة والموسومة ب “ثقافة المربي لتكشف عن أهمية ثقافة المربي في بناء المتربين فكرا وسلوكا.. وستتضمن الورقة مفهوم التربية، ومفهوم الثقافة، وثقافة المربي. وستكون على جزئين: الأول يعرض مفهوم التربية، ومفهوم الثقافة، فيما يعرض الجزء الثاني ثقافة المربي.

أولاً: مفهوم التربية:

للتربية جذور لغوية هي: ربا: بمعنى نما وزاد. ربَ: بمعنى أصلح. ربي: بمعنى نشأ وترعرع. فالتربية في لغة تعني: النماء، الزيادة، التزكية، والعلم، والإصلاح، والتأسيس والإنشاء. و”رب الولد – ربا: وليه وتعهده بما يغذيه، وينميه ويؤدبه. والنعمة ربا، وربابا، وربابة: حفظها ونماها، والشيء أصلحه ومتنه”[4]. و “رب في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام، يقال رَبَّهُ، وربّاه ورَبَّبَهُ[5]. وربأت الأرض رباء: زكت وارتفعت، وقرئ: (فَإذَا أَنْزلْنَا َعلَيها الْماءَ اهتَّزْت َوَربَت َوأَنْبَتَ من كل َزْوٍج بَهيج) (الحج:5.). وربت: أي ارتفعت”[6]. والتربية تعني بـ “الإنسان” و “تعديل” وتغير سلوكه من كائن بيولوجي فطري إلى كائن اجتماعي يؤدي رسالته الكونية وفقا لمجموعة من الضوابط والقيم التي تتضمنها التربية في مجتمع ما. وعليه فالمعنى اللغوي لكلمة تربية يتضمن العناصر الآتية: النمو والزيادة والتنشئة. أما اصطلاحا فالبرغم من تباين معنى التربية ومفهومها تبعا لتباين واختلاف طبيعة الدراسات النفسية والاجتماعية في نظرتها للفرد وللمجتمع؛ لأن العمل التربوي ينصب على تنشئة الإنسان وتكوينه، كما أن الذي يتولى هذا العمل هو الإنسان نفسه، والإنسان في تغير وتطور مستمرين في نظرته إلى نفسه وإلى العالم من حوله، وهذا العالم بدوره في تبدل دائم. والمقصود بذلك أن عاملي الزمان والمكان يحددان نظرة الإنسان وتعريفه للتربية، فمعنى التربية لا يتأثر بمرور السنين فحسب بل باختلاف المكان. وبالرغم من ذلك إلا أنه يمكن تعريف التربية على أنها: “إصلاح الفرد وتنشئته تنشئة تؤدي للنمو والزيادة” وهذا التعريف يشمل الأصول اللغوية للتربية. وبنظرة شمولية يلحظ أن التربية هي القاسم المشترك في طروحات المفكرين والمصلحين (المربين) وربما يعود ذلك إلى أن[7]:

1. التربية هي الأساس الذي اعتمده الوحي في تغيير النفوس والقيم والمفاهيم والاتجاهات (يَتلُو َعلَيِهْم َآَيَتِه َويُزكِيِهْم َويُعِلُمُهُم الْكتَاب َوالحْكَمة)َآل عمران(528).

2. الهدف والمقصد الأعلى لحركات التغريب والعلمانية التي ظهرت خلال الاستعمار كان تغيير أنماط السلوك والمفاهيم والأخلاق في منظومة القيم الإسلامية وطرح القيم الغربية العلمانية بديلاً عنها، ومن ثم كانت مواجهة الحركة الإصلاحية ترتكز في نفس محاور الهجوم وهي “السلوك والوجدان”

3. حالة التراجع الحضاري التي شهدها العالم الإسلامي في القرون الأخيرة إنما ترد في أغلبها إلى حالة الجمود العقلي وسيادة التقليد وغياب البصيرة الحضارية، وكلها ترد إلى خلل في البناء التربوي للفرد والجماعة في المجتمع المسلم.

