يعتبر تقييم بيزا (PISA)  أحد أبرز المعايير المعترف بها عالمياً لتقييم الطلبة، ويجري التقييم كل ثلاث سنوات من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) الذي يقيم قدرات الطلاب البالغين 15 عامًا في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم. ويتم إخضاع حوالي 600,000 طالب عمرهم 15 عامًا من مختلف البلدان لاختبار يستمر لمدة ساعتين لتقييم مهاراتهم ومعرفتهم، أساسًا في مجالات العلوم والقراءة والرياضيات. ولا تستند أسئلة الاختبار إلى قدرة الحفظ للحقائق، بل تتطلب من الطلاب الاعتماد على مهارات حل المشكلات في الواقع. و نظرًا لأن التصنيف العالي في الاختبار يتناسب مع النجاح الاقتصادي، قد استنتج الباحثون أن الاختبار هو أحد المؤشرات التي تُظهر مدى استعداد أنظمة التعليم لتأهيل الطلاب للاقتصاد العالمي.

وأعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية العالمية نتائج تقييم الرياضيات والعلوم والقراءة للعام 2022 والتي تضمنت نتائج 81 دولة شاركت في الاختبار على مستوى العالم. عادةً، يتم إجراء الاختبار كل ثلاث سنوات، ولكن بسبب جائحة كورونا، تم تأجيل اختبار 2021 إلى عام 2022.

شاركت 81 دولة في اختبار 2022، وجرى الاختبار في ثلاث مجالات رئيسية للتعلم: مهارات القراءة والرياضيات والعلوم. ورافق ذلك مجال مبتكر يتغير من دورة إلى دورة، حيث يكون التركيز الرئيسي على الرياضيات، بينما يشكل التفكير الإبداعي المجال المبتكر. وشارك حوالي 6,300 طالب يتراوح أعمارهم بين 15 عامًا و3 أشهر و16 عامًا و2شهرين في وقت التقييم في المسح الرئيسي 2022، الذي يُجرى تحت رعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وتشير نتائج العام 2022 التي نشرت بداية شهر ديسمبر 2023، الى تفوق الدول الآسيوية على مستوى نتائج PISA، حيث تحتل خمس دول – سنغافورة وماكاو وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية – المراكز الخمس الأولى. وتتجاوز الدول ذات الدخل المنخفض مثل فيتنام الدول الأغنى مثل الولايات المتحدة في هذه المقاييس. وتظهر الدول المشهورة بنماذجها التعليمية، نتائج متنوعة حيث تؤدي إستونيا بشكل استثنائي بينما تتأخر النرويج، التي تُعتبر عادة رائدة في مجال التعليم. وتظهر الولايات المتحدة، على الرغم من عدم وجودها ضمن الأداء الأعلى، بمرتبة متقدمة على العديد من القوى الاقتصادية الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

وجاءت نتائج الدول العربية التي شاركت في الاختبار في دورته الأخيرة اقل من المتوسط العالمي للمنظمة. حيث شاركت كل من الأردن وقطر والسعودية والامارات وفلسطين والمغرب في الاختبار، حيث جاءت الامارات بالمرتبة 46 على المستوى العالمي والأولى عربيا، وجاءت قطر بالمرتبة 48 عالميا والثانية عربيا، وجاءت السعودية بالمرتبة 64 عالميا والثالثة عربيا، وجاءت فلسطين بالمرتبة 72 عالميا والرابعة عربيا وجاءت الأردن بالمرتبة 75 عالميا والخامسة عربيا وجاءت المغرب بالمرتبة 76 عالميا والسادسة عربيا.

اما النتائج التفصيلية لنتائج الدول العربية فقد جاءت الامارات بالمرتبة الأولى عربيا و 43 عالميا في الرياضيات والثانية عربيا و 48 عالميا في القراءة وبالمرتبة الاولى عربيا و46 عالميا بالعلوم، وجاءت قطر بالمرتبة الثانية عربيا وبالمرتبة 50 عالميا في الرياضيات، وبالمرتبة الأولى عربيا و 47 عالميا في القراءة  والعلوم، وجاءت السعودية بالمرتبة الثالثة عربيا و62 عالميا في الرياضيات وبالمرتبة الثالثة عربيا و62 عالميا بالقراءة وبالمرتبة الثالثة عربيا و 64 عالميا بالعلوم، وجاءت فلسطين بالمرتبة الرابعة عربيا و 70 عالميا بالرياضيات وبالمرتبة الخامسة عربيا  و 75 عالميا بالقراءة والخامسة عربيا و 74 عالميا، وجاءت الأردن بالمرتبة السادسة عربيا و 73 عالميا بالرياضيات وبالمرتبة الخامسة عربيا و 77 عالميا بالقراءة وبالمرتبة الرابعة عربيا و71 عالميا بالعلوم، وجاءت المغرب بالمرتبة الخامسة عربيا و 71 عالميا بالرياضيات وبالمرتبة السادسة عربيا و 79 عالميا بالقراءة وبالمرتبة السادسة عربيا و 76 عالميا بالعلوم.

وجاءت عشر دول بأدنى درجات في نتائج التقييم لعام 2022 وهي كمبوديا وجمهورية الدومينيكان وكوسوفو وأوزبكستان والفلبين والمغرب والأردن، والسلفادور، وباراغواي وفلسطين. وجاءت كمبوديا بالمركز الأدنى بدرجة تبلغ 337 نقطة، وجمهورية الدومينيكان بالمركز الثاني بدرجة 350، وجاءت كوسوفو بدرجة 351، ومن ثم جاءت أوزبكستان بدرجة 352، وسجلت الفلبين درجة 353، تليها المغرب بدرجة 356، و الأردن بدرجة 359، بفارق نقطة عن درجات كل من السلفادور وباراغواي، التي حصلت كل منهما على 360 نقطة، وحصلت فلسطين درجة 361.