الشوق والحنين للحرم الجامعي؟
الشوق والحنين للحرم الجامعي؟
أشارت الأكاديمية الأمريكية إليزابيث ليهفيلدت في مقالة لها إلى أن الكليات والجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية سعت في الصيف الماضي إلى التخطيط لفصل الخريف واتخاذ قرارات بشأن التدريس وعودة الحياة والطلبة للحرم الجامعي. وكانت القوة الدافعة وراء جميع النقاشات والجلسات الاستراتيجية والخطط هي فكرة ضرورة الحرم الجامعي والتجربة الغنية التي يقدمها للطلبة.
وأشارت إلى أنه للوهلة الأولى، قد تبدو هذه حالة مؤلمة، كون هذه المناقشات نظرت للحرم الجامعي– إنه المساحة المادية التي يشغلها. لكن جوهر هذه النقاشات سرعان ما كشف أن الحرم الجامعي هو أكثر من ذلك بكثير. يعد الحرم الجامعي بالفعل مساحة فعلية، ولكنه يجسد أيضًا مجموعة من التطلعات التي تكمن في صميم التعليم العالي. عندما نرحب بالطلبة في الحرم الجامعي، فإننا لا ندعوهم فقط للسير في المساحات وبين المباني والممتلكات. إننا فعليا نطلب منهم الانضمام إلينا في تجربة ذات ملامح وشخصية تمتد إلى ما هو أبعد من الأمكنة الملموسة.
بعد مرور عام، كانت السيناريوهات أكثر تفاؤلا بالعودة، وتطلبت بعضها لقاحات. ذلك أن الحرم الجامعي له خصوصية في حياة الطلبة وأعضاء هيئات التدريس، تتجلى في أن الحرم الجامعي كمساحة مادية لها على الأقل بعض الحدود المحددة. ونتيجة لذلك، فهي مساحة خاضعة لضوابط الوباء من قناع الوجه، والتباعد الاجتماعي، والتعقيم. عندما تكون اللقاحات مطلوبة، ستكون مساحة محددة بشكل أكبر بتوقعات معينة. كل هذا في خدمة السماح للمؤسسات بتقديم الحرم الجامعي كمكان آمن ومحمي.
ولكن يجب علينا بعد ذلك أيضًا أن نسأل أنفسنا كيف يعيش طلابنا في هذه المساحة– وماذا يعني ذلك بالنسبة لتجربتهم للتعليم والفصول الدراسية وبيئة الجامعة بشكل عام. وبأن الحرم الجامعي بيئة معنوية وثقافية غير ملموسة وهنا يعتمد الكثير من الخطاب الذي أحاط بالخطط المبكرة النبيلة حول عودة الطلبة إلى الحرم الجامعي على الصدى غير الملموس الذي تشير إليه كلمة “الحرم الجامعي“. وتحدث رؤساء الكليات والجامعات عن تقديم “تجربة الحرم الجامعي” حيث آثار هذا الخطاب صوراً للمساحات المادية (الملاعب، الساحات)، والتفاعلات (معارض الأنشطة، وتجمعات العودة إلي للجامعة) والخدمات (تناول الطعام، ومراكز الاستجمام). وكان الافتراض الأساسي هو أن كل هذه العناصر هي مكونات ثرية ضرورية لتجربة جامعية غنية– وأن غيابها سيؤدي إلى تضاؤل ثراء التجربة.
وإن الحرم الجامعي مجتمع تلتقي فيه بالناس وبالأصدقاء. نعم، يمكنك العثور على نفس الأشخاص عبر رووم لكنه يزيل كل الصدفة من المعادلة. الحرم الجامعي عبارة عن مساحة للمحادثات غير المتوقعة، وللمفاجأة لرؤية أشخاص لم ترهم منذ أسابيع، وللتوجه إلى المكاتب، ولمشاركة وجبات الطعام بشكل غير رسمي. بالنسبة للعديد من الطلبة، كان الحرم الجامعي ولا يزال منزلًا حَرْفِيًّا؛ إنه المكان الذي يعيشوا فيه ويأكلوا ويمارسوا فيه الرياضة ويحضروا الدروس. بالنسبة للآخرين، كان الحرم الجامعي ولا يزال مكانًا آمنًا للتجمع مع الزملاء والأصدقاء وتوفير مأوى وخدمات موثوقة. وبأن الحرم الجامعي شوق وحنين. نظرًا لأن الحرم الجامعي مجتمع إنساني، وقد شعر بعض الناس بغيابه بشكل حاد.
الغياب جعل القلب الأكاديمي ينمو. لقد فاتنا صوت سقوط الأقدام على الأرصفة وفي أروقة مساحات الحرم الجامعي. لقد اشتهينا معرفة أماكن الحرم الجامعي– المكتبة والمقهى وصالة الطلبة– وروتين جداول المحاضرات داخل الحرم الجامعي. لقد أشار الطلبة بالتأكيد إلى أنهم فقدوا وشعروا بالشوق للحرم الجامعي. لقد كشفت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة Inside High Ed و College Pulse، وقدمتها كابلان، على 2000 طالب جامعي من 1200 كلية وجامعة في مارس من هذا العام، أن نصفهم تقريبًا يرغبوا في العودة إلى الفصول الدراسية وجهًا لوجه، وقال 31 بالمائة آخرون تقريبًا لم يرغبوا أبدًا في الحصول على تدريس عب زووم مرة أخرى. وإن كلا هذين الرقمين قد ارتفع حتى مع تلاشي بعض أوجه عدم اليقين التي سادت هذا الربيع والتزمت الجامعات نفسها بقوة أكبر لمواجهة التعليم وجهاً لوجه. إنهم– ونحن– نتوق إلى الاتصال والمحادثة والتدفق الحر للأفكار التي لا يجب أن تتوسط فيها منصات الإنترنت وفرصة مشاركة مساحتنا مع الآخرين.
المصدر