ومن هنا تعتبر التربية ظاهرة اجتماعية ذلك لأنها لا تتم في فراغ أو دون وجود المجتمع؛ إذ لا وجود لها إلا بوجود المجتمع، وفضلا عن ذلك فإن وجود الإنسان الفرد المنعزل عن مجتمعه أو جماعته لا يمكن تصوره. والتربية في كل أحوالها لا تهتم بالفرد منعزلا عن المجتمع، بل تهتم بالفرد والمجتمع معا وفي وقت واحد ومتزامن من خلال اتصال الفرد بمجتمعه وتفاعله معه سلبا وإيجابا. فالتربية تدور حول الإنسان وحول مكانه من الحضارة التي يعيشها ويصنعها مجتمعه وهذا يعطي للتربية ركائز تستمد منها وظائفها وأهدافها:

– الرصيد الثقافي يعتبر مصدرا أساسيا للتربية تستمد منه مادتها وبعض تصوراتها ومقاييسها ومن هنا فإن عمليات الاستيعاب والحفظ والاسترجاع تعتبر من العمليات التعليمية الهامة لأنها تنمي عند الإنسان هذه القدرات التي ميزته عن غيره من الكائنات الحية والتي مكنته من صنع التاريخ والثقافة والمحافظة عليهما وتطورهما والاستمرار بهما وعن طريقها.

-والحاضر الذي يعيشه الإنسان يعتبر مصدرا ثانيا، تستمد منه التربية أيضا أهدافها ومادتها ومقاييسها. فمشكلات هذا الحاضر وقضاياه وتحدياته هي التي تشكل التربية وتكون المطالب الملقاة عليها والإنسان لا يستطيع أن يواكب كل هذا إلا بالنقد والتحليل والاستقراء ومن هنا يصبح التفكير عملية أساسية للتربية من أجل تحقيق وظيفتها والتفكير هنا يعني إدراك العلاقة بين الحاضر بمشكلاته وقضاياه وتحدياته – وبين الماضي الذي يعتبر سببا له.

– والمستقبل الذي يتطلع إليه الإنسان في مجتمعه يعتبر مصدرا ثالثا تستمد منه التربية توجيهاتها وأهدافها وتصوراتها فإذا كان الماضي يغذي الحاضر فإن الحاضر لابد أنه يغذي المستقبل بل أن تصوراتنا عن هذا المستقبل تغذي الحاضر وهكذا، والتربية بطبيعتها عملية مستقبلية كما أنها عملية ثقافية اجتماعية ومن هنا فإن تنمية التصور والتخيل والقدرة على الخلق والإبداع تعتبر من وظائف التربية لأن كل هذه القدرات هي سبيل الإنسان إلي صنع مستقبله والتنبؤ به[8].

وعليه؛ فالتربية تسعة لإضفاء جوهرها وروحها على الفراد والمجتمعات، وتبذل الأمم قصارى جهدها لتربية أفرادها ومجتمعاتها على قيمها ومعتقداتها، علاوة على السعي لتحقيق الرقي والتقدم والحضارة[9].

وحتى تكون التربية كذلك، وتؤتي ثمارها؛ لا بد لها من مرب يتصف بسمات تؤهله للقيام بدوره المنشود، ويحقق للتربية مرادها، ولا يكون كذلك إلا إن كان متمكن من مهاراتها، صاحب ثقافة شمولية، واسع الاطلاع، يعرف ما يحتاجه المتربي، ويقدم ما لديه من معرفة بمهارة ترتبط ثقافته وسعة اطلاعه بعلاقة طردية تكاملية.

مفهوم الثقافة:

الثقافة في اللغة: أصل (الثقافة) يعود إلى الفعل الثلاثي (ثَقَفَ). وللثقافة في اللغة العربية عدة معان منها:

1. تعديل المعوج: “ثَقَّفتُ القناةَ إذا أقمتُ عِوَجَها”[10]، و”الثِقافُ هي حديده تُسَوَّی بها الرماح”[11].

2. القدرة على الشيء: “وثقفت الرجل في الحرب أدركته وثقفته ظفرت به”[12]

3. سرعة التعلم والفهم: قال أعرابي: “إني لَثَقفٌ راوٍ رامٍ شاعِرٌ. وقلبٌ ثقف، أي: سريعُ التعلُّم والتَفَهُّم، والثَّقْفُ مصدر الثَّقافة، وفِعلهُ ثَقِفَ إذا لَزِمَ”[13].

4. الحذق والفهم: “ثَقِفَ الشيء ثَقْفاً وثِقافاً وثُقُوفةً حَذَقَه. ورجلٌ ثَقْفٌ وثَقِفٌ وثَقُفٌ: حاذِقٌ فَهِمٌ”[14].

5. التأدب: “تثَّقفَ فلان على فلان: أدب. ويقال: تثقَّفَ على فلان، وفي مدرسة كذا”[15].

ولهذا يقول الجابري[16] غني عن البيان القول إن كلمة “ثقافة” ترتبط في أذهاننا اليوم بشئون الفكر عامة، ولكنها مع ذلك، لا تثير فينا مضمونا واضحا محددا. ولعل السبب في هذا، راجع أن هذه الكلمة حديثة العهد في خطابنا العربي. فمعاجمنا القديمة لا تعطينا عن أصل هذه الكلمة ومشتقاته إلا هاتين الدلالتين أو ما يشبهما: “يقال ثقف الولد، إذا صار حاذقا… وثقف الكلام: حذقه وفهمه بسرعة”. ويقال كذلك: “ثقف الرمح إذا قومه وسواه.” وهكذا نلاحظ أن معنى “الثقافة” عند أجدادنا العرب كان: الحذق والذكاء وسرعة الفهم، فهي من هذه الناحية خصلة عقلية وليست مفهوما مجردا. كما أن التثقيف كان يعني التقويم والتسوية وهو خاص بالرمح والعود، ولم يعثر على ما يفيد امتداد هذا المعنى- معنى تثقيف الرمح- إلى الفكر أو الذهن، فالكلمة التي كانت مستعملة في هذا الشأن هي “التأديب”! كما أن “الأدب” كان يضم ما نعنيه اليوم بالثقافة، فضلا عن معناه السلوكي الأخلاقي. ومنه “المؤدب” بمعنى المربي والمعلم.

ويمكن تلخيص[17] الدلالات اللغوية لكلمة الثقافة كما يلي:

۱. أصل كلمة الثقافة عند العرب من الفعل الثلاثي (ثقف) وتعني: تقويم الاعوجاج، والثقاف وهو الآلة التي سوى بها الرماح، والملاعبة بالسيف، والخصام والجلاد، والإدراك والظفر، ضبط المعرفة المتلقاة، والتأديب والتهذيب، والحذق والفهم.

۲. لكلمة الثقافة دلالتان: حسية حقيقية، ومعنوية مجازية. جاءت الدلالة الحسية بالمعاني التي كانت تتلاءم مع أحوال العرب في حياتهم المتسمة بطابع البداوة، وفي أحوالهم التي تغلب عليها الغارات والحروب، وهي: تقويم المعوج من الرماح وقد يشمل تقويم المعوج من السلوك فتجمع الدلالتان الحسية والمعنوية، والملاعبة بالسيف، والخصام والجلاد، والإدراك والظفر.

