مؤتمر واقع تحديات التعليم العام والعالي: يضع توصياته لتجاوز التحديات والانطلاق نحو الآفاق المستقبلية التعليمية العالمية

مؤتمر واقع تحديات التعليم العام والعالي: يضع توصياته لتجاوز التحديات والانطلاق نحو الآفاق المستقبلية التعليمية العالمية

اختتمت أعمال مؤتمر تحديات التعليم العام والعالي الذي نظمته مؤسسة الياسمين تحت رعاية وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور وجيه عويس وبحضور أكاديمي وتربوي واسع، وقدم عدد من الخبراء أوارق علمية ناقشت مختلف التحديات التي تواجه التعليم العام والعالي والآفاق المستقبلية للولوج للمستقبل وتبني إصلاحات تربوية من شأنها النهوض بالواقع التربوي والتعليمي الأردني.

وأشار أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية، الدكتور نواف العجارمة، إن التعليم في الأردن يواجه جملة من التحديات، بعضها مشترك وأخرى اختص بها الأردن دون غيره من دول الإقليم. وأضاف العجارمة، خلال رعايته اليوم الأحد مندوباً عن وزير التربية والتعليم، انطلاق مؤتمر تحديات واقع التعليم في الأردن بتنظيم من مؤسسة الياسمين، أن من أبرز تحديات التعليم هي وجود فجوة في التعليم بين القطاعين العام والخاص، وبين القرية والمدينة، مشيرا إلى أن دور الوزارة هو في تقليص هذه الفجوة وتجسيرها. وأشار إلى وجود تحديات أخرى تتمثل في الانتماء إلى المدرسة، وتحديات ومهارات القرن الحادي والعشرين، والذي يفرض تطوير المناهج، وهو دور يقوم به المركز الوطني لتطوير المناهج. وأكد أن تحديات موجات اللجوء الإنساني التي استقبلها الأردن طوال السنوات الماضية شكلت تحديا وضغطا على البنية التعليمية في المدارس، مشيراً إلى أن الأردن عامل الطلبة من اللاجئين بنفس المعاملة التي يتلقاها الطلبة الأردنيين وبنفس الامتيازات.

من جهته، قال الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور عبد الرحيم الحنيطي، إن التعليم الإلكتروني أو التعليم “عن بعد” كان استراتيجية تم اتباعها خلال جائحة كورونا التي فرضت على الجامعات، مشيرا إلى دور الجامعات في بناء المنصات الإلكترونية المختلفة وتزويدها بالمحتوى التعليمي. وأضاف أن التعليم الجامعي الذي توجه إلى التعليم المرن “عن بعد” كان يواجه تحديات توفير المادة العلمية في جميع الظروف المختلفة إلا أن جامعاتنا استطاعت التغلب على هذه التحديات من خلال إنتاج مواد وبرامج تدريسية ذات جودة عالية للطلبة. وبين أن اتحاد الجامعات العربية بذل جهوداً كبيرة في وضع استراتيجية للتعليم “عن بعد” والتعليم المرن، إضافة إلى وضع الخطط وجودتها من خلال إصدار دليل جودة البرامج ودليل جودة البرامج الأكاديمية.

وأشار الدكتور محمد صايل الزيود، الأستاذ في الجامعة الأردنية، إلى أن النظام التربوي الأردني حقق إنجازات بارزة خلال العقود الماضية من عمر الدولة الأردنية، وتجلت هذه الإنجازات بشمول مختلف مناطق المملكة بالخدمات التعليمية، فلم تخلو قرية أو بادية من الخدمات التعليمية، وشمول كل ممن هم في سن التعليم بالالتحاق بالتعليم الأساسي وتطبيق عملي بأن التعليم حق للجميع دون تمييز لأي اعتبارات تطبيقا لمبادئ الدستور الأردني بالمساواة وعدم التمييز، كما شهد النظام التعليمي الأردني نقلات نوعية فيما يتعلق بعدد وبنوعية المدارس وجودة المناهج والتخصصات وفرص الإعداد والتدريب للمعلمين والإدارات المدرسية والكوادر المشرفة. و وشهد نقلة نوعية في مستوى النزاهة في إجراءات الامتحانات خاصة امتحان الثانوية العامة. وبأن الإنجازات التي حققها النظام التربوي الأردني تدعو للاعتزاز وترسخ الحاجة بضرورة استمرار العمل بالتطوير والتحديث والإصلاح لهذا النظام في العديد من المكونات والجوانب، لا سيما أن الأنظمة التعليمية وعلى المستوى العالمي تخضع لعمليات مراجعة وتحديث مستمرة. وأضاف إلى أن الآفاق المستقبلية تتطلب معالجة مشكلات النظام التربوي كضرورة وطنية لنضمن بناء أجيال مؤهلة قادرة على العمل والعطاء وبناء الوطن والمساهمة الفاعلة في تنمية كافة قطاعاته، ولا بد من مضاعفة أعداد الغرف الصفية بإنشاء المدارس بوتيرة أكبر وأسرع، بحيث يصبح إنشاء المدارس أولوية وطنية تسخر لها الأموال اللازمة من مصادر التمويل الوطنية الحكومية والمنح والمساعدات والقروض الدولية. وتشجيع ومنح القطاع الخاص حوافز ومنافع لدفعة للاستثمار في إنشاء المدارس الخاصة. وبث الوعي بأهمية التبرع والتصدق بإنشاء المدارس عوضا عن إنشاء المساجد التي أصبحت أعدادها تفوق حاجة المدن، والأحياء، والقرى، والبوادي. كما المدارس والمناهج وسوق العمل تتطلب مدارس يتوفر بها بنى تحتية متخصصة يستثمرها المعلم في التربية والتعليم وفي تنفيذ المنهاج وفي بناء شخصيات الطلبة. كما أضاف إلى أن المدارس يجب أن تتهيأ ماديا بالمعدات والتجهيزات والتقنيات وشبكات الاتصالات والإنترنت والوسائل التعليمية والحدائق والساحات والمختبرات والمكتبات، وجميعها تضمن الأعداد والبناء التربوي السليم للطلبة، ونحتاج لتطوير امتحان الثانوية العامة في ضوء أفضل الممارسات العالمية.

