مقاومة التجديد التربوي!

مقاومة التجديد التربوي!

فاطمة حسن محمد حامد

نعيش اليوم في عالم متسارع بتدفق المعارف والمعلومات وعلى نحو يوجب التجديد في جميع اركان ومكونات حياتنا لمواكبة التغيرات الحاصلة في العالم، ولعل النظام التربوي من أولى الأنظمة التي يتوجب تجديدها وتحديثها، بحيث يشهد تجديدات تربوية فعلية تسهم في التنمية والنهضة للحاق بركب الأمم المتقدمة. إن التجديدات التربوية يجب ان تشمل المجالات البشرية والمعنوية والمادية للنظام التربوي. ورغم أهمية التجديد التربوي إلا انه يواجه قوى عكسية ترفضه وتبذل كل جهد لمقاومته وإفشاله، ولتحقيق النجاح لتجربة التجديد التربوي، فإن جملة من الإجراءات يجب اتخاذها لوقف المقاومة وضمان مساهمة الجميع في عملية التجديد، ومن أبرز هذه الإجراءات:  

نشر ثقافة التجديد بين القائمين على النظام التربوي والعمل على اقناعهم بأهمية التجديد بنشر أهدافه واثره في تحسن المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفرد والمجتمع وعلى مستوى الدولة.

مشاركة كل من له علاقة بالتجديد من مثل المعلمين بإعطائهم فرصة لطرح آرائهم ومناقشتها ، والتركيز على المعلمين لانهم أهم أداة تربوية يستخدمها النظام التربوي لإحداث تغيرات في نظامها التربوي ولأنهم أكبر فئة معارضة ومقاومة قد تواجه التجديدات.  

تدريب في الوقت المناسب لكل من له علاقة بالتجديد واعدادهم على التغيرات التي يتخذها النظام التربوي حتى تنجح هذه التغيرات وخاصة التغييرات والتجديدات في المناهج الدراسية.

طرح موضوع التجديد كقضية عامة من خلال وسائل الاعلام لمشاركة كافة فئات المجتمع حتى تتبنى ثقافة التجديد على مستوى المجتمع ، من خلال عرض الأهداف التي يسعى نظام التربية لتحقيقها.

ان يشمل التجديد البنى الفكرية والمعنوية للنظام مع البنى المادية جنبا الى جنب.

توفير معلومات وافية كاملة عن التجديد من حيث أهميته وأهداف وكيفية تطبيقه لكل من يعمل في  التجديدات.

مد جسور الثقة بين صانعي القرار والمسؤولين عن التجديد  والابتعاد عن السلطوية في عملية التغير.

توفير الدعم المادي لتطبيق هذا التجديد ووضع نظام حوافز مادية مناسبة لكل من يسهم ويساعد في نجاح علية التجديد.

التخطيط للتجديد باستخدام أسس علمية مدروسة ماديا ومكانيا وزمانيا لتحقق الأهداف المرجوة وان يتم تقييم وضع  النظام التربوي قبل وبعد التجديد لمعرفة مواطن القوة للاستمرار بها والضعف لمعالجتها اول بأول.  

عرض نماذج من التجديدات التي حصلت في الدول المتقدمة لتكون حافزا للعاملين واقناعهم بأهمية التجديد الذي يعد أهم العوامل في العملية النهضوية مثل تجربة سنغافورا.

وضع رؤية واهداف واضحة ونشرها بين جميع العاملين في النظام التربوي والتي هي اهداف يسعى التجديد التربوي على تحقيقها.

لكي نجدد بطريقة علمية سليمة لا بد من وجود التخصصية في عملية التجديد باستخدام متخصصين تربويين في مجال التربوي  كمتخصصين في وضع المناهج عند تطوير المناهج مثلا و لابد ان يكون العمل تعاوني تشاركي بين جيع المتخصصين.   

أن تكون هذه التجديدات مناسبة للظروف الفعلية ولا تتعارض مع قيم المجتمع المحلي والظروف المتاحة للتغير. 

اختبار هذا التجديدات على عينة من ممثلة للمجتمع الذي سيطبق هذه التجديدات وفي حال اعتمادها يتم التوسع في التجديد.

من الطرق التي تساهم في نجاح التجديدات التربوية وتقلل المقاومة مساهمة قادة المدارس الفاعلين والمحفزين للعاملين بالمدرسة  كون المدير قائد للتغير هو من يبدأ بالتغير يعمل مع الجميع فيحفزهم على التجديد.

مشاركة موسعة من المجتمع المحلي مثل رجال الاعمال في دعم التجديد الذي يهدف الى تحسين المخرجات التي يحتاجها سوق العمل.

ان يتم تنفيذ عمليات التجديد بعد تخطيط  علمي دقيق لضمان تنفيذ دون معارضة ومقاومة. كون التخطيط الجيد  يساعد على نجاح تنفيذ التجديدات، ومشاركة من له علاقة بهذه التجديدات من أولياء أمور وطلبة ومعلمين وإداريين ومشرفين وغيرهم اثناء التخطيط والتنفيذ لضمان نجاح التجديدات وان تتم هذه التجديدات من خلال فرق العمل المناسبة ذات الكفاءة والتخصصية والقدرة.

مواضيع ذات صلة