تجديد ثقافتنا الوطنية!

تجديد ثقافتنا الوطنية!

اسيل محمد ابو الغنم،

الثقافة الوطنية مصدر للاعتزاز بما تتضمنه من مكونات معنوية تعبر عن اصالة وخصوصية المجتمع وبما تحمله من دلالات وطنية ترسخت عبر عقود من الزمن. والثقافة الوطنية تعبر عن قيم وعادات وتقاليد ومظاهر السلوك الحضاري المتأصل والتي يتوجب الاهتمام بها لضمان المحافظة على كيان المجتمع وصون وحدته واستقراره في إطار من الانفتاح والتحاور والتفاعل والتشارك بين الدول والمجتمعات.

ولعل من مقتضيات العصر العمل على إعادة بناء الثقافة الوطنية ضمن خطط تحديث المجتمع ولضمان استمراره وتطوره ومواكبته لكل جديد معاصر. ان التجديد الثقافي يجب ان يشمل الثقافة بما تتضمن من معارف و قوانين وعادات وتقاليد وهي الوسائل التي تعمل على التطوير والتغيير من وضع الانسان حيث يستطيع المواكبة والتعايش مع التغييرات الحاصلة في المجتمعات.  

إن تجديد الثقافة الوطنية يجب ان يتم بما يضمن توحيد الناس وتعزيز حب المواطن لوطنه وتعزيز الانتماء والعمل على رفعة البلد وتقدمها. كما ان التجديد الثقافي يكون متبادل بين الافراد والمجتمعات من خلال التفاعل المتبادل بالاطلاع على النتاج الفكري الحضاري والمعرفي فكل ما كان التبادل بشكل حضاري وبشكل مستمر وبشكل حقيقي يتم اثراء الثقافة الوطنية وتطورها ومواكبتها للعصر ومتطلباته.

ويتم تجديد الثقافة الوطنية من خلال التعليم الذي يعد من اهم المجالات التي لا بد من استثمارها عن طريق المعلم و المنهاج بحيث تتضمن معارف ومعلومات واثارة للتفكير وبناء للقدرات التي تضمن للنشء القيام بدور ريادي في تغيير الثقافة وتطويرها وبالتالي تبني عملية التحديث والتطوير.

كما يجب استثمار الاعلام ومؤسساته لقيادة عملية التحديث والتطوير ضمن ثوابت وطنية تحفظ قيم المجتمع الاصيلة ويقود عملية تغيير علمية مدروسة للثقافة في جانبها الذي لا ينسجم من العصر وحاجة المجتمع للتطور. كما يمكن التجديد من خلال تجديد الذات الوطنية وان تكون الثقافة الوطنية ثقافة تقبل الابداع وتقبل التطوير والتجديد والتحديث وان تكون ثقافة تقبل الخروج عن المألوف وعدم البقاء في نفس الدائرة لان الثقافة هي عباره عن تراكمات قابلة للتجديد والتطوير .ويكون ذلك من الاهتمام بالأطفال والشباب والعمل على قبول ابداعهم و احترام الشخص المبدع واحترام الابداع والعمل على تشجيع ودعم كل شخص مبدع و قبول الاطلاع على ثقافات الدول الاخرى و عدم بقاء بعض المجتمعات على ثقافتهم القديمة و التمسك بها وان لا تكون مجتمع مغلق لا يقبل التجديد.

بالمحصلة فإن تجديد الثقافة الوطنية يحتاج الى الوعي بضرورة التجديد واهميته في النهوض والتطور الفكري والمعرفي والعلمي  و ان التجديد الثقافي يحتاج إلى تخطيط سليم وان تكون اهداف وسياسات وطرق التجديد واضحه وسليمه.

 

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة