ما بين التوقعات والتطلعات: نحو منظومة تعليمية معاصرة
ما بين التوقعات والتطلعات: نحو منظومة تعليمية معاصرة
الدكتورة سعاد ملكاوي، أصول تربية، الأردن
يُمثّل التعليم ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستقبلية، وترتبط تطلعاته بسياسة الدولة واهتمامها بالمجال التعليمي النوعي، الذي يركّز بالدرجة الأولى على نوعية المعلومات، وطرق التفكير فيها، وسبل التوصل إليها ، ولكل سياسة تعليمية رؤية وأهداف تركّز على الارتقاء ببنية التعليم ليواكب متطلبات العصر من تحفيز الابداع وتغيير نمط التفكير والوصول الى الابتكار، وربط التعليم النظري بالتطبيقي القائم على استخدام التجربة للوصول للمعلومة . إنّ التدريس المعاصر يُعد عملية شاملة ، تتولى تنظيم وموازنة كافة معطيات العملية التربوية، من معلم وتلاميذ ومنهج وبيئة مدرسية، لتحقيق الأهداف التعليمية ، دون تقديم واحدة على الأخرى، تسعى البنية التعليمية المعاصرة إلى البحث عن المعلم المهني والمحترف الذي يوجّه اهتمام وتفكير الطلبة نحوالاكتشاف، من خلال آليات مدروسة، محاولاً اكتشاف قدرات الطلبة التعليمية وخاصة المتميزة منه، مراعياً فروقهم الفردية واستعداداتهم التعلمية، ومركزاً على الطاقة الايجابية التي تحفز مهارات الطلبة نحو العمل المجتمعي والتطوع ، ساعياً للتطوير والمشاركة والمبادرة، ومواكباً لمواصفات التعلم الإلكتروني الحديث، قدوةً لطلابه من خلال سلوكه التربوي والتعليمي الذي يتعامل به. نحن ، نريد حقيقة مناهج تركّز على تربية الفرد وإعداده للحياة، مع الحفاظ على الموروث الحضاري والقيَمي العربي، بعيدة عن الوصف الظاهري، ناقلةً المفاهيم النظرية إلى التجريب والتطبيق العملي الذي يهيئ الطالب لتقبّل التغيير، والانسجام والتأقلم معه، ومستندة أيضاً إلى التعلم الجمعي من خلال التركيز على قدرات الأفراد المهارية والمعرفية والوجدانية، ناهيك عن تطوير المهارات والخبرات المتعلقة بالتعليم الالكتروني، واستخدام الطرق الحديثة في التدريس مثل المنافسة، والقدرة على الابتكارو الاختيار والمرونة ، لأنّها من أهم مخرجات التعليم العصرية من وجهة نظر التربويين. ونسعى كذلك ، لمناهج تركّزعلى المواطنة الصالحة وتغرسها في نفوس الطلاب وتساعدهم في توسيع أفق تفكيرهم، و تأهلهم للتطوير، وخدمة مجتمعاتهم، وبما أنّ الطالب الآن ، هو محور العملية التعليمية التعلمية الحديثة ، فلا بد من تطوير مهارات التفكير النقدي لديه ، والذي يمكّنه من حل المشكلات والتحليل والتركيب، وربط المادة النظرية بالجانب التطبيقي، ليكون قادراً على مجابهة مشكلات العصر من خلال توجيه تفكيره نحو النقد، ومحباً اكتشاف المعلومة، والبحث عنها، وربطها بظواهر و معلومات مشابهة لها ، وقادراً بنفس الوقت على وضع الأهداف التي يسعى لها من وراء تعلمه وبحثه، ومواكباً لاستخدام النماذج التعلمية الالكترونية التي باتت تشكّل نمط التعلم القادم وخاصة بعد ظهور الجوائح التي تعيق التعلم التقليدي الوجاهي، لنحاول أن نصل في النهاية إلى إيجاد طالب معتز بتاريخ بلاده ومتفهم لحاضره ومستفيد منه في استشراف مستقبل أمته. لقد لجأ العديد من دول العالم إلى اتّباع سياسة التعليم عن بعد ، في طريق أضحى التكامل والتعاون بين الأسرة والمدرسة، أمراً حتمياً ، حيث يعد ولي الأمر شريكاً حقيقياً فيه، من خلال الاطلاع على دليل استخدام المنصات التعليمية، وتوفير البيئة التعليمية المناسبة لأبنائه المتعلمين، وتوفيرمتطلبات التعليم عن بُعد ، من خلال الدعم النفسي والعاطفي والمادي، والقيام بالدور الإشرافي والتوعوي المباشر أثناء العملية التعليمية، وكذلك التواصل مع المدرسة وتقديم التغذية الراجعة باستمرار ، من خلال التعاون مع المعلمين . وعليه ، وبالاعتماد على تلك التطلعات التربوية التعليمية المتوازنة القابلة للتطبيق ضمن الإمكانيات المتاحة ، نستطيع حقيقة أن نتوقع ونتنبأ بحجم النجاحات التعليمية ومساراتها المستقبلية الناجحة. *يجوز الاقتباس واعادة النشر للمقالات شريطة ذكر موقع شؤون تربوية كمصدر والتوثيق حسب الاصول العلمية المتبعة.
- لا يجوز الاقتباس واعادة النشر للمحتوى المنشور إلا بموافقة رسمية من موقع شؤون تربوية.