3. مع تطور أحوال العرب، واستقرارهم في المدن، وغلبة طابع المدنية والحضارة عليهم استخدمت الثقافة في بعض معانيها المعنوية؛ لتدل على جانب من التقدم التربوي والفكري مثل ضبط المعرفة المتلقاة، وسرعة التعلم، فالثقافة تعني التقويم، الحمل على الاستقامة، في الفكر والسلوك، ولما كان تقويم النفوس إنما يتم بالتربية؛ أصبحت الثقافة في جانبها المعنوي هي التربية التي تستهدف تهذيب النفوس وتقويم سلوكها. كل ذلك[18] يدل على أن كلمة “ثقافة” لم تكن في أصلها العربي مصطلحا لشيء من الأشياء الفكرية، ولا مفهوما يتمتع بقوة المفهوم، أي بدلالة معينة محددة، عامة ومجردة. ومن هنا يتأكد ذلك الرأي القائل: أن كلمة “ثقافة” في الاستعمال العربي الحديث، كلمة مولدة، اشتقت للدلالة على المعنى المجازي لكلمة culture. وهو اشتقاق موفق، خصوصاً إذا لاحظنا ذلك التقارب بين المعنى الأصلي لكلمة الحذق والتسوية، والمعنى الجديد الذي صيغت للدلالة عليه. إن كلمة culture (الفرنسية) تعني في الأصل الزراعة والفلاحة. وقد تطور مدلولها، ابتداء من القرن السادس عشر، لتفيد معنى مجازيا هو “تنمية بعض القدرات العقلية بالتدريب والمران”، ثم لتدل بعد ذلك على “مجموع المعارف المكتسبة التي تمكن من تنمية روح النقد والقدرة على الحكم”.

لقد نقلت الكلمة الفرنسية إذن: من زراعة الأرض واستغلال خيراتها إلى تدريب الفكر وجني ثمراته، ومن “نتاج الأرض” إلى “نتاج الفكر”. وسرعان ما وقع التأكيد على أن مدلولها في ميدان الفكر يجب أن ينصرف إلى فعل الإنتاج أكثر من الإلحاح على الإنتاج نفسه، بمعنى أن المقصود منها يجب أن يكون ما يكسبه العقل من قدرات على التفكير السليم والمحاكمة الصحيحة، بفضل المعارف التي يتلقاها، والتجارب التي يخوضها، لا ما يضمه الفكر بين طياته من معارف ومعلومات. لقد ألح كثير من الكتاب الفرنسيين منذ عهد النهضة على هذا المعنى، ويكفي أن نشير إلى تلك التفرقة الشهيرة التي أقامها مونتني Montaigne بين ما سماه “الرؤوس المصنوعة جيدا” وما أطلق عليه: “الرؤوس المملوءة جدا” مفضلا الأولى على الثانية. ولعل الكثيرين منا سمعوا أيضا بذلك التعريف الطريف الذي أعطاه المسيو Herriot لـ “الثقافة” حين قال: إنها “ما يبقى لدينا بعد أن ننسى كل شيء”.

هذا بالإجمال ما يتعلق بالمعنى الفرنسي للكلمة. ولا بد من أن نطل هنا على ذلك المعنى الخاص الذي يستعمله فيها علماء الأنثروبولوجيا، خاصة الإنجلوساكسون منهم. إنها تدل عندهم على” مختلف المظاهر المادية والفكرية لمجموعة بشرية معينة تشكل مجتمعا بالمعنى السوسيولوجي للكلمة. يقول تايلور Taylor في نص متداول بكثرة: إن الثقافة هي “ذلك المركب الكلي الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات وأي قدرات وخصال يكتسبها الإنسان نتيجة وجوده عضوا في مجتمع”. وعلى العموم إن كلمة “ثقافة” في الاصطلاح الأنثروبولوجي تعني ما نعبر عنه نحن اليوم بـ “حضارة”. إنها ليست البناء الفكري وحسب، بل إنها أيضا السلوك الفردي والمجتمعي وما يرتبط بهما من تقاليد وأعراف وأخلاق. وقد يضاف إلى ذاك كله أدوات العمل والإنتاج.

تلك كانت، على العموم، الدلالات الرئيسية لمصطلح “ثقافة” كما بدأت تروج في الخطاب العربي منذ أواخر الخمسينات من القرن الماضي.

ويعرف مالك بن نبي [19] الثقافة بأنها: مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته وتصبح لاشعوري العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه، وهذا التعريف يحدد مفهومها، فهي المحيط الذي يعكس حضارة معينة، والذي يتحرك في نطاقه الإنسان المتحضر. وهذا التعريف بضم بين دفتيه فلسفة الإنسان وفلسفة الجماعة، أي مقومات الإنسان ومقومات المجتمع، مع أخذنا في الاعتبار ضرورة انسجام هذه المقومات جميعا في كيان واحد، تحدثه عملية التركيب التي تجريها الشرارة الروحية، عندما يؤذن فجر إحدى الحضارات، وأما [20] الهدف فقد اتضح من أن الثقافة ليست علم خاصة لطبقة من الشعب دون أخرى، بل هي دستور تتطلبه الحياة العامة، بجميع ما فيها من ضروب التفكير والتنوع الاجتماعي، وخاصة إذا كانت الثقافة هي الجسر الذي يعبره الناس إلى الرقي والمدن، فإنها أيضا ذلك الحاجز الذي يحفظ بعضهم الآخر من السقوط من أعلى الجسر إلى الهاوية. وعلى هدي هذه القاعدة، فإن الثقافة تشمل في معناها العام على إطار حياة واحدة يجمع بين راعي الغنم والعالم جمعا توحد معه بينها مقتضيات مشتركة، وهي تهتم في معناها بكل طبقة من طبقات المجتمع فيا يناسبها من وظيفة تقوم بها، وما لهذه الوظيفة من شروط خاصة؛ وعلى ذلك فإن الثقافة تتدخل في شؤون الفرد، وفي بناء المجتمع، وتعالج مشكلة القيادة كما تعالج مشكلة الجماهير.

تم بحمد اله تعالى وفضله الجزء الأول، وفي الجزء الثاني سيكون الحديث – إن شاء الله تعالى- عن ثقافة المربي.

  • لا يجوز الاقتباس واعادة النشر للمحتوى المنشور إلا بموافقة رسمية من موقع شؤون تربوية.
المراجع: 
[2]. قطب، محمد، منهج التربية الإسلامية، بيروت دار الشروق، 1993. ص:180.
[3] الغزالي، أبي حامد، أيها الولد، تحقيق علي القره داغي، دار البشائر الإسلامية، بيروت، ط4، 2010، ص:128.
[4]. انظر: المعجم الوسيط. مادة (رب).
[5]. انظر: مفردات ألفاظ القرآن الكريم، الراغب الأصفهاني، مادة (رب).
[6]. انظر: لسان العرب، ابن منظور. مادة (ربأ).
[7]. انظر: التربية الحضارية عند مالك بن نبي وتطبيقاتها التربوية، حسان حسان، https://almuslimalmuaser.org
[8]. انظر: http://al3loom.com
[9]. انظر: الأهدل، أصول التربية الحضارية في الإسلام، 2007.
[10]. انظر مادة (ثقف)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام هارون.
[11].  انظر مادة (ثقف)، محيط المحيط، بطرس البستاني.
[12]. انظر مادة (ثقف)، لسان العرب، ابن منظور. والقاموس المحيط، الفيروز أبادي. 
[13]. انظر مادة (ثقف)، مختار الصحاح، الرازي.
[14]. انظر مادة (ثقف)، لسان العرب، ابن منظور. والقاموس المحيط، الفيروز أبادي.
[15]. انظر مادة (ثقف)، المعجم الوسيط.
[16]. انظر: مفهوم الثقافة وقاموس الخطاب العربي المعاصر، http://www.aljabriabed.net/culture1.htm
[17]. انظر: مفهوم الثقافة في الفكر العربي والفكر الغربي، جميلة الشمري، www.alukah.net
[18]. الجابري، مرجع سابق.
[19]. انظر: مشكلة الثقافة، مالك بن نبي.2000م. ص47.
[20]. المرجع السابق، ص77
 
 

مواضيع ذات صلة