من جهته، قال مساعد رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي للجودة، الدكتور زياد البشايرة، إن التحديات التي يواجهها قطاع التعليم العالي تكاد تكون متشابهة بين الدول العربية، إلى أهمية وجود هيئات لاعتماد المؤسسات التعليمية لمساعدة الجامعات للتميز والوصول إلى التنافسية المحلية والعالمية. وبين أن الأردن حصل على الاعتمادية الفيدرالية الأميركية للتعليم الطبي (WFME) وهي جهة تعتمد خريجي كلية الطب وأي خريج لا يعتمد منها بعد عام 2024 لن يسمح له بالتدريب أو العمل في الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الأوروبية.

بدوره، دعا وزير التربية والتعليم الأسبق، الدكتور إبراهيم بدران، خلال عرض إلكتروني قدمه بعنوان: “التعليم المستقبل والاستدامة”، إلى زيادة الإنفاق على قطاع التعليم إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بدلا من 3 بالمئة حاليا. وأكد بدران ضرورة زيادة التشبيك بين المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية، ومعالجة الإشكاليات التي يواجهها قطاع التعليم العالي في مسألة التمويل، بالإضافة إلى تأهيل الهيئات التدريسية وإثراء خبراتها حتى تتمكن من تلبية متطلبات المستقبل.

بدوره قال رئيس الجامعة الأردنية، الدكتور نذير عبيدات، إن التمويل المالي للجامعات الأردنية والتعليم العالي أقل من الطموح، مشيرا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الشباب اليوم، هي توجه أصحاب العمل للبحث عن كوادر مدربة وماهرة، وتكون جاهزة لممارسة العمل. وقدم عبيدات مجموعة من الحلول للعجز المالي في الجامعات تتمثل بضرورة تحديد الرسوم من قبل الجامعات، وتعديل بعض التشريعات الضريبية، وتقليل التكلفة، وزيادة الواردات الذاتية للجامعات. ولفت إلى وجود فجوة كبيرة بين القطاع الأكاديمي والصناعات وأصحاب العمل، موضحا أن هناك دورًا كبيرًا على القطاع الخاص يجب أن يقوم به لتطوير البحث العلمي من خلال دعم الكوادر والكفاءات العلمية من جهة، والاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية في مختلف القطاعات. وتحدث عبيدات في ورقة قدمها ضمن محور “واقع التعليم العالي في الأردن وأثر جائحة كورونا على منظومة التعليم” عن الفجوة الواسعة بين مخرجات الجامعات ومتطلبات سوق العمل والتغير الكبير والمتسارع في المجتمع، منوها إلى ضرورة مواكبة التغيرات المتسارعة في التعليم في ظل ما يسمى بنظرية التعلم والتوسع في اتساع نظريات متعلقة بطرق التعليم، والتعامل مع العالم الرقمي في التعليم. وأكد عبيدات أنه لا بد من مواجهة التحديات التي تواجه التعليم من خلال تحسين إدارة الموارد البشرية والاقتصادية، وإعادة بناء استقلالية الجامعات، واستمرار الجامعات بالقيام بدورها في أن تعلم وتدرب وتبحث بحرية وبشكل ذاتي.

وقدم علاء جرار من منصة جو أكاديمي، عرضا توضيحيا استعرض فيه التحديات التي واجهها التعليم خلال جائحة كورونا، إضافة إلى استعراض توجهات وبرامج نفذت أتمتة التعليم والتعليم الإلكتروني خلال الجائحة. وتحدث عن فكرة إنشاء المنصة عام 2014 ودور التعليم الإلكتروني كمخرج وبديل في تقديم المحتوى التعليمي لطلاب المدارس يساعد في التعليم الوجاهي.

المصدر: وكالة الأنباء الأردنية- بترا، الهاشمية نيوز.

 

 

 

 

مواضيع ذات صلة