الإشراف التربوي الإلكتروني وتداعيات جائحة كورونا!

الإشراف التربوي الإلكتروني وتداعيات جائحة كورونا!

الدكتورة آيات إسماعيل الزيدانين

شهد عصرنا تطورات وتغيرات طارئة أحدثت تأثيرات بالغة الخطورة على كافة الأنظمة والقطاعات وفي كافة المجتمعات البشرية، وابرز الأنظمة التي خضعت لهذه التأثيرات يأتي النظام والقطاع التعليمي بكافة مكوناته وعناصره. ولعل نظام الاشراف التربوي كمكون في النظام التربوي قد خضع للتأثير وإفرازات الجائحة اكثر من غيره من المكونات، حيث شهد الإشراف التربوي تغير في الأساليب الإشرافية من الأساليب التقليدية إلى الأساليب الإلكترونية، كما أدى التقدم المذهل والواسع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى إيجاد آفاق جديدة لتطوير الإشراف التربوي وتحسينه، ومن هنا تبرز أهمية الإشراف الإلكتروني ودوره في حوسبة أعمال الإشراف التربوي والمساهمة الفاعلة في تبادل التجارب والخبرات المميزة بين الكوادر التربوية، لتطوير بيئات التعلم وجودة المخرجات وتحقيق أهداف المنظومة التعليمية.

ويُعد الإشراف التربوي من أهم العمليات في نظام التعليم في الظروف العادية وازداد دوره في التعليم عن بعد وفي التعليم الإلكتروني ليصبح أكثر أهمية في ظل الظروف الراهنة وفي ظل التطور التكنولوجي المتسارع ، ويشير الخالدي (2020)  إلى أن دور المشرف التربوي يتمثل في تحقيق الأهداف التعليمية وتحديداً في ظل هذه الظروف، وهو ما ينبغي أن يتم من خلال الآليات الإلكترونية الملائمة، وتوظيف ما تتيحه المنصات الإلكترونية من إمكانيات لتبادل الخبرات بين المشرفين والتربويين والمعلمين والطلبة من خلال المشرف، بالإضافة إلى دوره الهام في بناء توجهات إيجابية نحو التعلم الإلكتروني، مما يسهم في زيادة فعاليته وتأثيره وتقبله من قبل بقية الأطراف، وكما أنه مطالب بالتخطيط السليم لتنفيذ استراتيجيات التدريس الملائمة للتعليم عن بعد، والقدرة على تطوير المحتوى المعرفي والمهاري للمقرر الدراسي ليكون متجاوباً مع أساليب التعلم الإلكتروني وطبيعته.

وتظهر أهمية التقدم التكنولوجي من خلال استجابة المؤسسات التربوية في المجتمع الأردني للظروف التي اقتضتها هذه الجائحة، وما عملته من توفير خدمات الإلكترونية تمثلت في إنشاء (البوابات والمنصات الإلكترونية)، وبما أن الاشراف التربوي من أهم العمليات في النظام التعليمي فلا بد من تفعيل نمط الإشراف الإلكتروني والذي أصبح مطلباً ملحاً وضرورياً خاصة في ظل وجود هذه الجائحة ، لذا فإن استجابة المؤسسات التربوية ساهمت في ردم الفجوة بين ما هو مطلوب وما يمكن تحقيقه في تقليل الفاقد التعليمي الناتج عن هذه الجائحة.

ومما لاشك به أن الإشراف الإلكتروني قد فرض نفسه وبقوة في كافة المجتمعات العربية نتيجة الظرف القسري المترتب على جائحة كورونا، إذ أحدثت هذه الجائحة حدثاً جللاً قد يهدد التعليم بازمه هائلة؛ لذا استوجب الوضع الحالي على نظام الإشراف التربوي أن يأخذ بزمام المبادرة في توجيه برامجه وخططه عبر الشبكات الالكترونية.

المرجع: الخالدي ،فهد (2020)، الإشراف التربوي في زمن كورونا ، صحيفة اليوم 6/9/2020 تم الدخول يوم السبت 6/11/2021 متوفر على الموقع التالي:     https://www.alyaum.com/articles/6275297          

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة